*الإعاقة الكبرى*
إن الاعاقه الكبرى التي تعيق الإنسان هي عدم تقديره لذاته .. وذلك بعدم معرفة إنجازاته وتحديد غاياته واستثمار إمكانياته ..
ومن اهم الإمكانات التي يجب أن يستثمرها الإنسان .. تحديد غاياته وضبط انفعالاته . فهي التي تحدد للإنسان مكانته في الوجود.
أكبر إعاقة تواجه الانسان هي عدم تحديد غاياته وضبط انفعالاته أو مشاعره.
إن سر النجاح . كما عرفته وشاهدته في الحياة هو تحديد الغايات وضبط الانفعالات .. وسأعرض موضوع الغايات في سياق الكلام عن الصور الذهنيه بعد الحديث عن الانفعالات .
ويكمن سر الانفعالات في كونها الفيصل بين النجاح والفشل . فلست أعرف أمّا ناجحه في تربية أولادها وسر النجاح عندها هو ضبط انفعالاتها.
ولا أعرف أبا ناجحا في تربية أولاده تربية طيبة إلا وسر النجاح عنده ضبط انفعالاته .
فالانفعالات من أهم الإمكانات التي يملكها الإنسان وهي الفيصل في كثير من أمور الحياة.
ولاأعرف مديرا ناجحا إلا وأهم صفة من صفات نجاحه هي ضبط انفعالاته .. وأؤكد على كلمة (ضبط ) وليس (كبت) الانفعالات.
والضبط تحمل معنى الاستخدام وليس الإبطال .
وإن كنت تعرف معنى الانفعالات التي أتحدث عنها فإليك هذا التوضيح.
الانفعالات هي الاحاسيس والعواطف والشهوات والمزاج . وهي عبارة عن شحنات نفسية تعطي الانسان معنى الحياة .
وتزوده بالشحنات النفسية التي تجعله ينجز مهمته ومن أمثلتها ..
الخوف ,,,,, الاندفاع ..... التشاؤم ,,,,,,, التوتر ,,,,,,, الاطمئنان ,,,,,, التعاطف ,,,,,,,الانتماء
التفاؤل ,,,,,,, الكره ,,,,,, الولاء ,,,,,, الاحجام ,,,,,, الأمل ,,,,,, الغضب ,,,,,,, الاكتئاب ,,,,,, الفرح
الحماس ,,,,,, الحب ,,,,, التردد ,,,,,, الحزن .
تلك أمثلة من الانفعالات . وهي بطبيعتها شحنات .. تتكون عند الانسان مع كل سلوك مثلها كمثل الكهرباء سواء بسواء..
تسري في جسد الإنسان كما تسري الكهرباء في الاسلاك الكهربائيه وقد بينت لك أن أساس النجاح هو التحكم بتلك الانفعالات .. ومن لم يتحكم بها لم يكن له نجاح في حياته ..
ولأن كانت الانفعالات هي محور النجاح في مسيرة الحياة فإن ذلك لا يكفي دون تحديد الغايات التي تنقل الانسان من حال الى حال..
وهذا ما سينفصل بعضه في الصفحات القادمه والتي نتحدث بها عن الصور الذهنيه والتي تشكل الغايات عند الانسان ..
يتبع بإذن الله ....الفصل الرابع ...... الصور الذهنيه
................................................
*الصور الذهنيه*
قبل البداية أريد أن أذكّر القارئ الكريم ..
بأني أرسم له طريق نجاح في حياة خبرت بعضا منها .
وعرفنا أن أساس النجاح فيها يعتمد على ما تحمله من صور ذهنيه داخليه.
وليس على الظروف الخارجيه المحيطه به.
وما اعنيه بالصور الذهنيه هو كل :
* معنى تريد أن تلتزم به .
* أو رمز في حياتك تتخذه شعارا لك .
* أو مفهوم تمارسه .
*أو مبدأ تريد الوصول له .
* أو هدف تريد تحقيقه.
وحتى نختصر عليك التعريفات فهو:
* كل ما تريد أو تسعى إليه يسمى صورة ذهنيه.
* ما تريد بالتحديد من حياتك يترجم الى صورة ذهنيه.
* ماذا تريد أن تحقق في عمرك.
سواء كان في اليوم أو بعد سنوات عديده.
وليس كل شيء في الوجود صورة ذهنيه .
وإنما ما تريده من الوجود صورة ذهنيه.
مثال الإسلام بالنسبة للمسلم صور ذهنيه .. بينما المسيحيه رغم أنها دين سماوي بالنسبة للمسلم . فإنها تسمى صورة مدركه , وليست صورة ذهنيه, فالوجود والمعاني تنقسم قسمين :
صور ذهنيه وهي ما يرغب فيها الإنسان . وصور مدركه وهي ليس للإنسان فيها رغبة وقد يتعامل معها .
فالوديان إن كان للإنسان فيها رغبة أصبحت صورة ذهنيه , وإن لم يكن فيها رغبة أصبحت صورة مدركه . وقس على ذلك البحار والأنهار والأشجار وكذلك البشر. فمن كان للإنسان فيه رغبه شكل صورا ذهنيه.
فالصور المدركه يعرفها العقل ويميزها عن غيرها ولكنها لا تشكل له دوافع سلوك.. ولا يسعى للوصول والحصول عليها, ولكن الصور عندما تتحول من صور مدركه إلى صور ذهنيه فإنها تشكل أساس السلوك البشري.
ومن ثم تتشكل الرغبه في الحصول على تلك الصورة الذهنية المتشكله في العقل في واقع الحياة ,
فهو يسعى للوصول إلى تلك الصور التي شكلها في عقله وتحقيقها في واقعه . ولهذا فإن معظم الإصلاحات في المجتمعات تكون صورا ذهنية في عقول بعض الناس سعوا إليها في واقعهم فأوجدوها .
وتأتي أهمية الصورة الذهنيه من كونها المشكل الأساسي لسلوك الإنسان.
وما لم يكن لك تصور عما تريد أن تفعله أو تنجزه في حياتك.
(( فإنك لن تحقق شيئا ))
ولهذا فإن هناك ثلاث قواعد توضح مفهوم الغايات وعلاقتها بالإمكانات على الوجه التالي :
القاعده الأولى: من لم يكن له صورة ذهنيه محدده لن يصل الى نهاية واضحه.
القاعده الثانيه: من لم يكن له غاية (صورة ذهنيه) لم يكن له إمكانيات .
فالإمكانيه لا تسمى إمكانيه إلا اذا استخدمت كأداة لتحقيق الغايات فالإمكانات كثيرة ومتعدده ومتوافرة عند كثير من الناس ولكن القليل منهم يحولها إلى أدوات لتحقيق الغايات .
القاعده الثالثه: أن الأدوات هي إمكانيات استخدمت لتحقيق الغايات.
فأول محطات حياة الإنسان بعد قراءة هذا الكتاب ستكون الإجابة عن الأسئلة التاليه:
خاتمة الحديث
أكدت في بداية الحديث أن الناس ينقسمون الى قسمين :
قسم هو ((شيء))
بما أعطاه الله من نعم وإمكانيات اجتماعيه أو سياسيه أو مادي أو غير ذلك . ولهذا يتعامل معه الناس على انه (شي ) . يقدرونه ويحترمونه ويعطونه من تبجيلهم وتقديرهم الكثير.
وقسم (( لاشيء))
وهو الذي لايملك من تلك الإمكانات شيئا على الاطلاق ولهذا يوصف بأنه لا شيء. وما سطرته من كلمات أريد أن ألفت نظر القارئ أن المعيار الأساسي في كون الإنسان شيئا أو لا شيء ليس معيارا خارجيا وإنما قضية داخليه .
وهي تنطلق من تقدير الذات . فمن كان لديه تقدير لذاته فهو شيء , بغض النظر عما يحيط به من إمكانات أو حاله اجتماعيه أو سياسية.
ومن ليس لديه تقدير الذات فهو لا شيء , بغض النظر عن تقدير الناس له أو إجلالهم لما يملك من إمكانيات.
وقد ركزت في هذا الفصل على قضية (( الأنا)) أو (( الذات ))
ومع الأسف أن كثير من الناس يتعوذ من الشيطان ومن الأنا , لا أعرف في تراثنا الإسلامي ما يدعو الى التعوذ من الأنا, وربط الشيطان بالأنا ..
فالأنا ذات الإنسان وكيانه . وأعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال( أنا النبي لا كذب: أنا ابن عبد المطلب)
وكذلك سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه يوما فقال:
( من صلى الفجر في جماعه اليوم؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : أنا
وقال: من سار في جنازة اليوم ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : أنا)
وتوالت الاسئله وأبو بكر يجيب بكلمة : أنا
إذن هذه الأنا هي التي تشكل ذات الإنسان والتي يجب أن يقدرها حق قدرها لأنها هي التي تنجيه أو ترديه , فإن كان يقدرهاحق قدرها فإنه لا يرضى لها إلا المكانه العليا وتقدير الذات يكون بثلاثة محاور رئيسيه"
؟ معرفة الانجازات
؟ تحديد الغايات
؟ واستثمار الإمكانات
وقد فصلت في كل محور من هذا المحاور الثلاث ليكون الإنسان على درايه بكيفية تقدير ذاته ومن ثم يكون شيئا مذكورا عند ذاته بغض النظر عما يراه الآخرون.
تدريب :
اذكر عشر امكانات ذاتيه ؟؟؟
اذكر مشكله تعلمت منها درسا لن تنساه؟؟؟
اذكر ثلاث علاقات استثمرتها في حياتك؟؟؟؟
هذا الاسئله لكم اعزائي القراء .. لا يشترط الاجابه عليه هنا .