[align=center]قارعة القلب[/align]


[align=justify]يحكى بزمن بعيد هناك حبا وجد على صخرة الألم من جمرة القلب المدفون تتعالى الصرخات من كل جوانب الطريق , ابحث عن حبا فقدته بليلة قاسية البرودة يجف فيها أوراق الزهور من شدة البرودة وتنشق فيها تلك الشفتين كأنها صحراء جف منها ماء الحنان ماء الحب الدائم , كيف تسير تلك الحكايات وكيف تعيش أنثى متعطشة بحب متهالكة محتاجة لنسيم شوق هي ملاك للحب تهرب تركض تلهث تتألم ترتفع آهاتها لروح السماء تقرع القلب تطرقه بقوة تجرح يداها من طرقاتها المتكررة لذلك القلب الذي لم يعد يسكنه غير الجرح بكل معانيه .. هل يلين ذلك القلب رحمة لقارعة القلب ؟ هل تتوقف آهات تلك القارعة بحب عنيد ؟ هل تتعارك القلوب باسم الحب ؟ هل ستتمسك ملاك الحب بحبها أم تتراجع عنه ؟

من موسيقى الم الحزن القديم تقف على صخرة الحزن ملاك الحب وبيديها باقة ورد تائهة وعاصفة القلب تجعلها غير متزنة تتمايل كأوراق شجر بل كسعف من النخيل العربية تتراقص يمين تحاول السقوط عليك تتجه يسارا حتى تسقط من كثر ميلانها من على صخرة الحب الضائع الحب المميت , تضرب رأسها بقوة على أحجار المتساقطة بكل أنحاء تلك البحيرة النائية المفعمة بنظرة الم وهي فاتحة يديها بكل مصراعيها وتراب الأمل قد ينقذها من وهم الحب بدقة قلب متعبة بدقة قلب متهالكة تنتظر رحمة من رجل قلب فقد أحساس الحب الضائع الحزين !

تجلس ملاك الحب من مكان سقوطها ولكن تجد نفسها فوق السحب محلقة تمسك عنفوان تلك الغيمة كأنها تمسك عنان فرس ولكن بلا فارس تركض وهي تعانق تلك الغيمة من خديها الدامعة الحزينة تترقب قدوم خيال حبها حتى يمسكها ليطير بهى من على سحب الغيوم ويقفز من غيمة لغيمة ولكن سرعان ما تسقط مرة أخرى لا تعلم ما سبب سقوطها المرير القاتل وجرح فارسها يعلن صعوبة نيل قلب من صدر دفنتها رمال البحر القاسية , تضع يديها على صدرها وتسمع ( دقـ دقـ دقـ ) دقات قلبها متسرعة وسط الغيوم وتقف بعدها على احدي الغيمات لما وقفة وأين ذهب ذلك الفارس عنها وسط دقات قلبها حيث ضمتها يديه الحنونتان اختفى فجأة عند نافذة الصمت ولم يبقى غير تلك الغيوم والفرس وملاك الحب فالبكاء كان رحمة لها من سراب حب سراب عشق سراب الألم ..

تعالوا معي لنسرد لكم تلك القصة من حيث البداية ورقصة الحب الجميلة ودمعة القلب الحزينة وآه يا ملاك من فارسك الذي اختفى وسط غيمات لتنحتي لنا أعظم صورة للحب والتضحية فلنكن مع ملاك وهي تسرد لنا إحداث تلك القصة ..

ملاك أنا هي تلك الفتاة التي أعيش وسط تلك المدينة الجميلة حيث غابات النخيل الكثيفة وبحيرة تطل من أمام بيتنا حيث يوميا عند الصباح أراقب تلك الطيور وهي تحوم من حولي وتقفز من نخلة لنخلة وترتشف قطرات الماء من على شط البحيرة الجميلة الخيالية , حتى تقف أمام نافذة غرفتي لأقدم لهم وجبة الإفطار من حبيبات الخبز التي أجهزها لهم وهي تغرد لي بأجمل النغمات وأعذبها وتمنيت لو كنت طير مثلهن حتى أطير معهم للسماء وأراقب بحيرة والنخيل وعالم السماء ..

اذهب بعدها لأتمشى عند البحيرة إذ تعودت يوميا أن أكون هناك أشاهد سمك تلك البحيرة وهي تقفز من وسط الماء للأعلى وكأنها توجه لي التحية وأنا في سعادة تامة من الفترات التي اقضيها هنا رغم برودة كل صباح ونسيم الهواء النقي يحرك خصلات شعري كراقصة محترفة إذ تدغدغ تلك الشعيرات وجهي وخدي وأنا الملم شعري وعيناي كانتا بالأرض ورفعتها فجأة إذ هناك صخرة كبيرة تملئها حشائش خضراء إذ لم أراها من قبل ففرشة فستاني عليه وجلسة أدندن أجمل الأغاني وتارتا أخرى اصمت ويجعل من خيالي إن ترتفع أفكاري لكتابة خاطرة ما وأنا جالسة على تلك الصخرة الجميلة إذ راودني شعوراً غريب جميل هو لا اعلم حزين هو صدقوني لا اعلم ذهبت لغرفتي لأجلب دفتر خواطري لأكتب تلك الأبيات فركضت بسرعة البرق حتى لا تطير مني فكرة تلك الخاطرة , جلسة مرة أخرى على تلك الصخرة وعيني على البحيرة فالسكون أصبح غريبا بتلك اللحظة والطيور لم تعد تغرد وكأنها تريد أن تسمع أو تقرءا ما سأكتبه من كلمات :


[align=center]اضغط على الصورة لسماع الخاطرة [/align]
[align=center][flash=http://www.5atawat.net/uploader/folder1/3ww3_3TXkwnajd0.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash][/align]

اصمت هنا قليلا والقلم يسقط من أصابعي وزخات المطر تتساقط ببطء شديد والجو كان غائماً رائعاً بيوم رومانسي حتى ابتلت تلك الأوراق المتطايرة من حبيبات المطر وجلست أراقب عدد حبات المطار وهي تتساقط على دفتر مذكراتي وافتح أصابع يدي الصغيرة ليملئها ذاك المطر بزخاته الباردة شعرة بالبرد فجأة أريد دفئ قلب بهذه اللحظة دفئ صدر يضمني وأنا ارقب السماء بغيماته لا أريد أن تنقشع تلك الغيوم فانا أحب هذا الطقس الجميل , جلست بجنب تلك الصخرة وطيور الحب قد اجتمعت من حولي تغرد وكأني أشاهدها تتراقص بشكل دائري وتدور من حولي راسمة أجمل صورة بخيالي إذ جاءتني بعض من تلك الطيور على أصابع يدي لأمسح عليها بكل حنان وحب .

اسمع صوت احدهم يعزف بمزماره بصوت حزين التفت يمينا شمالا لا أجد ذلك الصوت شدني عزفه الجميل واختفى قليلا فقليلا حتى أصبح ذلك الصوت سراب فسراباً لا اعرف تفسير له ورجعة بالكتابة مرة أخرى بصفحاتي المبللة من قطرات المطر الدافئة ::


[align=center]اضغط على الصورة لسماع الخاطرة [/align]
[align=center][flash=http://www.3ww3.com/uploader/folder1/3ww3_C7KNVwAHso.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash][/align]

اترك القلم ودفتر مذكراتي على تلك الصخرة المعتادة ولكن اشتاق لان أضمها حتى تتبعثر على صدري وآه من صدري المحترق.. اذهب لغرفتي واضع رأسي على وسادتي علها تنسيني تلك النغمات من ذالك المزمار الحزين ولكن لم ينفع تقلباتي من على سريري وأصبح الوضع قاسي أريد معرفة من صاحب تلك المقطوعة التي سلبه مني عقلي وبعدها قلبي افتح نافذة غرفتي أراقب كل ما يجري من فوق لأشاهد أجمل لوحة رسمتها الطبيعة , نعم طبيعة خلابة ولكن ينقصها من يعطيها أكسجين لتعم الحياة فيها .

تغط عيناي لنعاس عميق وبيدي دفتر مذكراتي و يدي الآخرة تمسك قلم إشعاري ويغطي الليل بظلامه ويسكت كل ما بالكون ولم يبقى سوى صوت تلك الطيور الليلية التي تعزف اللوانها بكل دقة وحذر .. وحينها استمعت مرة ثانية لذلك المزمار هل إنني في حلم أم ماذا ؟ نعم يقترب أكثر وبشكل واضح ويقف تقريبا أمام تلك البحيرة ويبحر بي بعالمه وبعالم عزفه الذي يجعلني اسرح بعيدا مع بسفينة الحب والتي لا اعرف لها مسير بحياتي , افتح باب غرفتي وأخذ شيء ليغطيني بهذا الجو القارص بليلة باردة اخرج مسرعة نحو البحيرة حتى لا يختفي ذلك الصوت مرة أخرى وكل ما ركضت يقترب الصوت أكثر وأكثر وأعلنها بكل صراحة وبلا خوف وأقول له ::


ملاك : من أنت ؟

يلتفت لي بلحظة وينتزع مزماره من شفتيه ويقول !!

...... : أنا عازف الأحزان .

ملاك : ليس لديك اسم يا هذا ؟

يحرك يداه بكل نعومه نحو مزماره ويعزف مجددا لا يبالي لتلك الأنثى ملاك

....... : لما تكلميني بهذه الطريقة ومن أنتي حتى تستفسري عن شخصيتي الرجاء اتركيني لحالي !!

تصر هنا ملاك وكلها عناد وتقف بوجهه مجددا

ملاك : قل لي من أنت ؟

....... : أنا عازف الأحزان . ولا املك غير تلك الإجابة

ملاك: يا لك من مغرور وقاسي !!!

....... : شكرا لكِ يا فتاة ولكن من أنتي ؟

ملاك: أنا ملاك أعيش بهذه المدينة وبيتي قريب لهذه البحيرة

....... : تشرفت عزيزتي ملاك

ملاك: أني مصرة لمعرفة من أنت ومن أين أنت ؟

........ : حسننا . أيتها العنيده أنا فارس من القرية المجاورة لهذه المدينة .

ملاك : أهلا فارس كيف حالك

فارس : نعم . أنا بخير

ملاك: قل لي يا فارس لما أنت هنا

يقف فارس هنا لبضع ثواني ويتحرك بضعة خطوات ويقول

فارس: أريد أن أغير نمط حياتي والعيش بهذه المدينة والابتعاد عن قريتي

ملاك: لك ما تريد يا فارس

تتجه نحوه وتقترب أكثر وأكثر ملاك وتقول له

ملاك: أن عزفك جدا رائع أحببت تلك المعزوفة التي عزفتها بالصباح وبهذه الليلة هل قلت لي لما هذه المقطوعة الحزينة

فارس: أنها معزوفة من تأليفي ومن جرح قلبي الذي مات

وقفت هنا ملاك متعجبة من ما يقوله فارس

ملاك : إي جرح هذا يا فارس . معذرة على سؤالي ؟

يتحرك هنا فارس لناحية الشجرة ليضع ظهره ملاصقا لتلك الشجرة حتى ينزل لنهاية الشجرة ويجلس ويخبئ رأسه بحجره كطير النعام ولكن بحزن عميق وتتجه نحوه وهو يقول بصوت خافت حزين ::

فارس: آه من ذلك الجرح يا ملاك لا تذكريني فيه

وتقاطعه فجأة ملاك وتقول له

ملاك: هل لي أن اجلس بقربك يا فارس ؟

رفع رأسه فارس وعيناه تلمعان وتكاد دموعه تتساقط

فارس: تعالي يا ملاك تعالي ولما لا.. اقتربي مني اقتربي

اقتربت منه ملاك وهو يستمر بالحديث

فارس: نعم لا تذكريني بجرحي الذي نزيفه أنا وعمقه هي

ملاك : هل هذا لغز يا فارس ؟


فارس : أحببت فتاة من عمري واسمها فاتن كانت قوية رائعة جميلة ساحرة فاتنة كاسمها وحيدة والديها ترسم البسمة بوجه الجميع تداعب حتى أوراق الشجر مرحه بذاتها أحببتها من كل قلبي وهي تعشقني أكثر من ما أنا أحبها فهي قمر بليلة نصف الشهر يشق طريق السماء نوراً .. كنا لا نفارق بعضنا البعض أصابعنا دائما ما تتحرك مع بعضها كأنهما بجسد واحد كل منا يكمل الآخر كانت أيامنا رائعة جميلة , نتسامر بليالي القمر ونرسم من حبنا لوحات من حبات الرمل على شاطئ البحر الجميل الذي دوما ما كنا نتقابل هناك .. تتألم بألمي وأتعذب بألمها فاتن هي حبيبتي فاتن هي حبي الذي مات !!

ملاك: ماذا تقول يا فارس مات وكيف مات ذلك الحب ؟

يبكي هنا فارس بحرارة الفراق وجعلني ابكي معه !!

فارس : نعم يا ملاك لقد ماتت فاتن وهي بريعانة شبابها وهي تنتظرني بكل شوق ماتت وهي تصارع ذلك المرضى الذي لازمها وهي طفلة كانت تعاني من مرض خطير وعجز الأطباء بمعالجتها لضعف إمكانيات ذلك المستشفى .. ماتت وهي على سرير الرحمة وبيديها صورتي التي لم تفارقها طيلة وقتها ولكن ماتت بليلة ولم اسمع منها كلمة " احبك " ولم أرى ابتسامتها ولم أناظرها وهي تحرك أجمل عينان ولم اذهب للمستشفى إلا وهي مغطية بكامل جسمها بقطعة قماش بيضاء ولم أتمالك نفسي وبكيت حتى وعيت نفسي ارقد بالمستشفى وجميعهم من حولي وسألتهم عن حبيبتي فاتن لم يجبني احد قلت لهم أريد أن اكلمها أريد أن أراها ولم يعرني احد جوابا لسؤالي وكأن لا احد يقف معي بتلك الغرفة الحزينة ..

يصمت فارس قليلا وجعل من صمته حزنا بأجواء المعمورة حتى الطيور لم تعد تغرد وتلاطم أمواج البحيرة توقف من حزن تلك القصة الحزينة الأليمة تتساقط أرواق الشجر من حزن كلام فارس ولم أتمالك نفسي أكثر وابتعدت راكضتا لغرفتي ودموعي على خدي وآه يا فارس كم هي الحياة قاسية تحرم المحبين من بعضهما البعض وتجعل القلب مكسورا يتيما ..

بيوم آخر من ذلك الكابوس الحزين الذي كانت ليلته طويلة حزينة ولم أتمنى أن تكون تلك الليلة من صفحات حياتي , استيقظت من على سريري متجهتا لنافذتي حتى أعطي تلك الطيور فطروهم المعتاد ولكن وقفت تلك الطيور كغير عادتها لم تعد تغرد لم تعد تأكل وكأن الحزن قد ملكها هي أيضا . أسرع لسريري مرتا أخرى اجلس وأضم قدماي وخدي على ركبتي ابكي بحرارة ابكي وأنا اسمع صوت عزف فارس قد حان عزفه الحزين القاتل !! فذهب لمكتبتي لأخذ دفتر مذكراتي حتى اكتب قد ارتاح قليلا:


[align=center]اضغط على الصورة لسماع الخاطرة [/align]
[align=center][flash=http://www.3ww3.com/uploader/folder1/3ww3_raPfMpLOsP.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash][/align]


ملاك: أوراق تلك المذكرات على سريري وأريد أن الملم تلك الأوراق بجسم متثاقل متهالك لأول مرة يتمالكني هذا الشعور الحزين وجعلت من تلك الأوراق مستمرة ببعثرتها واذهب لفارس بنفس مكان لقائنا الحزين أمام تلك الشجرة الحزينة التي كانت سعيدة قبل اللقاء بفارس الحزين

ملاك : صباح الخير يا فارس

لم يجبني فارس وكأنه في عالم غير هذا العالم كررتها مراراً عليه ولم يجب كان واقفاً على تلك الصخرة وأصابعه تعزف لحن الحزين حتى تساقطت أدمعه على خشبة مزماره المتعذب معه أقف بوجه واصرخ بوجه قد أزعجني حزنه هذا والمني كثيرا وكأن أريد القول له أفق يا هذا من حزنك أفق فأنا هنا قد وجدتك أخيرا ولكن هل يعيرني فارس نفس الاهتمام الذي أعيره إياه أنا !!

ملاك : أيها الهائم بجرحك يكفي أرجوك يكفي لم تجعلني أنام البارحة , جعلتني اغرق بدموعي يكفي يا فارس يكفي !

صفعت فارس على خده حتى يحس بتواجدي معه نعم صفعته صفعة من قلب وكان يعزف غير مبالي لي ولكن لا يعرفني جيدا أن كان عنيداً أنا سأريه ما هو العناد

فارس : نعم . ماذا تريدين يا ملاك ابتعدي عني أرجوك. لا أريد حد معي بهذه اللحظة ..

ملاك: سأكون هنا رغما عنك يا هذا !! سأتواجد بعقلك بقلبك ولا يهمني ما الذي سيحدث لي ولكن سأكون معك حتى انتزع من قلبك حزنك !

فارس: لن يستطيع أي إنسان انتزاع ذلك الحزن من قلبي

ملاك: أنا من سيزيل ذلك الحزن وسأتحداك.

بعد عراك طويل وبين شجار ارتفعت فيه الأصوات صوت ملاك وفارس حتى صمتا الاثنين بنفس الوقت وتحرك أصبعها نحو خده تمسح دموعه وتطبطب على كتفه بيدها الأخرى وتحاول تهدئته وتقول له :

ملاك : اعلم أني أعرفك بوقت قصير جداً ولكنني حلمت بك في أحلامي وكأن القدر قد جلبك لي وكأن الله يريد أن يربطنا مع بعض اهدءا يا فارس اهدءا لو قليلا

فارس : آه .. يا ملاك لا أريد أن أمر بتجربة أخرى أريد أن أكون وحيدا حتى موتي

تضع أصابعها على شفتيه وتقول

ملاك: لا تقول كلاما مثل هذا فأنت غالى على قلبي لا تقلها أرجوك

فارس بابتسامه يملأها الحزن : حسنا لكِ ما تريدين يا ملاك

وبعدها تمسكه بيديه وتتجه نحو البحيرة وكأنها تريد أن تقول له أحبك يا فارس ولكن بلغتها وإذ جلسا على طرف شاطئ البحيرة الجميلة وبيديها دفتر مذكرتها وهو يلعب ويداعب رمال الشط بيديه وتارتا يمرر أصابعه على مياه البحيرة الباردة وهي تكتب ::


[align=center]اضغط على الصورة لسماع الخاطرة [/align]
[align=center][flash=http://www.3ww3.com/uploader/folder1/3ww3_hgL6QZRT9b.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash][/align]

ما أسعدها تلك اللحظة بحياة المحبين وكل شيء كان يرقص القلب والجسد.. الشجر والسماء.. العصافير .. و حتى البحيرة والأمواج كلها تغني وترقص يأخذها ويطير معها بسعادة قد رقى لها كل القلوب يأخذها من يديها ويضمها لصدره وتخجل ملاك أكثر وأكثر سعيدة هي بكل هذا وكأنها ولدت من جديد يقرب شفتيه ويقبل رأسها ويداعب شعرها الطويل وهي مغمضة العينين وكأنها في حلم لا تريد النهوض منه وتريد أن تطول الساعات أكثر وان لا ينتهي اليوم إلا وهي معه للأبد ..

هناك بطريق البحيرة اخذ فارس ملاك ليتمشيا على أعشاب الخضراء الجميلة وبلسان حاله يقول آه يا ملاك لما قرعتي قلبي لما فتحتي قلبي من جديد لا أريد إن أخون ذلك الوعد الذي قطعته على فاتن وكيف لي أن ابتعد عنكِ ولكن بدون ما إن تشعري بابتعادي ::


ملاك : فارس ما بك لما أنت صامت ؟

فارس : لا شيء حبيبتي لا شيء

ملاك: أرجوك يا حبيبي افتح قلبك لي فأنا أريد أن أريحك

فارس: تذكرت فقط فاتن !!

ملاك: أرجوك انسها حبيبي فأنا معك ألان لنعيش أيام عمرنا وترحم بفاتن ولترحل روحها للسماء وهي سعيدة لأني سأجعلك اسعد حبيبي بهذا الوجود

فارس وهو يضم ملاك: صدقيني اعلم أنكِ ستسعدينني ولكن قلبي ما زال يحب فاتن.

ملاك: لكن فاتن قد ماتت أرجوك لا تعذب نفسك حبيبي

فارس وهو يقبل وجنتي ملاك: احبك حبيبتي ولكن اعذريني فأني وعدت فاتن إن لا أخون وعدي لها وهو إني لا أحب غيرها

ملاك: ها أنت قد أحببتني وأنا احبك لا أريد أن تضيع مني فأن قلبك كبير حبيبي

فارس: آه يا عمري ما أروع حبك هذا

استمرت الأيام والليالي وهم في اسعد أيامهم ملاك تستعد ليوم الزفاف وكذلك فارس ولكن يأتي الليل لإعلان زفافهما السعيد والحلم العظيم الذي انتظرته طويلا تلك الفتاة وهي تغني وتدندن نغمات الحب الجميلة بليلة دافئة رائعة وأصبح المكان تزينه الأنوار بكل ألوانها حتى الأشجار والبحيرة نالتها تلك الزينة المفرحة بألوانها الجميلة مع نغمات الموسيقى بليلة فرح بليلة سعادة وهي تتجه لمنصة ذلك المسرح التاريخي المصمم على يدي فنانين ماهرين كل هذا من اجل ملاك وفارس وهي تتجه لغرفتها لتكملة آخر استعدادات الحفل ، تسمع صوت ملاك من نافذة غرفتها وكان شيء ما يقرع تلك النافذة ولم ترى إلا إحدى عصافيرها تمسك على رقبتها ورقة ما تفتح ملاك النافذة وقلبها يدق بسرعة وتترقب ما بها من كلمات تلك الرسالة حتى جلسة على سريرها المعد ليلة فرح ليلة سعادة وهي تقرءا تلك الرسالة وتمتم وتقول بصوت متقطع مرتجف ::


حبيبتي ملاك لم استطع أن اغرق بحبك فهذا الحب اكبر من أن يعذب وان استمر معكِ ولكن قلبي مع فاتن الذي مات لأني مجنونها وقلبي معها بروحها مات .. صدقيني لا أحس بنبضاتي تلك ألا معها وليس معك ولا أريد أن أكون خائن حبها وحبك لي اعلم انكِ تحبينني وأنا قد أسعدني حبك الدافئ ولكنني حاولت أن اضغط على قلبي ولكن لم استطع فهي تناديني وتقول لي تعال يا حبيبي كل ما قربت منكِ أكثر يزداد صريخها .. يزداد صداها بروحي .. ملاك عزيزتي ها أنا ارحل اليوم واعتذر عن كل الم سببته لكي أو كل حزن ودموعا من قلبك الذي سيعود كما كان يغرد للطيور فرحا واعذريني فبعد ما تقرئين تلك الرسالة سترحل روحي معها لأنكِ فعلا قرعتي قلبي الذي مات وبسببك عادت نبضاته للحياة ولم استطع العودة مجددا لأنها قد جعلت من قلبي ميتا لا ينبض وكيف للقلب أن ينبض وهو ميت وستشاهدين يوما قبري وستتذكرين أيامنا الجميلة وهي راحلة بسرعة البرق سامحيني يا قارعة قلبي فأني لم استطع إسعادك سامحيني !!

تعصر ملاك تلك الرسالة على صدرها بقوة الاشتياق والبكاء قد كسر جناحيها لا تعرف ما تفعل حينها تفتح نافذة غرفتها وتصرخ من صميم قلبها وها قد فزعة تلك الطيور من سباتها من صرختها تلك حتى أوراق الشجر قد تساقطت من فزعة صرختها إذ تقول " لا يا فراس لما تتركني لما ترحل عني فأنا احبك ولا أريد غيرك " وتسقط معشية عليها بليلة سوداء إذ يرحل فارس للسماء مع فاتن وترحل ملاك وبيديها تلك الرسالة محطمة وهذا ما يجنيه الحب من قتل وذبح للروح فهنيئا لقارعة القلب بتلك القصة وهي تجعل من فارس تنبض دقات قلبه من جديد حتى لو قليلا فوداعا لتلك الروحين فاتن وفارس بحبهم الذي لم يتغير وماتا بسلام حتى يرتاح الجميع وها هي نهاية قصة ملاك تنتهي بنهاية جميع إبطالها العاشقين بليلة رأس السنة الجريحة ليذكر العشاق أصعب قصة بعالم الحب المجنون .[/align]





جميع الحقوق محفوظة لدى مجروح القلب