آنآ ممن : جـنـسـي : مـشـاركـاتـي : 6675مزآجي ككيف ؟ : مـشـروبـي الـفـضـل : احترام قوانين المنتدى :
موضوع: خلافات الآباء على أمور الأبناء 2012-09-13, 02:19
خلافات الآباء على أمور الأبناء
أول خطوة لتعليمهم الابتزاز العاطفي
إذا كان خلاف الوالدين أمام الأبناء خطأ، فان اختلافهما على أمر يخص هؤلاء الأبناء أدهى، ويعتبره خبراء التربية والسلوك تشويها لشخصية الأبناء وأسهل طريقة لتعليمهم، حتى من دون قصد، احتراف الكذب والرشوة النفسية والنفاق. تقول «س. ك» وهي زوجة وأم لثلاثة اطفال أن زوجها دأب على معارضتها في أسلوب تربية أطفالها، وإذا منعت أي شيء عنهم، يتدخل ويأذن لهم به منتقدا طريقتها وأسلوبها في معاملتهم على مرآهم ومسامعهم. وتضيف «انه يهدم كل ما ابنيه، أحيانا اقضي ساعات طويلة في اقناعهم بعدم الذهاب بمفردهم إلى النادي نظرا لصغر سنهم، وبمجرد أن يبدأوا في الاقتناع حتى يأتي هو ليشجعهم على ذلك، بحجة أن أفكاري رجعية وأنني أزعزع ثقتهم بنفسهم واستقلاليتهم: وحالة «س.ك.» ليست نشازا، فهناك حالات اخرى وكثيرة تدل كلها أن هذه الطريقة في تعامل الآباء مع بعضهم البعض أمام الأبناء، شائعة رغم إدراكهم في الكثير من الأحيان، انها تترك اثرا سيئا في تكوينهم النفسي. وينصح خبراء التربية بضرورة توحيد أسلوب التعامل مع الأولاد، باتفاق الأزواج على المبادئ العامة التي ستبنى عليها قيم أبنائهم، إذ لا يصح مثلا أن يجيز الأب سلوك الابن رغم علمه ان الام قد رفضته ورأت انه خاطئ، حتى وإن لم يكن مقتنعا برأيها. في هذه الحالة يمكنه التعبير لها عن رأيه فيما بعد وليس على مسامعهم. وفي الوقت نفسه من غير المقبول أن تعارض الام الأب في قرار بشأن احد الأبناء، تم اتخاذه. من المفروض أن يدعم كل منهما الآخر حتى يشكلا قوة يعتز بهذا الابناء وتجعلهم يشعرون بالأمان. وهذا ما يقوله الدكتور فكري عبد العزيز، أستاذ الطب النفسي «ان الأبناء يكونون في مرحلة التمييز وتكوين الذات، ومن هنا يكتسبون الخبرات والوعي والإدراك الحسي والقواعد والنظم، وبالتالي يحتاج الأمر هنا إلى اتفاق الأبوين وعدم التذبذب او التناقض في التوجيه».
ويتابع «عدم القدرة على اتخاذ القرار يعلم الابن الكذب ويضعف قدرته على المصارحة، وذلك بهدف إرضاء أحد الطرفين سواء الأب أو الام. وقد يصل الأمر إلى حد الاتجاه لسلوك عدواني أو ملتو، لذلك من الخطأ أن يظهر طرف ضعيف وآخر قوي في عيون الابن، لأنه من هنا سيتعلم كيفية نفاق الطرف القوي، وتهميش الضعيف الذي لا رأي له، من أجل مصلحته، ولأن النفاق والابتزاز العاطفي والطرق الملتوية تكون وسيلته للوصول إلى غايته. ما يجهله في هذه المرحلة انه يتعرض لتفكك النفسي، وقد يصاب بحالة نفسية مرضية تنشئ عن الحيرة بين الأبوين أيهما على حق وأيهما على خطأ». ويضيف الدكتور فكري عبد العزيز «من الافضل أن يدعم أحد الآباء رأي الآخر حتى ولو كان غير مقتنع به. فالأهم أن يشعر الابن أن أبويه متفقان، على أن تتم مناقشة الأمر بعيدا عنه، ولا بد أن يعرف أن الأب والام سلطة واحدة، ولا يصح أن يبحث عن الطرف الذي يوافق اتجاهاته فينحاز له على حساب اهتمامه بالطرف الآخر سواء كان الأب أو الام».