لمن تدق الاجراس **
وكان مساء آهات ٍ ومطر
وعيون حلقت في السماء
من خلف زجاج النافذة
أغتسل من بقايا وجع
أكتحل بمكحلة الصبر
أهرب من ذكريات
أجمع فتات آمال وأمنيات
أتعثر في دروبٍ ضباب
أهرول خلف سراب
تلتف حول عُنقي حبال قلق وعذاب
أخنق عبرة
وأزفر عبرات
أذوب كشمعةٍ على كرسي محنط
غفوة وتأمل
أختلس من الزمن لحظات
أرسم على جدار الحيرة والضياع
خربشات ...
خنجر غرس بقلب وردة
أبواب مغلقة
أسوار وقلاع
عيون طفل يبكي
حديقة دار مهجور
غادره الأحبة والسّمار
حلم مخبئ بين أوراق الشجر المصّفر
عشب تيبس وأغصان زهر
آثار أقدام
بعدد سنين العمر والبعد
كراسي مغبّرة منسية
ركنت هنا وهناك
تضاريس أرض تجعدت وأحدودبت
لم يبقى سوى إهتراء جدار
حلم بقلب طفل وعقل شيخ فقد الذاكرة
خيال هائم ....
بحث دؤوب عن حلقة مفقودة
يترائى لي من بعيد
خط مستقيم
يقسم الطريق الى نصفين
شبح يقترب بخفة وحذر
أنس أم جان !!
فراشة أم غزال
تخفي يداها الى الوراء
نظرات خوف وفزع
دمعة معلقة في الأهداب
جلجلة خلخال
وموسلين مزركش
لف غصن البان بحنان
عطر صندل وعود وهال
من فينوس نالت الجمال
تقترب أكثر ....
عيون ترسم مليون سؤال
تبحث عن وجوه وتذكار
لوحتي هذا المساء
مبتورة المعالم
وريشتي غرست كالمسمار
نفذت ألواني
جفت محبرتي
لوحة علقت على جدران الذكرى
توارت خلف ماضٍ مجهول
دون عنوان
تمرغت بغبار النسيان
ونغمات ناي حزين
غراب يتربص من بعيد
يقتنص النوارس قرب النهر
ينزف قلبي ربيعه بلحظات إنكسار
أتسلق سلالم أمنيات
عسى أن أصل الى القمر
خشيت ان أتوه
قررت ان أكتب اليك رسالة
تتدافع الحروف بصعوبة
تارة تتقدم وأخرى تتراجع
كما يفعل الجند في ساحة الحرب
حالما تتكالب خيبات الهزيمة
يتقدم خطوة ويتراجع خطوات
يأبى المواجهه ويخشى التضحيات
أقترب رويداً
أتسلل من النوافذ وشقوق الجدار
أصطدم بوحشة وسكون وبرد
وإرتعاد أوصال
تجلس تلك الفتاة
تحت شجرة جفت أغصانها
قرب صخرة الانتظار
عيون لا تهدئ
تغرق في غفوة حلم.....
تسافر لبعيد تحمل في جوفها قلب يتألم
تحط الرحال
في جوف فقاعة تخشى الانفجار
تخشى الغرق والمواجهة
أمواج ترتفع بعلو الجبال
كنقطة حبر سقطت من فوهة قلم
كرصاصة أغرقت صدر الورق بالدم
تململ القلب حيرة وقلق
أنتفضت الروح تثأر
كزئير أسد مجروح
ساقني اليه القدر
لموعد لم يحن بعد
لأمسية غاب فيها القمر
هكذا كنا وكان
زخات مطر تقارع الالم