عندما يلعب كريستيانو رونالدو مباراته الدولية المئة أمام ايرلندا الشمالية غدا الثلاثاء فانه سيتذكر مسيرة حافلة تحول خلالها من صبي خجول يلعب في قلب الدفاع الى مهاجم خطير أصبح واحدا من أساطير كرة القدم.
وكتب رونالدو في صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "أتذكر يوم 20 اغسطس 2003 امام قازاخستان عندما دافعت لاول مرة عن الوان المنتخب البرتغالي. كانت واحدة من أهم اللحظات التي ستعلق في ذاكرتي للابد ودشنت مسيرة أفخر بها."
وحل رونالدو وقتها بديلا للويس فيجو في اشارة رمزية الى تسليم الراية من بطل برتغالي الى آخر.
وارتدى رونالدو الذي نال بعد ذلك لقب افضل لاعب في العالم 2008 عباءة لويس فيجو الذي سبقه لهذه الجائزة في 2001 وساعد البرتغال على بلوغ المركز الثالث في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) رغم انه لا يزال يراوغه الحصول على لقب دولي كبير مع منتخب بلاده ويكافح لكي ينفض عن نفسه الاتهامات بانه يغيب عن الانظار في المناسبات الكبرى.
ويبلغ رونالدو من العمر 27 عاما وسيصبح واحدا من اصغر اللاعبين الاوروبيين الذين وصلوا للمباراة الدولية المئة بعد الالماني لوكاس بودولسكي والاستوني كريستن فيكماي.
وهو ثالث اكثر لاعبي البرتغال خوضا للمباريات الدولية خلف فيجو (127 مباراة) وقلب الدفاع فرناندو كوتو (110 مباريات).
وكتب رونالدو "يوم الثلاثاء سأبلغ مباراتي الدولية المئة وسط جماهير بلادي ولن يكون في ذهني سوى الانتصار. اود ان اوجه الشكر لكل الاشخاص الذين ساعدوني على بلوغ هذه المحطة من مسيرتي والذين سيمتليء بهم الاستاد من اجل مؤازرتنا."
وحقا امام رونالدو الكثير من الاشخاص الذين يدين لهم بالفضل بدءا من مدربه الاول فرانسيسكو افونسو الذي كان يقوم بالتدريس له في مدرسة ماديرا الابتدائية.
ونقلت صحيفة او جوجو اليومية البرتغالية عن افونسو قوله "كان رونالدو يتشبث باي فرصة تأتيه وكان يملك دائما الرغبة والتصميم على التعلم والتقدم."
واضاف "في البداية لعب في مركز قلب الدفاع لكن بسبب رغبته في ترتيب كل شيء على طريقته اصبح يتقدم الى الامام الى ان اصبح مهاجما."
ويتحدث سجل رونالدو على مستوى الاندية مع مانشستر يونايتد وريال مدريد عن نفسه. وفاز بدوري الدرجة الاولى الاسباني الموسم الماضي وكاس ملك اسبانيا كما سبق له الفوز بثلاثة القاب في الدوري الانجليزي الممتاز ولقب دوري ابطال اوروبا وكاس الاتحاد الانجليزي مع يونايتد.
ويضع لازلو بولوني مدرب سبورتنج السابق الذي منح رونالدو فرصة التألق باختياره وهو في سن صغيرة ضمن التشكيلة الاساسية في عدة مباريات في النادي الذي يتخذ من لشبونة مقرا المهاجم البرتغالي فوق جميع اساطير كرة القدم الذين انجبتهم البلاد.
وابلغ صحيفة او جوجو "سئلت وقتها كيف اقول ان رونالدو سيكون افضل من ايزيبيو بعد ان شارك في خمس مباريات فقط. واجبت وقتها ان رونالدو لاعب استثنائي وافضل من ايزيبيو الذي يعد من الاساطير في البرتغال."
ويشتهر رونالدو حاليا في جميع أنحاء العالم بثقته الكبيرة في نفسه لدرجة قد تدفع البعض ان يسميها "غرورا" لكن معظم الاشخاص الذين يعرفونه منذ ايام صباه يعددون مناقبه وكيف انه لاعب متواضع ومجتهد.
وقال كارلوس جودينيو المدير الرياضي لمنتخب البرتغال "اتذكر خجله خلال اول مران له مع المنتخب الاول البرتغالي."
واضاف "كان صغيرا جدا وقتها في 18 من عمره. اندمج بسرعة في تشكيلة البرتغال. اراد وقتها ان يظهر كل امكاناته ولم يكن يكل او يمل ولذلك نصحه اللاعبون الاكبر سنا بالتخفيف قليلا على نفسه. كان يشعر بالاجهاد لقلة خبرته وقتها."
وفي بطولة اوروبا 2004 اقترب رونالدو من اعتلاء قمة المجد لكن اليونان صعقت الدولة المضيفة في النهائي. واجهش رونالدو بالبكاء لكن فيجو قائد الفريق وقتها قال ان هذه الظروف زادت رونالدو قوة.
واضاف فيجو "100 مباراة دولية رقم كبير يخفي وراءه العديد من التضحيات ولحظات السعادة والرغبة المستمرة في التطلع قدما الى الامام."
وسيرتدي رونالدو شارة قيادة البرتغال على ارضها امام ايرلندا الشمالية غدا حيث سيحاول الفريق تعويض هزيمته بهدف دون رد يوم الجمعة امام مضيفتها روسيا متصدرة المجموعة السادسة.
ويحتل المنتخب البرتغالي المركز الثاني في المجموعة برصيد ست نقاط من ثلاث مباريات بفارق ثلاث نقاط عن روسيا ويحتاج الى المزيد من لمسات الابداع من القائد الملهم رونالدو.