M001 [ قصيدة ]

موضوع: M001 [ قصيدة ] 2013-08-25, 05:31

أميرة القدس

شعر:المهندس عدنان الرفاعي

في لَيْلَةٍ
سَقطَت ثِيَابُ ظَلامِهَا
.. قَبْلَ الصَّبَاح ..
عَبَرَتْ فَتَاةُ الُقدْسِ مِنْ قَاعِ الزَّمَن
.. وَيَفيضُ مِنْ نَظَراتِهَا مَوْجُ الأَلَم ..
.. فَكَأَنَهَا ..
صَوْتُ الحُسَيْنِ بِكَرْبَلاء
وقَفَتْ بِبَابِي مِثْلَ طِفْلٍ تائِهٍ
وَرَمَتْ بِقَلْبِي حُزْنَهَا
.. وَتَنَهَّدَت ..
مَا بَيْنَ غُصَّتِهَا ودَمْعَتِهَا زَمَانٌ مُسْتَبَاح
قَالَتْ وفَيْضُ الرُّوحِ يَغْمُرُ عَيْنَهَا:
أُخْتِي يُمَزِّقُ وَجْهَهَا بُوقُ النُّبَاح
وأَخِي عَلَى النَّفَسِ الأَخِيرِ مُكَبَّلٌ
أُمِّي تَلُمُّ طَحِينَنَا وَسَطَ الرياح
وأَبِي يَطُوفُ بِحَقْلِنَا
كَالطَّيرِ يَخْذِلُهُ الجَناح
لا تَحْسَبُوا دَمْعِي نَشِيدًا لِلْنُّواح
مَا بَيْنَ جُرْحِي والْوَجَع
زَمَنٌ تَمُوْتُ بِهِ الجِرَاح

* * *

مَا بَيْنَ جُرْحِي والْوَجَع
زَمَنٌ لِرَايَاتِ العَطَش
لِجَفَافِ كِسْرَةِ خُبْزِنَا
لِنُزُوحِ مَاءِ الوَجْهِ
لِلْكَسْرِ المُسَافِرِ فِي العِظَام
مَا بَيْنَ جُرْحِي والْوَجَع
زَمَنٌ لِشَنْقِ الرُّوحِ فِي رِمْشِ الحَمَام
زَمَنٌ لأعْيَادِ الهَزَائِمِ
لِلْرَحِيلِ إلى الظلام
.. مَا بَيْنَ جُرْحِي والْوَجَع ..
زَمَنٌ يُبَاعُ ويُشْتَرَى
لِيُصَبَّ فِي آذَانِكُمْ.. وَقْرًا
وَفِي أبْصَارِكُمْ.. سِحْرًا
وَفِي أجْفَانِكُمْ.. صَخْرًا
وَفِي أحَشَائِكُمْ.. جَمْرًا
وَبَحْرًا غَارَ فِي عَيْنَّي طِفْلاً
يَدْفُنُ التاريخَ فِي ظِلِّ الخِيَام

* * *

مَا بَيْنَ جُرْحِي والْوَجَع
مَسْرَى الرسُولِ مُضّمَّدٌ
وَالقُدْسُ يَخْنُقُهَا الضِّمَاد
والدمْعُ يَعْصِرُهُ الصَّدَى
فَالمَسْجُدِ الأقْصَى يُكَبِّرُ لِلْجِهَاد
.. اللهُ أكْبَر ..
اللهُ أكْبَرُ صَيْحَةٌ مَلأتْ شَرَايينَ المَدَى
.. وَبِدَمْعَتِي تَارِيخُكًم ..
شَمْسًا تَدُورُ علَى الرَمَاد
أرْوَاحُكُم
تَاهَتْ بِأعْرَاسِ الردَى
أحْلامُكُم
قَمَرٌ يُغَطِّيه السَّوَاد
مِنْ دَمْعَتِي
يَعْقُوبُ يَبْدأُ حُزْنَهُ
فَقَمِيصُ يُوسُفَ فِي المَزَاد

* * *

وَتَنَهَّدَتْ
.. فِي جَوْفِهَا عَطَشٌ وَمَاء ..
قَالَتْ وفَيْضُ الروحِ يَغْمُرُ عَيْنَهَا:
مَا بَيْنَ جُرْحِي والْوَجَع
زَمَنٌ يَعُودُ إلى الوَرَاء
زَمَنٌ يَدُورُ بِكَرْبَلاء

* * *

.. قَالَتْ وفَيْضُ الرُّوحِ يَغْمُرُ عَينَهَا:
كَم مَرّةٍ
يَنْهَارُ فِيْكَ الانكِسار
كَم دَمعةٍ
في عينِ أُمِّكَ تنطفِئ
كَم صَرخةٍ
من جَدِّكَ المذبوحِ تهوي في القرار
فاعبر على جِسرِ الدماء
.. في الضفّةِ الأُخرى أناشيدُ السماء
ادفعْ بعينيكَ الحصار
.. الدمعُ في جفنيكَ يأبى الانهيار ..
اعصرْ وصايا الأنبياء
واشربْ عصيرَ الانتصار
وانهضْ إلى أعلى مدار
فالنجمُ لا يخفيه عَتْمُ الانكسار
.. قَالَتْ وفَيضُ الرُّوحِ يَغمرُ عَينَهَا:
.. هذا الزمانُ على يَدِك ..
والشَّمسُ تجري في دَمِك
والآنَ آنَ الانفجار
.. اقذف يدَك ..
احرق ليالي الانتظار
لولا حريق الشَّمسِ ما كان النهار

» _|<.~ قصيدة لـ أمي ~.>|_|
» قصيدة الأمتحان
» قصيدة الميدان
» .::.قصيدة حـ،ـب وفرآق.::.
» قصيدة "طوق الياسمين"