بدت الثقة تسيطر على ملامح المدير الفني للمنتخب الأردني لكرة القدم ،العراقي عدنان حمد مع بدء العد التنازلي للمواجهة المهمة والمرتقبة التي ستجمع "النشامى" مع منتخب سلطنة عُمان في الجولة الخامسة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، رغم مسلسل الإصابات التي يطارد نجومه مع دخوله أجواء الدور الحاسم.
وتنبع ثقة حمد وهو الذي يتحدث عن طموحه في العودة من العاصمة العمانية مسقط بنقاط الفوز وبالتعادل على أقل تقدير، نظرا لما يمتلكه حمد من خيارات عديدة تقوده لسد غياب أي لاعب مهم قد يحتجب عن أي مباراة مهمة سواء بسبب الإصابة أو حتى الإيقاف، ذلك أن حمد أدرك مشقة المشوار وطول مسافته فوضع كافة الإحتمالات في حساباته بحثا عن قطف ثمار النجاح في النهاية.
وتلقى المنتخب الأردني أولى الضربات الموجعة عندما تعرض نجمه الأول حسن عبد الفتاح لإصابة أبعدته عن لقاءي العراق واليابان، تبع ذلك الإصابة التي لحقت برمانة المنتخب الأردني بهاء عبد الرحمن إثر اصابته بتدريبه مع فريقه التعاون السعودي ليغيب الأخير عن لقاء استراليا الماضي وغيابه عن لقاء سلطنة عُمان المقبل، وقبل التوجه للعاصمة القطرية الدوحة لإقامة معسكر استعدادا لمواجهة عُمان، كان عبد الإله الحناحنة وخليل بني عطية يتعرضان للإصابة، لتكون الحصيلة الجديدة هي غياب بني عطية وبهاء عبد الرحمن رسميا عن لقاء عُمان المقبل بسبب الإصابة إلى جانب حارس المرمى الملقب ب "الحوت" عامر شفيع والمدافع الصلب باسم فتحي.
تلك الغيابات لم تقلل عزيمة "النشامى" ولا مدربه حمد رغم تأكيد الأخير أن أصحاب الغيابات يعدون من الركيزة الرئيسية في صفوف المنتخب، وذلك مرده إلى كون حمد كان دائما يفكر بما هو قادم ويدرك أن مشوار التصفيات الحاسمة طويل وشاق والمرحلة من المتوقع أن تشهد الغيابات للإصابة والإيقاف وهو لذلك أعد "احتياطاته" من اللاعبين ووفر لاعبين بدلاء على دكة الإحتياط لا يختلفون كثيرا بمستواهم عن الأساسيين.
بني عطية خاض آخر لقاء رسمي له مع المنتخب أمام العراق واليابان كظهير أيمن، وكان حمد قبل لقاء استراليا يستنجد بالظهير الأيمن عبد الإله الحناحنة ليشكل مع زميله سليمان السلمان خيارين مهمين بيد حمد حال تعرض بني عطية لإصابة أو ايقاف، ولهذا فإن غياب بني عطية – رغم قدرات اللاعب المميزة- لا يعني أن المنتخب الأردني غير قادر على سد الفراغ في ظل تواجد الحناحنة وسليمان وهما لا يختلفان كثيرا من حيث تأدية الأدوار المنوطة بهم وحتى بالقدرات عن بين عطية، فيما سيكون محمد منير خيارا متاحا أمام حمد ليشركه أمام سلطنة عُمان بدلا من باسم فتحي "الموقوف"، وبات سعيد مرجان الذي شهد مستواه تطورا ملحوظا منذ دفع به حمد بجرأة يحسد عليها كلاعب أساسي أمام اليابان رغم الخسارة (0-6) بديلا لبهاء عبد الرحمن وهو لا يقل شأنا عن الأخير بالمستوى والعطاء.
وعلى صعيد حراسة المرمى، فإن المنتخب الأردني يمتلك كوكبة من أفضل الحراس على مستوى الوطن العربي والقارة الآسيوية، فغياب عامر شفيع لا يعني أن منتخب الأردن لا يمتلك البديل المناسب، فهو يمتلك في صفوفه الحارس الأمين ونقصد لؤي العمايرة فضلا عن تواجد عبدالله الزعبي الحائز على جائزة أفضل حارس مرمى في الموسم المنصرم، فضلا عن تواجد أحمد عبد الستار الذي سبق له أن مثل المنتخب الأردني في سنوات خلت، ولهذا فإن حراسة المرمى لدى المنتخب الأردني ومهما ساءت الظروف تبقى في ألف خير.
ذلك كله قاد حمد بتفكيره الذي يستشرف المستقبل أن لا يخشى المجهول كونه يمتلك لاعبين مميزين على دكة الإحتياط القوية وهم جميعهم لا يختلفون بمستواهم وخبرتهم كثيرا عن اللاعبين الأساسيين، والجميع يدرك بأن توفر البديل الجاهز في مشوار الدور الحاسم الطويل يمنح منتخب الأردن القدرة على تحقيق طموحاته وتحقيق تطلعات أبناء الوطن في بلوغ مونديال البرازيل وهذا لا يحتاج سوى محافظة النشامى على ما يتسلحون به من روح قتالية قادرة على صناعة المستحيل.