مجالات الخدمة الاجتماعية
تلعب الخدمة الاجتماعية دورا هاما في النهوض بالمجتمع الإنساني عن طريق حل المشكلات الاجتماعية والتخفيف من حدة المشكلات .تظهر أهمية هذا الدور كلما اتسع نطاق المجتمع وتعرض لتيار التغير الاجتماعي ،وتبعا لتطور المجتمع وتعدد مظاهر النشاط الإنساني فيه تظهر أهمية الخدمة الاجتماعية وبالتالي تعددت ميادينها ومنها : -
- الخدمة الاجتماعية في المجال الأسرى :
وتهتم بالعلاقات الاجتماعية في محيط الأسرة والمحافظة على سلامة وإيجابية العلاقات .وتتصل الخدمة الاجتماعية في هذه المجال بالاضطرابات الأسرية وبمشكلات التفكك الأسرى والعمل على حلها
- الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي :
الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي تلعب دورا هاما وكبيرا في مساعدة المدرسة على أداء رسالتها التربوية والتعليمية ولها دور في عمليات التكيف الاجتماعي التي تتم مع البيئة المدرسية الجديدة .وتؤدى إلى زيادة وتحسين مستوي الإنتاج الفردي او الجماعي الذي يدعم التلاميذ في حياتهم المدرسية
- الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي :
إذ تعتبر من أهم ألوان الرعاية والخدمة الاجتماعية ،باعتبار أن الصحة الجسمية والنفسية أغلى شئ في الوجود بالنسبة للأفراد وأعظم مجال لحفظ كيان المجتمع وذلك بالقضاء على المشكلات وتحقيق الرفاهية
- الخدمة الاجتماعية في مجال الأحداث :
وتشمل خدمات المراقبة الاجتماعية للأحداث والمنحرفين والذين من خلال خدمة الفرد وخدمة الجماعة كذلك الرعاية اللاحقة للأحداث والمنحرفين والمدمنين والمفرج عنهم
- المساعدات العامة :
أي الخدمات الاجتماعية للأشخاص الذين يقعون تحت وطأة الحاجة المالية والتى تقدم للمسنين المكفوفين ومساعدات العجز الكلى والأطفال والأيتام من خلال الضمان الاجتماعي
- التأمين الاجتماعي : وهو عبارة عن المساعدات التي تختص التأمينات الاجتماعية للعاملين أسرهم بسبب حوادث العمل أو الوفاة .
كما تعمل الخدمة الاجتماعية على استثمار وقت الفراغ للشباب في داخل الأندية الرياضية.
- خدمات المجتمع : وتشمل جهود الهيئات العاملة بالتخطيط وتمويل برامج الرعاية الاجتماعية في كل المجالات التي يكون فيها الفرد هو أداة العمل الأساسية
- صفات الأخصائي الاجتماعي الناجح:
1- السرية التامة والحفاظ علي أسرار العميل وعدم البوح بها
2- القدرة علي التحكم بالنفس وسعه الصدر والتواضع وعدم الخوف من العدوى والأمراض
3- الرغبة النفسية في العمل الاجتماعي وحب مساعده المحتاجين للخدمة الاجتماعية وعدم النفور منهم
4- التحلي بالقدرات اللفظية وسرعه البديهة والاتزان العقلي والذكاء والقدرة علي الإقناع
5- قدرات جسميه وصحية تمكنه من القيام بأعماله بشكل الجيد حتى لا يثير الإحساس بالشفقة في نفوس المرضي.
6- التوازن الانفعالي والنضج الفكري
7- إن تتسم تصرفاته بالموضوعية والأمانة والمثابرة والثقة بالنفس ,
8- ان يتزود بالخبرات والمهارات الفنية التي تكفل له النجاح في عمله
9- آن لا يكون مستفيد استفادة شخصيه في عمله مع العملاء
10- الصبر وعدم استعجاله لنتائج الأمور بل يكون قادر علي تحقيق الأهداف التي تسعي المهنة إليها
11- أن يكون فاهما ومتفهما لعملائه متوقعا بقدر الإمكان النتائج لتصرفاتهم .
---------------------------------------------
- شرح تفصيلي لمجالات الخدمة الاجتماعية وبطريقة موسعة :
أولاً: الخدمة الاجتماعية الأسرية:
التعريف بالأسرة:
تعريف الأسرة لغة بمعجم لسان العرب لأبن منظور "أسرة الرجل بمعنى عشيرته ورهطه الأدنون لأنه يتقوى بهم، والأسرة تشير إلى معنى عشيرة الرجل وأهل بيته".
تعريف جاري للأسرة "مجموعة من الأفراد تربطهم علاقات معينة يعيشون معاً وتجمعهم علاقات جنسية ويترتب على وجودهم معاً مسئولية تربية الأبناء، كما يشكلون وحدة اقتصادية واحدة".
تعريف قاموس الخدمة الاجتماعية "جماعة أولية يرتبط أعضاؤها بصلات الدم والتبني أو الزواج الذي يتضمن محل إقامة مشترك وحقوق والتزامات متبادلة وتولي مسئولية التنشئة الاجتماعية للأطفال".
الخدمة الاجتماعية وإسهامها أسرياً:
تتمثل فيما يدعم ويعزز قيام الأسرة بأداء وظائفها الاجتماعية الأساسية بالمجتمع من تلبية لمتطلبات أفرادها، كما أن الخدمة الاجتماعية تعمل من أجل تفادي وقوع الأسرة في المشكلات التي تهدد كيانها من عنف أسري أو تفكك أخلاقي أو اختلال تنشئة أبناءها أو غيرها من الصور التي تؤخر نمو الأسرة وتبطئ من سير أداء أدوارها الاجتماعية والتربوية.
وتتمثل جهود الخدمة الاجتماعية في هذا الإطار على إنشاء مراكز متخصصة تعنى بشؤون ومشكلات الأسر وتتواجد بداخل المراكز السكنية بغرض التواجد عن قرب من أفراد هذه الأسر والتعرف على جميع مشاكلهم.
ويتعدى الأمر التعامل مع المختصين بمجال الأسرة وشؤونها من قانونيين أو إداريين أو تربويين أو اجتماعيين بقصد تبادل الأفكار معهم، وطرح القضايا التي تحتاج إلى حل وعلاج.
دور الأخصائي الاجتماعي بالمجال الأسري:
1 – التعرف على سلوكيات أفراد الأسرة ورغباتهم وحاجاتهم الأساسية وطموحاتهم في الحياة.
2 – توفير الفرص المتعددة لأفراد الأسرة بما يعزز من ثقتهم في استغلال تلك الفرص، كفتح الباب أمام مشاركتهم الاجتماعية، وطرح أفكارهم والتعبير عن مشاعرهم، والكشف عن مواهبهم والتعاون فيما بينهم، وغرس القيم الأخلاقية.
3 – تأهيل أفراد الأسرة بالدرجة التي تمكنهم من ترتيب أوضاع بيتهم من جديد عبر تغير اجتماعي أسري وبناء لعلاقات، وفق مفهوم جديد تتحد فيه الإرادة والعزيمة، وتتزايد فيها أهمية التفاعل فيما بين أفراد الأسرة، من خلال الفريق الأسري الواحد.
4 – تنفيذ برامج معينة تخدم صغار السن، من حيث تربيتهم وإعدادهم وتعويضهم عما يفقدونه من أبوة أو أمومة بسبب طلاق والديهم أو اختلافهما.
5 – العمل على وضع الأهداف والخطط والبرامج التي تعزز مما يعرف بالتوازن الأسري الذي يهدف إلى تقييم المواقف الأسرية الراهنة.
6 – إتباع نهج وأسلوب خدمة الفرد بالأسرة المتمثل في الدراسة والتشخيص ثم العلاج.
7 – تفعيل الدور المؤثر من قبل الأخصائي الاجتماعي تجاه برامج وخطط تنظيم الأسرة، بما يبعث على التفاعل ويستثمر الإمكانات والطاقات المرجوة لصالح خدمة قضية الأسرة وذلك من خلال توحيد جهوده مع القيادات المحلية التي تمثل بواعث مؤثرة، وموارد بشرية متكاملة في عمليات التوجيه والإرشاد والتربية الأسرية.
8 – إبراز دور ملموس ومدروس من قبل الأخصائي الاجتماعي فيما يعزز من مفهوم التكامل الأسري بين أفراد الأسرة في كافة أدوارهم ومسئولياتهم وواجباتهم تجاه بعضهم البعض، ويقوم ذلك إلى تحقيق الوفاق والاستقرار والوحدة والترابط للأسرة بالشكل الذي يعينها على تلبية متطلبات أفرادها الأساسية وتأدية وظائفها الهامة والحيوية.
ومن هنا يأتي اهتمام الأخصائي الاجتماعي بالتكامل الأسري من حيث التعامل مع مقوماته المختلفة والتي تشمل المقوم البنائي الذي يستفيد منه الأخصائي الاجتماعي في الحفاظ على كيان الأسرة وبناء أطرافها الزوج والزوجة والأبناء.
أما المقوم العاطفي فيعني قيام الحياة الأسرية في جو عاطفي مستقر، وهناك المقوم الديني الذي يرسخ مفهوم التربية الأسرية السليمة، وهناك المقوم الاقتصادي، والخاص بتوفير متطلبات العيش الأساسية للأسرة، ويختص المقوم الصحي بالعناية بسلامة الأبوين الصحية وصولاً إلى نسل معافى.
ومن خلال اهتمام الأخصائي بكل تلك المقومات في سعيه لإحداث التكامل الأسري تتضح كثير من المضامين التي تعمق من مفهوم مهنية الخدمة الاجتماعية تجاه قضايا الأسرة في المجتمع، من أجل تحقيق علاقات أسرية سليمة.
ثانياً: الخدمة الاجتماعية المدرسية:
وظيفة المدرسة وأهميتها:
تعتبر المدرسة مؤسسة اجتماعية هامة تعمل وفق مفهوم تكاملي مع الأسرة من حيث تشابه الأهداف والمهام التربوية الخاصة بالنشء، كما تعتبر البيئة الثانية إذا ما تمت مقارنتها بالمنزل، إلا أنها تمثل أداة ناجحة في تربية الناشئين، باعتبارها منظمة متخصصة تعمل في جانب توجيه أولئك النشء وتوفير السبل التربوية الملائمة لهم ولحياتهم.
وعن طريق المدرسة يستطيع الفرد أن يكتسب العديد من المهارات الاجتماعية والخبرات اللازمة له في حياته، بما يمكن من تحقيق وظائفه الاجتماعية والتعامل مع المشكلات التي تعترضه على خلفية علمية ومعرفية واسعة واستفادة قصوى من مهاراته ومؤهلاته وإمكانياته، والتعامل مع بيئته وأقرانه وأسرته من منطلق تفاعل وتكيف إيجابي مع قيم وتقاليد تلك البيئات المختلفة.
مفهوم الخدمة الاجتماعية المدرسية:
تعرف الخدمة الاجتماعية المدرسية بأنها مجهودات تتصف بالمهنية بحيث تسهم مع غيرها من المهن عن طريق التعامل مع مختصين قادرين على التعرف على الوقت الذي يمكنهم من تحويل تلك المجهودات إلى رعاية متكاملة تهتم بالنمو الاجتماعي للأفراد والجماعات والمجتمعات ككل، من خلال مجموعة من الأسس والمبادئ وعبر فلسفة محددة تعمل من أجل تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق النمو والرفاهية وفق ميول وقدرات الأفراد والجماعات، وبما يتفق ويتماشى مع ظروف واحتياجات المجتمع الذي تتواجد فيه تلك الفئات.
من جانب آخر تم تعريف الخدمة الاجتماعية المدرسية بعملية تطبيق مبادئ وطرق الخدمة الاجتماعية بغرض تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية المتمثلة في توفير الفرص التعليمية للطلاب وإعداد أنفسهم للحياة التي يعيشونها في وقتهم الحاضر، وتلك التي سيواجهونها في حياتهم المستقبلية.
وتعريف آخر يشير على الخدمة الاجتماعية المدرسية بوصفها مجهودات وبرامج وخدمات يقوم الأخصائيون الاجتماعيون بتهيئتها لطلبة المدارس من أجل تحقيق أهداف تربوية محددة، وتنمية شخصياتهم إلى أقصى درجة ممكنة وتمكينهم من الاستفادة من الفرص والخبرات المدرسية المختلفة بالقدر الذي تسمح به مقدراتهم واستعداداتهم.
دور الخدمة الاجتماعية بالمجال المدرسي:
تقديم العون والدعم للطلاب بما يعينهم على إشباع حاجاتهم الأساسية ليس فيما يختص بالمجال التعليمي والأكاديمي من حيث معاونة الطلاب على تحصيل دروسهم وتهيئة ما يعينهم على بلوغ النتائج المتميزة، بل من حيث أدوارهم التي يمكن لعبها تجاه حل ما يعترضهم من صعوبات ومشكلات في محيط بيئتهم التي يتواجدون بها، ومن حيث إيجاد نوع من الترابط والتواصل فيما بينهم لتعزيز مفهوم التفاعل والتعاون والمشاركة فيما بينهم وبين معلميهم.
وعلى الأخصائي الاجتماعي أن يتعاون مع إدارة المدرسة فيما يعمل على تحقيق المصلحة التربوية والاجتماعية والتعليمية للطلاب، والمشاركة في حل ما يعترض المدرسة أو إدارتها من صعوبات، بما يمكن أن يوفر مناخاً لانفتاح المدرسة ممثلة في إدارتها في التعاون والتواصل مع منظمات المجتمع من جهة ومع أولياء أمور الطلاب من جهة أخرى.
وللخدمة الاجتماعية دور ملموس في دعم وظيفة وأهداف المدرسة من حيث جهود الأخصائي الاجتماعي في تحويل المدرسة إلى مركز جامع تتفاعل فيه أنشطة الطلاب، ويوفر الدعم للطلاب الذين يشعرون بنقص في مواردهم، وفي الظروف الملائمة على تدريب المعلمين، وتعليمهم مبادئ الخدمة الاجتماعية، من خلال تنظيم الدورات التدريبية وإصدار الكتيبات التي تتناول دور ورسالة الخدمة الاجتماعية في النهوض بالمجتمع، ومن خلال عقد المحاضرات الإرشادية والتنويرية.
من جانب آخر تسعى الخدمة الاجتماعية المدرسية لفهم الواقع التعليمي ووظيفته الاجتماعية المكملة للوظيفة التربوية وإزالة ما يرتبط بذلك الفهم من معوقات وفتح المجال للطلاب لتفاعل اجتماعي يعزز من طاقات الطالب ويحترم إنسانيته ويدعمه بالمهارات القيادية باعتباره سيشكل قوة فاعلة بالمجتمع، وينمي لديه الشعور بالمسئولية والمشاركة لغيره، من خلال الجماعات المدرسية التي تلعب دوراً هاماً في صقل شخصية الفرد ومبادراته في سبيل إبراز خطط متميزة، وأفكار تسهم في الارتقاء بأهداف ورسالة المدرسة وتكشف عن المواهب الإبداعية، وعن رغبته في ممارسة الأنشطة التي يراها ملائمة ومفيدة بما يخص الجانب التعليمي والاجتماعي على حد سواء.
ثالثاً: الخدمة الاجتماعية ورعاية الشباب:
مفهوم رعاية الشباب:
تم تعريف مفهوم رعاية الشباب بأنه مجموعة من الخدمات التي يتم تقديمها للشباب من قبل المؤسسات والهيئات المختلفة والعاملة في ذات القطاع وذلك بمدهم وتزويدهم بالخبرة الجماعية التي تتيح لهم فرصاً أوسع للنمو والتطور.
وتعريف آخر يوضح طبيعة الخدمات التي تقدم بمجال رعاية الشباب من حيث أنها خدمات مهنية ومجهودات منظمة وذات سمات وقائية، وإنشائية، وإنسانية وعلاجية يتم توفيرها وتسخيرها للشباب بغرض إعانتهم كأفراد أو جماعات لبلوغ الحياة المثالية المستقرة، والتي تسودها وتحكمها علاقات متميزة ومستويات اجتماعية تتلاءم وإمكاناتهم وميولهم ورغباتهم، وطموحات مجتمعهم الذي يتواجدون به.
من خلال ما سبق يمكن القول إن مفهوم رعاية الشباب يتمثل في مجموعة الخدمات التي يقدمها المهنيون، والمختصون بالمجال والتي تبنى على المعرفة والعلم بحيث يستفيد منها الشباب في تنمية مقدراتهم وخبراتهم وبناء علاقات متماسكة وهادفة مع أفراد المجتمع، والانخراط في برامج العمل الجماعي عبر أداء متكامل يعينهم على مواجهة وحل مشكلاتهم من خلال طرح الحلول البناءة والعمل على الوقاية من حدوث تلك المشكلات مستقبلاً الأمر الذي يساهم في تكيفهم مع بيئاتهم الاجتماعية وإحداث تغير اجتماعي يعزز من مفهوم البناء الاجتماعي.
مفهوم رعاية الشباب في الخدمة الاجتماعية:
وتعني مجال الممارسة العامة للأخصائيين الاجتماعيين على ضوء البناء المعرفي، والقيم والمهارات التي ترتبط بالاستخدام الأمثل لأساليب ومداخل الخدمة الاجتماعية لتخطيط وتنفيذ التدخل المهني مع الشباب ولأنساق الاجتماعية المرتبطة بهم بغرض تحقيق تكيف الشباب مع بيئاتهم المختلفة وتوجيه التغير الذي يمكّن الشباب من حل ما يعترضهم من مشكلات وينمي مقدراتهم ومهاراتهم المختلفة.
ومفهوم رعاية الشباب في الخدمة الاجتماعية، هو عملية الممارسة المهنية التي يقوم بها أخصائيون اجتماعيون مزودون بالخبرة والمعرفة العلمية، لأجل العمل مع الشباب فيما يحقق لهم أهدافاً وقائية وعلاجية وتنموية، عن طريق ما يتلقونه من برامج وخدمات متكاملة، تطبق فيها معارف وقيم ومهارات مهنة الخدمة الاجتماعية ويتم التركيز فيها على مبدأ عمل الفريق الواحد وعلى ضوء إيديولوجية المجتمع، ووفق السياسة العامة لرعاية الشباب وتنميتهم.
دور الخدمة الاجتماعية في رعاية الشباب:
إن الخدمة الاجتماعية تعمل على رعاية الشباب من خلال ثلاث محاور هامة تتمثل في توفير الخدمات العلاجية والوقائية والإنمائية، ففي جانب الخدمات العلاجية يعاون الشباب على حل مشكلاتهم الفردية من خلال تزويدهم بكل ما يعزز وينمي ويقوي من شخصياتهم ومن ثقتهم بأنفسهم تجاه حل تلك المشكلات، ويستعين الأخصائي الاجتماعي هنا بعمليات خدمة الفرد في التعامل مع مشكلات الشباب، والمتمثلة في الدراسة والتشخيص ثم العلاج.
أما الخدمات الوقائية فتتمثل في الدور الذي يقوم به الأخصائي الاجتماعي من حيث تلافي الوقوع في المشكلات عن طريق الإسراع بتقديم خدماته الوقائية للشباب، خاصة بعد أن يستشعر من واقع خبرته وتجاربه، وما يعانيه بعض الشباب من ضغوط وظروف بيئية غير مهيأة وعدم تكيف مع المجتمع، فيبادر حينها بالتعاون مع الجميع في ذلك، والتبصر بحجم نتائج المشكلة إن وقعت فيبادر الشباب بدورهم في تفعيل الجهود تجاه الحيلولة دون ظهور تلك المشكلات.
من جانب آخر تتمثل الخدمات الإنمائية في جهود الأخصائي الاجتماعي فيما يعزز من عمليات بناء وإنما الشباب بعد تزويده بالمهارات اللازمة، كالمقدرة على التأثير والإقناع، وتهيئة الشباب على تقبل واقعهم أولاً، ومن ثم العمل على تغييره بالصورة الشمولية، وكسب ثقتهم به، بما يمهد الطريق لإنماء قيم واتجاهات وخبرات الشباب وتدعيم علاقاتهم ببعضهم البعض من جانب، وعلاقاتهم بمجتمعهم من الجانب الآخر، وتعديل سلوكياتهم، واتجاهاتهم واكتساب معارف جديدة وتقنيات عصرية متكاملة ترسخ من مفهوم تفاعلهم مع مجتمعهم، من أجل إثراء نهضته.
وتشترك جهود الخدمة الاجتماعية مع جهود مؤسسات رعاية الشباب في تزويد الشباب بالقيم الصالحة بما يتماشى مع قيم ومعتقدات المجتمع وثقافته، بحيث تعين الشباب على المشاركة في خطط وبرامج وأنشطة تلك المؤسسات من خلال استثمارهم لطاقاتهم وخبراتهم وتكوين مكتسبات ومهارات عقلية واتجاهات جديدة، كتحمل المسئولية الاجتماعية، ولعب الأدوار الهامة بالمجتمع، وتنمية الشعور بروح الفريق الواحد والتعاون من أجل الهدف المشترك، حيث إثبات شخصياتهم وتنميتها والاستفادة من الرعاية المتكاملة التي يتلقونها، نفسية كانت أو جسمية أو اجتماعية.
تفيد المهارات العقلية التي تسعى أنشطة الخدمة الاجتماعية أن تغرسها في الشباب، في تعاملهم مع المشكلات التي تواجههم بقدر كبير من الموضوعية والتفكير الإيجابي والربط بين الأولويات والواجبات الهامة في تنمية المجتمع، وتعزيز مضامين الولاء والتفاني في خدمته والاستفادة من الموارد المتاحة والطاقات المعطلة واستغلال أوقات الفراغ في العمل النافع.
ويمكن للأخصائي الاجتماعي أن يقدم ويضيف الكثير من الإسهامات فيما يخص إعانة الشباب نحو تحقيق أهدفه:
1 – إعداد الدراسات والبحوث الخاصة برعاية الشباب، وإضافة ما يمكن من مقترحات، أو برامج أو خطط تساعد في الارتقاء بتلك الرعاية.
2 – دعم الأنشطة الشبابية والارتقاء بها من خلال تنظيم المعسكرات والرحلات وتفعيل مشاركات الشباب بمختلف أنواعها.
3 – الإسهام في إعداد الخطط والبرامج التي تهتم بالشباب، وتهدف إلى إنمائهم من الناحية الاجتماعية والجسمية والعقلية والنفسية وتأهيلهم ليصبحوا قادة بالمجتمع، ويلعبوا أدواراً حيوية من ضمن برامج نهضة المجتمع وتنميته.
4 – طرح مشكلات الشباب وما ينتاب حياتهم من نقص ومعوقات أمام الجهات والمؤسسات الأخرى الداعمة لنهضة الشباب وتنميته بالطرق والوسائل والخطط الناجحة.
5 – تبصير الشباب بقضايا مجتمعهم ومشكلاته الراهنة من بيئية واقتصادية واجتماعية وإسكانية وصحية وغيرها.
6 – دعم الشباب ومساعدهم على التكيف الاجتماعي وتعزيز انتمائهم لوطنهم ومجتمعهم وأسرهم وتعويدهم على الاعتماد على النفس.
رابعاً: الخدمة الاجتماعية ورعاية المتفوقين والموهوبين:
أولت الخدمة الاجتماعية اهتماماً خاصاً بالموهوبين والفئات المتفوقة بالمجتمع، من خلال ترسيخ مضامين الاعتماد على الذات في التعبير عن المكنونات الإبداعية والأفكار التي ترتبط بتفعيل المهارات على أسس علمية، وتقنيات تترجم تلك الملكات الإبداعية إلى أنشطة تخدم المجتمع وتسهم في تنميته، وتعزز من ثقافة أفراده ومستواهم الفكري.
ومن بين جهود الخدمة الاجتماعية في مجال دعم الموهوبين والمتفوقين ما يلي:
1 – توفير المناخ الملائم لهم والذي يمكن من انتشار مواهبهم المختلفة وتوحيد رسالتها نحو المجتمع، مع العمل من خلال بيئة إبداعية متكاملة، وواعية بدور المواهب في إثراء حركة المجتمع.
2 – تشجيع ودعم مواهب وأعمال المتفوقين الابتكارية وذات الملامح الفنية والإبداعية الأصيلة، سواء كان الدعم مادياً أو معنوياً.
3 – توحيد الجهود والتعاون مع المؤسسات المعنية برعاية الموهوبين، وذلك عن طريق رسم الخطط وإعداد البرامج التي تنظم مثل تلك الأعمال وتوفر لها ما تحتاجه من دعم.
4 – التعامل مع الموهوبين والمتفوقين وبرامجهم الإبداعية باعتبارهم أعضاء فاعلين بالمجتمع وباعتبار أن تلك البرامج تشكل أداة لا تخدم الفرد فحسب، بل تساهم في نهضة المجتمع الاجتماعية والثقافية والفكرية والتعليمية.
5 – تحفيز الموهوبين والمتفوقين من خلال إعداد برامج تنافسية فيما بينهم.
6 – المساهمة في إعداد البرامج التعليمية المتخصصة مع المؤسسات المختلفة في عقد دورات تدريبية كل في مجاله لتنمية قدرات الفرد في المجال الإبداعي الذي يمارسه.
7 – تذليل الصعوبات والمعوقات التي يمكن أن تعترض سبيل الموهوبين والمتفوقين وتبطئ عملية انطلاقة ملكاتهم الإبداعية.
خامساً الخدمة الاجتماعية الطبية:
مفهوم الخدمة الاجتماعية الطبية:
هي إحدى مجالات مهنة الخدمة الاجتماعية التي تمارس في المؤسسات الطبية بهدف مساعدة المريض على الاستفادة من إمكانيات وخدمة المؤسسة من أجل زيادة أدائه الاجتماعي.
ويمكن القول بأن الخدمة الاجتماعية الطبية أحد مجالات الخدمة الاجتماعية يقوم بتأديته أخصائيون اجتماعيون مؤهلون بمعرفة ومهارة للتعامل والتعاون مع الفريق الطبي بغرض الارتقاء بدور المستشفات، ومراكز العلاج المختلفة في تقديم خدمة طبية مميزة.
مراحل تطور الخدمة الاجتماعية الطبية:
المرحلة الأولى في نهاية القرن التاسع عشر بعد أن شهدت مجالات الطب الحديث تطوراً وتقدماً واضحاً اتضحت معه طبيعة العلاقة المباشرة التي تجمع بين المرض وبين المشكلات الذاتية، والاجتماعية التي يعايشها المرضى.
المرحلة الثانية كانت مع بدايات القرن العشرين حيث أخذت فيها المستشفيات تعمل على توفير أكبر قدر من المعارف الإنسانية للممرضات العاملات بها بما يعينهن على التعامل مع المرضى، والتعرف على طبيعة واجبهن الإنساني تجاههم كما تميزت تلك المرحلة بتأهيل وإعداد الأخصائيين الاجتماعيين للعمل في مجال الخدمة الاجتماعية الطبية من خلال تنظيم وإعداد الدورات التدريبية ليتطور الأمر فيها ويسفر عن إنشاء معاهد متخصصة تعمل على إعداد أخصائيين اجتماعيين مؤهلين بكفاءات عالية للعمل بذات المجال وفي عام 1905م أدخلت الخدمة الاجتماعية الطبية في مستشفى بوسطن بأمريكا.
تمثلت مجهودات (ماري ريتشموند) في عام 1917م بمجال خدمة الفرد الذي أعقبه مجال خدمة الجماعة فالمجتمع، تمهيداً جيداً لظهور المرحلة الثالثة من مراحل تطور الخدمة الاجتماعية الطبية بعد أن ظهرت الحاجة لمثل تلك الخدمات الطبية باعتبارها لا تنفصل بأي شكل كان عن مبادئ الخدمة الاجتماعية في مجال اهتمامها بالفرد والجماعة والمجتمع.
دور الأخصائي الاجتماعي بمجال الخدمة الاجتماعية الطبية:
1 – دراسة حالة المريض من كافة جوانبها والتعرف على طبيعة مرضه ومن ثم العمل على تعزيز ثقته بنفسه تجاه المرض الذي ألم به وتجاه مواجهة مشكلاته التي ارتبطت بذلك المرض.
2 – تكثيف الجهود مع الفريق العلاجي بالمؤسسة الطبية والذي يضم الطبيب المعالج والممرضة والأخصائي النفسي وغيرهم من العاملين بالمؤسسة الصحية، ويسهم ذلك في توحيد الجهود تجاه ما يخدم المريض ويوفر له العناية والرعاية الطبية والاجتماعية والنفسية المتكاملة.
3 – نشر الوعي من خلال المشاركة في البرامج التي تستهدف طرق العلاج والوقاية من الأمراض وطرق التعامل مع المرضى.
4 – تنوير القائمين على علاج المريض بطبيعة مرضه، والمؤثرات التي يمكن أن تزيد من حدة المرض أو تلك التي كانت سبباً في نشوئه من حيث إبراز الظروف الاجتماعية أو النفسية التي ارتبطت بالمرض.
5 – تدريب طلاب الخدمة الاجتماعية ليتعرفوا على طبيعة العمل بهذا الميدان، ويكتسبوا العديد من المهارات والخبرات والمعارف التي تعينهم على الممارسة.
6 – الاشتراك في بعض المهام الإدارية التي تستدعيها الضرورة مثل إعداد التقارير عن الحالات أو الإشراف على تحويل الحالة من مستشفى لآخر، أو لقسم آخر، وإيضاح تكاليف العلاج للمريض وأسرته.
7 – التخفيف من الملل والشعور بالرتابة الذي ينتاب المريض من بقائه فترات طويلة بالمؤسسة الطبية العلاجية.
سادساً: الخدمة الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة:
مفهوم الإعاقة: يطلق عليها أي "نقص بدني أو عقلي يمنع أو يحد من قدرة الفرد على أن يؤدي وظائفه كالآخرين".
تختلف الإعاقة وتصنف أنواعها بحسب اختلال التخصصات والمجالات النفسية والاجتماعية والتربوية ويمكن إجمالها في الأنواع الآتية:
1. الإعاقة الجسمية: وتشمل الإعاقة الحركية، الأمراض المزمنة وغيرها.
2. الإعاقة العقلية: وتشمل التخلف العقلي والمرض العقلي والاضطرابات الانفعالية الشديدة.
3. الإعاقة الاجتماعية: وتشمل الأفراد الذين ليس لديهم القدرة على التكيف مع بيئتهم، وينحرفون عن أنماط المجتمع وثقافته كالجانحين والمجرمين.
4. الإعاقة الحسية: وتشتمل على الأفراد الذين ليس لديهم القدرة على الاتصال مثل فاقدي البصر أو السمع أو غيرهم.
المشكلات المرتبطة بالإعاقة:
1. مشكلات تعليمية: وتتمثل فيما ينتاب المعاق من آثار نفسية نظير عدم مواكبته لعملية التحصيل العلمي والأكاديمي بسبب إعاقته أو عدم توفر الرعاية الخاصة وضمانات سلامته بالمدرسة.
2. مشكلات اجتماعية: يشكل عدم تكيف المعاق سواء مع أسرته أو مع بيئته الاجتماعية التي من حوله، معضلة كبيرة بالنسبة له، بما يؤثر على نفسيته ويقلل من ثقته بنفسه جراء اضطراب علاقته الاجتماعية وعدم انتظامها، بما يمكنه من التفاعل وتبادل الأنشطة الاجتماعية مع غيره من الناس العاديين، من هنا يلاحظ انحصار علاقة المعاق من الناحية الاجتماعية مع أقرانه المعاقين بعد شعوره بعدم جدوى إقامة علاقات مع الأشخاص السويين لعدم مقدرته على التكيف معهم ويمكن توضيح ذلك فيما يأتي:
أ. مشكلات أسرية: تشكل إعاقة الفرد عبئاً كبيراً على أسرته يشيع بداخلها جواً مرتبكاً يعمل على عدم توازن الأسرة ويشعرها بوجود خلل ما بأحد أركانها أو دعائمها أو أفرادها الذين يفترض أن يكونوا فاعلين بالمجتمع.
ب. مشكلات الصداقة: يصعب على المعاق تكوين صداقات مع غيره من العاديين لصعوبة تعامله، إما بسبب نوع الإعاقة التي يعانيها، أو بسبب نظرة الشخص العادي للمعاق من حيث شعوره تجاهه أو شعوره بأنه ناقص عن الآخرين بسبب إعاقته وشكله وتخلفه.
ت. مشكلات محيط العمل: يمكن أن تؤثر الإعاقة في ترك المعاق لعمله، لعدم مقدرته على مواصلته بسبب الإعاقة، التي تشكل عاملاً رئيسياً في صعوبة تعامله وتفاعله مع مديره بالعمل أو زملاء مهنته أو مع متطلبات المهنة العملية التي يمارسها.
ث. مشكلات ترويحية: يجد المعاق صعوبة في الترويح عن نفسه وممارسة أنواع الرياضة المختلفة، شأنه في ذلك شأن غيره من الأصحاء، مما يؤثر في نفسه كثيراً.
3. مشكلات اقتصادية: تشكل الإعاقة مشكلة للمعاق من الناحية الاقتصادية خاصة إن كان هو العائل الوحيد لأسرته، أو في حال يتطلب علاج إعاقته توفير مبالغ مالية كبيرة تعجز موارده المحدودة عن تلبيتها.
4. مشكلات نفسية: يشعر المعاق بأنه إنسان غير سوي وغير مؤهل، شأنه شأن غيره من الأسوياء أو الأصحاء، مما يجعله يعيش في حالة نفسية سيئة بل ويكره ذاته ولا يتقبلها بالصورة التي تفتح معه طاقات ومقدرات وملكات لا يشعر بوجودها بسبب الشعور بالنقص والدونية.
5. مشكلات طبية وصحية: يعيش المعاق مشاكل ومعوقات طبية عديدة نظير إعاقته يتمثل بعضها في قلة المراكز الطبية التي تتعامل بصورة مباشرة مع المعاقين، من حيث التعرف على حاجاتهم الأساسية وطبيعة مشكلاتهم وظروفهم التي يعيشونها، ومن حيث قلة المراكز المهتمة بالعلاج الطبيعي.
الخدمة الاجتماعية والمعاق:
تتفهم الخدمة الاجتماعية بمجال المعوقين الدوافع الإنسانية التي تقودها إلى توفير العون لتلك الفئات بما فيها المكفوفين والمتخلفون عقلياً والصم والبكم وغيرهم، وكان للخدمة الاجتماعية دور وأهداف محددة، وهي تتعامل مع فئات المعوقين من حيث التعرف على مشكلة المعوق والاتجاهات والمؤثرات التي ترتبط بها والأسرة التي نشأ بها ويقيم معها، والبيئة التي من حوله والمجتمع الذي ينصهر فيه وغيرها من المؤثرات ذات العلاقة بحياته.
وكذلك توفر لهم أفضل فرص الخدمات الاجتماعية التي يحتاجونها وتمتد إلى ذويهم إذا تطلب الأمر، وذلك من خلال توفير الفرص العملية الملائمة ، وما يتبعها من توفير للإمكانيات وتشجيع كل ما من شأنه أن يرتقي بالاهتمام بالمعوقين وتوفير أسس تطوير الرعاية المرتبطة بهم وتهيئة المؤسسات التي تتعامل معهم والطرق وسبل المواصلات لتقديم أفضل الوسائل لهم كي يمارسوا حقهم في استخدامها بما يضمن سلامتهم، ومن خلال مبادئ الخدمة الاجتماعية يقوم الأخصائي الاجتماعي بتقبل الفرد المعوق والتعامل معه، من منطلق أنه إنسان فاعل بالمجتمع وله حقوق وعليه واجبات ومسئوليات بالمجتمع.
وتتصل مساعي وجود الأخصائي الاجتماعي بكل ما يمكن أن يحدث تغيراً اجتماعياً إيجابياً وجوهرياً في حياة المعاق، فيشعر بذاتيته وينظر إلى المجتمع من حوله برؤية جديدة ويتفاعل معه وينخرط في أنشطته بالقدر الذي يستطيعه ويظهر مواهبه وفنونه الإبداعية.
دور الأخصائي الاجتماعي مع المعاق:
1 – الجانب الوقائي:
يعمل الأخصائي الاجتماعي في جانب الإسهام بالرعاية الخاصة في حالة اكتشاف حالات الإعاقة في وقت مبكر، بما يعين على التأهيل والعلاج المبكر والعمل على تجنب الأسباب التي يمكن أن تؤيد إلى حدوث الإعاقة الوراثية والبيئية وتوفير التوعية العامة والضرورية بهذا الخصوص، كما يعمل في جانب إعداد الدراسات والأبحاث العلمية، التي تدور حول الاهتمام بالمعاق وتأهيله بالدرجة التي تجعله إنساناً فاعلاً بالمجتمع، مع توحيد الجهود فيما يعزز التعاون المشترك بين مؤسسات الخدمات الخاصة برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وبرامج الخدمة الاجتماعية، والغرض من ذلك هو الوصول للأهداف التي تصب في خانة توفير الرعاية المثلى والخدمات المتكاملة للمعاق، مع العمل على تدريب العاملين بتلك المؤسسات ورفع مستويات أدائهم وخدماتهم تجاه المعاق.
2 – الجانب العلاجي:
يتلخص هذا الدور في انخراط الأخصائي الاجتماعي من خلال مهامه المهنية في التعامل مع المعاق ومد يد العون له من الناحية النفسية التي تؤهله لتدعيم الثقة بنفسه في مواجهة مشكلته والتقليل مما يصيبه من الإحباط والقلق بسبب معاناته مع الإعاقة وتشجيعه على الإقبال على الحياة بروح وعزيمة وتقبل للواقع الذي يعيش فيه.
ويمكن أن يمتد ذلك الدور مع المعاق ليشمل أسرته، من خلال جهد الأخصائي الاجتماعي معها بغرض توعيتها بأسباب الإعاقة وتأثرها على شخصية الابن المعاق ومدى ما يحتاجه منها من رعاية خاصة.
3 – الجانب التنموي والإنشائي:
يهدف إلى إجراء عمليات تأهيل شاملة، وجامعة تضم كافة خبرات المعاقين المتعددة مقدراتهم وإمكاناتهم وطاقاتهم، بما يتوافق ذلك مع أدائهم لواجباتهم ومهامهم بالدرجة المطلوبة، كذلك يتم العمل على تشجيع تلك المهارات وجمعها في بوتقة واحدة من خلال أسلوب ومفهوم العمل الجماعي للمعاقين الذي من شأنه أن يفتح لهم المجال أمام إسهاماتهم بأنشطة المجتمع المختلفة.
كما يعمل هذا الجانب على وضع الخطط والبرامج المستقبلية التي تخص خدمات رعاية وتأهيل المعاقين ودعم كافة المؤسسات الخاصة بالمعوقين بتوفير كافة الاحتياجات الأساسية، ومن الضروري أن يقوم الأخصائي الاجتماعي بإجراء مزيد من البحوث والدراسات اللازمة لإبراز خطط وتوصيات جديدة، تفيد في جوانب تأهيل ورعاية المعوقين المختلفة.
سابعاً: الخدمة الاجتماعية ورعاية المسنين:
مفهوم المسنين:
يتم التعامل مع مفهوم المسنين باعتبارهم يمثلون تلك الفئة التي تزيد أعمارها عن 60 سنة بينما تقسم وجهة نظر أخرى الشيخوخة إلى مرحلتين الأولى تبدأ من سن 60 إلى 74 والثانية من سن 75 عاماً إلى نهاية عمر الفرد، وهناك من يعرف المسنين على اعتبار ما يعتريهم من آثار جسمية كضمور بالجلد وتغير للون الشعر وثقل بالحركات وضعف عام بالسمع والبصر مع ظهور العديد من الأمراض نتيجة لتقدم السن، التي تضعف معها مقدرات الفرد.
تعريف الخدمة الاجتماعية بمجال المسنين:
أنها تلك المجهودات والخدمات والإجراءات الفنية التي يمارسها الأخصائيون الاجتماعيون في مؤسسات رعاية المسنين لتحقيق أفضل تكيف ممكن لهم مع بيئاتهم الاجتماعية كأفراد أو جماعات أو أعضاء بالمجتمع، وهناك تعريف آخر يرى أن الخدمة الاجتماعية بمجال المسنين هي "مجال من مجالات الخدمة الاجتماعية التي تتعامل مع كبار السن لإشباع احتياجاتهم ومواجهة مشكلاتهم وتحقيق نمط لحياة أفضل لهم".
ويمكن القول أن الخدمة الاجتماعية بمجال المسنين، هي مجال من مجالات الخدمة الاجتماعية يمارسه الأخصائيون الاجتماعيون من خلال استخدام أساليب وطرق الخدمة الاجتماعية ومن خلال إلمام ومعرفة ومهنية بهدف توفير كل ما من شأنه أن يشبع حاجات المسنين الاجتماعية والنفسية وغيرها، ويسهم في حل مشكلاتهم التي تواجههم ويحقق لهم مستوى كبيراً من التكيف مع بيئاتهم ومجتمعهم، باعتبارهم فئات تمثل تواجداً في المجتمع، وتحتاج إلى الخدمات التي تعينهم على العيش بصورة كريمة.
المشكلات التي تواجه المسنين:
المشكلات الاقتصادية: وتتمثل في عدم توفر مورد رزق يقتاتون منه أو مدخرات مالية تعينهم على تكاليف الحياة.
المشكلات النفسية: وتتمثل في تعرض المسن إلى حالات من الإحباط والقلق والتوتر النفسي والعصبي والعدوانية والعزلة وقلة العزيمة، بسبب ما يعانيه من ضغوط نفسية أو معيشية أو أمراض مزمنة أو مشكلات تتعلق بالتقاعد، وتظهر تلك الأعراض في شكل أمرض بالجسم كأمراض القلب وضغط الدم والهزال والرعشة وغيرها.
مشكلات دينية: حيث يصعب عليه ممارسته للعبادات الدينية المفروضة عليه.
المشكلات الصحية: بسبب ما يعانه من أمراض ترتبط بتقدم السن والشيخوخة.
المشكلات العقلية: وما يصاحبها من اضطرابات تتمثل في ضعف ذاكرة المسن والنسيان المتكرر واضطرابات الشيخوخة والاضطرابات بالتفكير والكلام غير المفهوم وغير ذلك.
المشكلات الاجتماعية: وتتركز في شعوره بعدم أهميته بالنسبة للآخرين وعدم تقبلهم له وفقدانه لبعض أدواره الهامة التي كان يمارسها من قبل مما يترتب على ذلك تأثر علاقاته الاجتماعية سلبياً مع أسرته وزوجته وأبنائه أو مجتمعه.
دور الخدمة الاجتماعية في رعاية المسنين:
تأتي جهود الخدمة الاجتماعية مستفيدة من مبادئها وأساليبها وأدواتها ومن مهنية الممارسة على يد الأخصائي الاجتماعي فيما يخص مد يد العون والرعاية للمسنين، بما يمكنهم من التغلب على مشكلاتهم ومواجهتها، ويحدث ذلك من خلال توفير الخدمات المتنوعة لكبار السن والبرامج التي يتم التخطيط لها على المستويين المحلي والوطني، والخطط التي تتعلق بأوجه الرعاية الاجتماعية المتخصصة بمجال المسنين وتوعية المجتمع تجاه رعاية المسنين.
يلعب الأخصائي الاجتماعي الدور الاجتماعي الهام بداخل مؤسسات رعاية المسنين بما يعينهم على مواجهة مشاكلهم من خلال تطبيقه لطرق الخدمة الاجتماعية المختلفة وتشتمل أهم تلك الأدوار التي يمارسها ما يلي:
1 – التعرف على مشكلات المسنون بمختلف أنماطها الاجتماعية أو الصحية أو النفسية أو الاقتصادية أو خلافها، ودراستها وتشخيصها والوقوف على مسبباتها، وبداية ظهورها ودور المسن في إحداثها، والتغلب عليها.
2 – التعرف على السمات الشخصية للمسن، ودورها في مشكلته، كسماته العقلية وحالته النفسية والبدنية والاجتماعية.
3 – العمل على تشجيع المسن في تقبل مشكلاته، وتعزيز ثقته بنفسه وإشعاره بأهميته في المجتمع.
4 – إزالة ما يجول بخاطر المسنين من أنهم أصبحوا أشخاصاً بغير قيمة في داخل المجتمع ولدى أسرهم، وأنهم معزولون تماماً عن بيئاتهم.
5 – العمل على استثمار خبرات المسنين والاستفادة من مهاراتهم وإمكانياتهم في مشروعات وبرامج يستفيدوا منها وتفيد مجتمعهم.
ثامناً: الخدمة الاجتماعية والبيئة:
جهود الأخصائي الاجتماعي بالمجال البيئي:
1 – توعية المجتمع بأهمية حماية البيئة ودعوتهم إلى العمل الجماعي المشترك والمنظم من أجل حماية المجتمع من المشاكل البيئية الخطيرة على حياة أفراده مثل مشكلات التلوث البيئي.
2 – العمل على تخليص المجتمع من العادات الضارة والسلوكيات السلبية تجاه البيئة وعدم اهتمام الناس بها.
3 – تكوين جماعات محلية تعنى بحماية البيئة بحيث تعمل من أجل إبراز الأنشطة والبرامج التي من شأنها أن تدعم الجهود القومية أو المحلية بمجال حماية البيئة.
4 – إجراء الدراسات والبحوث اللازمة فيما يخص المواضيع والمشكلات البيئية عبر طرح علمي سواء اشتمل على جوانب نظرية أو عملية بما يسهم في إضافة معلومات وقضايا وأفكار ومقترحات وتوصيات وأدوار جديدة.
5 – الاحتفال بيوم البيئة العالمي في داخل المنظمة البيئية التي يعمل بها الأخصائي الاجتماعي، وتدشين برامج جديدة ومشروعات تتزامن مع الاحتفال.
6 – العمل على تنمية مهارات وإمكانات وموارد المجتمع البشرية منها والمادية تجاه ما يخدم قضايا البيئة وطرق حمايتها.
7 – التعاون على مواجهة العادات البيئية السيئة التي تبرز بالمجتمع نتيجة جهل الأفراد بالتوعية البيئية، وعدم وجود برامج بيئية ذات خطط ناجحة تحارب مثل تلك العادات.
8 – إيجاد علاقة إيجابية بين أفراد المجتمع وبيئتهم تأصيلاً للدور التنموي الذي يمكن أن يلعبه ذلك الفرد من حيث تنمية الشعور بالمسئولية تجاه الحفاظ على البيئة.
أركان التدخل المهني للخدمة الاجتماعية بالمجال البيئي وهي ثلاثة:
أولاً: الجانب المعرفي: ويتمثل في العلوم الطبيعية والبيولوجية التي تتناول مكونات البيئة وطاقاتها ومواردها ومصادر تلوثها وطرق حمايتها من التلوث والهدر، وما يمكن أن تحدثه أضرارها من تأثيرات على حياة الأفراد والجماعات والمجتمعات إضافة إلى العلوم الإنسانية وعلم الاجتماع الحضري وعلم السكان.
ثانياً: الركن المهاري: وتتجلى فيه المهارات والأساليب الفنية التي يستخدمها الأخصائي الاجتماعي وهو يتعامل مع الأفراد والجماعات والمجتمعات، بما يقود إلى تنمية العلاقات المشتركة فيما بينهم ويوفر الجهد المتكامل من قبل المواطنين جنباً إلى جنب مع الأجهزة الحكومية والشعبية والمنظمات الإقليمية والدولية، الأمر الذي يمكن من طرح أفكار وإسهامات وحلول وبرامج جديدة ومشجعة بمجال خدمة قضايا البيئة على الصعيدين المحلي والمجتمعي.
ثالثاً: الركن القيمي: وهو ترجمة عملية لمبادئ الخدمة الاجتماعية ودورها في إقامة علاقة مهنية موضوعية، وعلى أساس ديمقراطي يحترم كرامة الإنسان، ويعمل على صيانته ويقدر جهوده وأنشطته التي يبذلها، بما يحقق له المصلحة والنفع في حياته الحاضرة ومستقبله، وبما يخلق نوعاً من التواصل بينه وبين بيئته التي يعيش فيها.
تاسعاً: الخدمة الاجتماعية ورعاية الأحداث:
مفهوم الجريمة:
يتم استخدام كلمة الجريمة للدلالة على العمل الآثم والمذنب أو التميز والشذوذ عن السلوك العادي، فالمجرم هو من شذ أو خرج عن السلوك العادي، والجريمة بمفهومها القانوني تمثل كل عمل مخالف لأحكام قانون العقوبات الذي يتضمن الأفعال المحرمة ومقدار عقوبتها، ويوسع بعض علماء الاجتماع من دائرة تعريف الجريمة لتشمل أي سلوك يعارض القواعد الأخلاقية للمجتمع، التي تشكل مجموعة قوانين سواء كانت مؤسسية كقانون أم لا.
مفهوم الحدث المنحرف:
الحدث في اللغة يعني حديث السن، كناية عن الشباب وأول العمر أما من الناحية القانونية فيعرف الحدث بأنه الصغير في الفترة التي حددها القانون بين سن التمييز وسن بلوغ الرشد.
وترتكز منظومة الدفاع الاجتماعي على ثلاثة أركان:
أولاً: الركن الإصلاحي: ويتم فيه تطبيق القانون تجاه السلوك الإنحرافي الكائن وفقاً للمعومات التي تم الحصول عليها عن الحالة وبعد ذلك إقامة الدعوى وإجراء المحاكمة ومعاقبة المجرم من خلال إصدار حكم يعني بإبقاء سلوك المحكوم عليه في الحدود المقبولة اجتماعياً عبر إتباع تغيرات ترمي إلى الجانب الإصلاحي للفرد المجرم.
ثانياً: الركن التقويمي: ويهتم بالجوانب المؤثرة من تقوية وإضعاف في شخصية المحكوم عليه وفي البيئة على حد سواء، بما يمكن من الاستفادة من جوانب القوة في علاج السلوك المنحرف.
ثالثاً: الركن التأهيلي: وهو إعادة اندماج المحكوم عليه في المجتمع بعد انتهاء مدة عقوبته من خلال إحداث التقبل بينه وبين أسرته ومجتمعه الذي يعيش فيه ومن خلال توفير أفضل الفرص والظروف التي تحول بينه وبين العودة مرة أخرى إلى عالم الجريمة.
الأسباب المؤدية لجنوح الحدث:
1 – البيئة التي يعيش فيها الأحداث من حيث اضطرابها وانتشار القيم الإجرامية بها أو تواجد الشخصيات التي سبقتهم إلى ارتكاب الجريمة أو الفقر.
2 – المظاهر التي قد تتواجد بالأسرة وتؤثر على الحدث فتقوده إلى الجريمة، مثل النزاع والشجار الدائم بين الزوجين وبين الآباء والأبناء، الأمر الذي يخلق أجواء مرتبكة بالمنزل، وكذلك حدوث الطلاق، أو التعدد، أو قسوة الأب، أو انحرافه أو انحراف الأم.
3 – إصابة الحدث بأمراض نفسية أو عقلية، حيث أنها تمثل تعبيراً عن العقد النفسية التي تراكمت لدى الفرد في فترة الطفولة وبطريقة لا شعورية.
4 – رفقاء السوء الذين يحتك بهم الحدث خارج المنزل في المدرسة أو الأندية الاجتماعية أو بمجاورتهم.
دور الخدمة الاجتماعية في رعاية الأحداث المنحرفين:
يقوم الأخصائي الاجتماعي بدراسة الحدث دراسة متكاملة يتعرف من خلالها على تاريخه الاجتماعي ونوع الانحراف الذي سلكه وطبيعة شخصيته وما يتصل بها من جوانب جسيمة تتمثل في الصحة والمرض والعاهات والأمراض المتراكمة من فترة الطفولة أو مظاهر نفسية كمزاج الحدث العام أو ما يعانه من عقد نفسية أو طريقة استجاباته غير السوية أو الجوانب الاجتماعية، كنوع علاقاته مع الآخرين وطبيعة وشكل القيم الاجتماعية التي يتعامل معها وتؤثر في سلوكه.
ويقوم الأخصائي الاجتماعي بتوفير العلاج الذي يتناسب وشخصية الحدث الجانح والذي يشتمل على تقديم خدمات مباشرة سواء بالتعاون مع المدرسة أو البيئة التي يعيش فيها الحدث وخدمات غير مباشرة تهتم بتعديل اتجاهات المحيطين بالحدث في حال كانوا هم السبب فيما وصل إليه الحدث من جنوح إجرامي، فالأخصائي الاجتماعي يعمل على دعم ثقة الحدث بنفسه وإزالة ما يعتريها من مظاهر التوتر والقلق والخوف والإحباط والعدوانية والتفكير غير المنطقي.
كما يقوم بتهيئته بالدرجة التي تمكن من إزالة تلك المظاهر وإحلالها بأخرى إيجابية، ومن خلال الطرق العلاجية التي يتبعها الأخصائي الاجتماعي من نصح وإرشاد، يمكن أن يستجيب الحدث لتلك الجهود خاصة أسلوب العلاج السلوكي الذي يركز على التعليم في علاج الحالة الجانحة.
عاشراً: الخدمة الاجتماعية والأزمات والكوارث:
دور الخدمة الاجتماعية في مواجهة الكوارث والأزمات:
تتعامل الخدمة الاجتماعية في مواجهة الكوارث والأزمات باستجابة فورية تعيد التوازن للمجتمع وتواجه المشكلات والآثار التي أعقبت حدوث الكارثة، ويلعب الأخصائيون دوراً كبيراً في تلك الجهود من خلال أدوار محددة يقومون بها، تتجسد في تقديم كافة مظاهر العون والسند والدعم للمواطنين المتأثرين بالكارثة بما يعينهم على مواجهتها، وتوفير خدمات على مدار الساعة تتسم بالسرعة والرغبة في إنقاذ الأوضاع السيئة التي أوجدتها الكارثة.
ولا يعمل الأخصائيون الاجتماعيون بمفردهم في توفير تلك الخدمات بل يتعاونون مع الجهات الأخرى ذات العلاقة.
ومن خلال التدخل المهني للخدمة الاجتماعية عند حدوث الكوارث تظهر نواحي هامة في التعامل معها من خلال العديد من الجوانب التي تم تنظيمها وإعدادها إدارياً وإجرائياً لممارسة عمليات المساعدة العاجلة والفورية للمنكوبين.كذلك يتم إجراء تدريبات عملية داخل المؤسسة تبصر بكيفية التعامل مع الكوارث والأزمات حال وقوعها مع عقد ندوات تتناول أمثلة لنماذج عالمية بمجال الكوارث والأزمات وكيفية تصرف المجتمع معها حال وقوعها، ومن هذا المنطلق تشكل الخدمة الاجتماعية بوتقة جامعة وهي تتعامل مع الكوارث من خلال مجموعة الخدمات التي تقدمها، بما يجعلها تعيش محنة المنكوبين بأسلوب مهني وعلمي يستند إلى المعرفة ويوفر عامل الطمأنينة للمجتمع الذي تعرض للكارثة ويؤهله من جديد نحو مسيرة التطور والبناء التنموي، فتتحول طاقته صور التغيير ويستفيد من الدرس في مواجهة الأزمات الطارئة مستقبلاً.