نجح نيمار دا سيلفا، مهاجم منتخب البرازيل وفريق برشلونة الإسبانى فى خطف الأضواء إليه خلال مشاركته فى بطولة كأس العالم للقارات 2013 التى انتهت فعاليتها، الأحد الماضى، حيث أثبت نيمار الذى يبلغ من العمر 21 عامًا فقط، خلال 15 يومًا وهى الفترة التى استغرقتها البطولة من 15 وحتى 30 يونيو الماضى، أن بإمكانه مناطحة الكبار وأنه "مشروع نجم" يمكن أن يكتمل ويصبح من أفضل اللاعبين على مستوى العالم ويحفر اسمه من ذهب فى تاريخ كرة القدم.
يبدو أن نيمار خاض غمار مونديال القارات وهو يتحدى نفسه من أجل تحقيق إنجاز لمنتخب بلاده وإثبات ذاته أمام العالم والرد على منتقديه فضلاً عن توجيهه رسالة إلى فريقه الجديد برشلونة بأنه يستحق الأموال، التى تكبدها للتعاقد معه، حيث دفعت إدارة البارسا 57 مليون يورو لناديه السابق سانتوس البرازيلى من أجل الحصول على خدمات نيمار.
نيمار أحرز 4 أهداف فى مونديال القارات حصل بها على برونزية هداف البطولة بعد فيرناندو توريس مهاجم المنتخب الإسبانى المتصدر، وزميله فى المنتخب البرازيلى، فريد، برصيد 5 أهداف لكل منهما، فضلا عن حصوله على جائزة أفضل لاعب فى البطولة بفضل حصول على جائزة أفضل لاعب فى أربع مباريات من إجمالى خمس مباريات خاضها منتخب السامبا فى مونديال القارات.
الجميع الآن يترقب بداية مشوار نيمار مع ناديه الجديد برشلونة والذى من المؤكد أنه سيكون له تأثير كبير فى حياته المهنية داخل الساحرة المستديرة، حيث يبحث المهاجم البرازيلى عن صناعة التاريخ مع أفضل فريق فى العالم والذى سيمنحه بالضرورة شهرة واسعة وسيجعله ينافس فى أعتى البطولات المحلية والأوروبية والعالمية.
ولكن على نيمار أن يدرك جيدًا صعوبة المسئولية الملقاة على عاتقه والتى سيواجهها بمجرد أن يبدأ مشواره مع برشلونة الذى يضم بين صفوفه أفضل لاعب فى العالم وهو المهاجم الأرجنتينى ليونيل ميسى، حيث يتوقع الجميع حدوث منافسة شرسة بين كلا اللاعبين بالرغم انتمائهما لنادى واحد تمتد أيضا للمنافسة على المستوى القارى باعتبار أن البرازيل والأرجنتين ينتميان لقارة واحدة أمريكا الجنوبية ودائمًا ما تشتعل بينهما المنافسة على الألقاب المحلية والعالمية، ولم يتوقف الصراع عند هذا الحد بل أن نيمار يواجه صراعًا خارجيًا مع البرتغالى كريستيانو رونالدو صانع ألعاب الفريق المنافس ريال مدريد، وبالتالى فإن الدورى الإسبانى "الليجا" فى الموسم المقبل سيشهد صراعًا ثلاثيًا شرسًا على لائحة هدافين البطولة بين نيمار وميسى ورونالدو وربما هذا الأمر سيكسب البطولة مذاقًا أقوى، ولكن من الضرورى أنه يشكل خطورة على الثنائى ميسى ورونالدو الأفضل فى العالم فى الوقت الحالى.
الآن تخلص نيمار من كل الانتقادات بعدما حقق أول بطولة له مع المنتخب البرازيلى، وأثبت أن بإمكان السليساو الاعتماد عليه بعدما نجح فى تغيير صورته تمامًا، لقد بدأ مونديال القارات بصورة معينة فى أذهان المشجعين البرازيليين، وأنهاها بصورة مختلفة تمامًا، وبعد الانتهاء من مهمته مؤقتًا مع منتخب بلاده لحين انطلاق بطولة كأس العالم فى العام المقبل 2014، عليه الثبات على نفس مستواه مع البارسا دون أى تراجع الذى قد يفقده الكثير.