النهــرالميــت ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ذاك نهر هجرناه يوم أن فقدنا اثر النـدى في ضفتيه .. وابتعدنا حيث لم تبق هناك مروج تـلازم رافـدية .. فلا تلوح علامات الرضا في صفحة الوجه ولا نرى الأشواق في عينيه .. بل نرى نهر شقاق يتدفق منه دموع الحسرة لتسقي حياض الحزن في فؤادين .. وبركة حمم تجري بآهات الأسى لتحرق حافة المقلتين .. وتسيل محترقاُ حجاب الأكباد بلفحة نار في الخافقين .
............... ماءه أجاج يفقد العذوبة ويجادل في الحلق بمذاق القطران .. وإذا جرى في الأرض يصارع الصخور معانداً ليسقي حدائق الشيطان .. وقد خلت ضفافه من الرموش ومن الاخضرار والأمطار .. تبدلت ورودها وأزهارها بأشواك تشاكك البنـان .. وحروف المقال نار تلاحق بالتجريح وجمال القول مفقود عن اللسان .. وثمار الذكريات تحجرت بأحجار لـوم ترجم بها راحة الوجدان .. نهر أصبح يماثل النحس جدباً وشطه يماثل الشؤم بوراً وفقدان .. وسواحله خلت من علامات راحـة وعفـو وغفــران .
...............ذاك نهر كان ذات يوم تتدفق منه شلالات الحسن والخصال .. في رياضها يتنعم القلب بالسحر والجمال .. تفيض منه ينابيع زلال لتروي أفئدة تنـام في راحـة وجنـان .. ربيع يحتكر الساحة بغير مواسم تنازع ليغطي القلوب غيثاً ورحمةً وحنـان .. وكانت نعمة النسمات عبقـاً يحمل عطر الفل والريحان .. وإذا تفشى العطر وفاح فإما المسك أو الياسمين والزعفران .. أو نثرات من عمق عود وصندل تتسلل الأنوف ليرتاح منها حجاب الوجدان .. ضاع ذاك النهر بعد أن فقد العطاء والكرم منذ زمان .. وأصبح الجدب مثالاً لمحرقة كير ونفيـر ودخـان .. فذاك نهر قد مات وأصبح خالياً لا يملك الفيض ولا يملك المـد والإحسان .
تعليقكم يهمنا ، فنأمل منكم المشاركة ..