[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] يضاهي الخريف في المانيا
وألوان الطبيعة الخلابة التي يغلب عليها اللون الذهبي والبرتقالي في جماله
كما يقول الكثير من السياح، جمال الطبيعة خلال هذه الفترة في غرب وشمال
القارة الأميركية، والتي تسمى الصيف الهندي. فالطبيعة في كل المانيا وليس
في جزء معين منها تتحول الى لوحة فنية رائعة، ولا داعي للبحث كثيرا عن هذه
اللوحة، فالزائر يمكن ان يراها في كل بلدة صغيرة او مدينة كبيرة فالمانيا
جغرافيا محاطة بالغابات والمساحات الخضراء الواسعة جدا وفيها الانهر
الصغيرة والكبيرة والجداول والبحيرات.
وفي الوقت الذي يحاول فيه “الصيف الهندي” في أميركا ان
يبرز جماله، فان الغابات الالمانية تظهر ومن دون عناء يذكر جمال ثوبها
الرائع الالوان، لذا يطلق على هذا الشهر اسم الشهر الذهبي. وهذه الطبيعة
الساحرة تشجع الكثيرين على القيام بنزهات طويلة على الاقدام عبر الغابات
مستغلين قلة الامطار في هذا الشهر واعتدال درجة الحرارة، وهذا يجعل السير
فوق أوراق الأشجار المتساقطة متعة بحد ذاتها.
ومن المناطق التي يقصدها أهل البلد كما السياح في شهر تشرين
الاول( اكتوبر) الحديقة الوطنية هانيش في ولاية تورنغن شرق المانيا. فعلى
مساحة تزيد عن 15 الف هكتار تتوفر الامكانيات للتمتع بجمال الطبيعة عن قرب.
فهناك 25 نوعا من الأشجار ترسم في الخريف بالوان أوراقها اروع اللوحات.
وبسبب هذه الروائع الطبيعية والتصميم الداخلي والممرات للمتنزهين وضعت
الحديقة عام 2011 على لائحة منظمة اليونيسكو كتراث عالمي.
ولكي يشبع الزائر نفسه وروحه من جمال الطبيعة في الخريف
تتوفر في بلدة هانيش إمكانية المبيت بأسعار متهاودة او في فنادق صغيرة
بالبلدات القريبة مثل ايزناخ او فاتبورغ حيث تقدم الوجبات التقليدية لسكان
ولاية تورينغن. وفي الحديقة الطبيعية في بلدة شبسارد يمكن مشاهدة أقدم
أشجار البلوط في المانيا ويبلغ عمر بعضها مئات السنين، فهذه الحديقة
الممتدة على مساحة 2440 هكتار الواقعة بين ولايتي هسن وبافاريا يقصدها كل
من يريد مناجاة الطبيعة او الاسترخاء او التعمق في التفكير او حتى القيام
بنزهة بين أحضان الطبيعة الحالمة. ففيها جدوال وأنهار صغيرة وتلال قليلة
الارتفاع، ومن يريد المشي قد يكتشف خلال ذلك طرقات ومسالك صغيرة مختبأة
وراء أشجار ذهبية الاوراق ، ومن يحالفه الحظ قد يلتقي بقندس صغير او سنجاب
بلون أوراق الخريف يسرق النظر بحشرية الى كل زائر.
ومن أجل المبيت غير بعيد عن الحديقة اقيمت فنادق صغيرة
ذات طباع بافاري جميل. ولا يقل جمال الخريف في اودنفالت الواقعة بين ولايتي
بافاريا وبادن فورتنبيرغ عن غيرها من المناطق ويبدأ سحر الطبيعة في شهر
ايلول( سبتمبر)، فهناك توجد غابات واسعة تضم أضخم وأعلى الأشجار ويصل
ارتفاعها الى خمسين مترا او أكثر لتنضم الى الاشجار الأخرى التي تحولت
اوراقها الى صفائح ذهبية او نارية اللون، فتحول المكان الى بحر من الألوان
الرائعة.
لكن من يأتي الى المانيا فلا بد له من زيارة الحديقة
الوطنية في الايفل وتعتبر الاكبر والاجمل في اوروبا خاصة في الخريف ، وتقع
على بعد 70 كلم تقريبا من مدينة كولونيا. ففيها يوجد 240 كلم من الطرقات
المخصصة للتنزه تمر في قلب الغابات وبالقرب من الانهر والجداول، إضافة الى
طرقات خاصة لسائقي الدرجات او راكبي الخيل. ومن اجل التمتع بروائع هذه
الغابات على الزائر البقاء بعض الوقت او على الأقل ثلاثة أيام، لينطلق
بعدها الى بلجيكا او إمارة لوكسمبورغ. وفي المساء يمكن التمتع بالامسيات
بالقرب من الموقد في فندق رات كلر المتميز بطراز بنائه القديم.
وأعلى مكان في منطقة الايفل هي تلال ارتفاعها 700 متر،
تتحول في الخريف الى لوحات فنية جميلة تزيد من روعتها المشاهد الطبيعة
النادرة لأشجار البلوط والصنوبر القديمة جدا والبحيرات والجداول الجميلة،
ما يجعل المنطقة مقصدا لمحبي ركوب الخيل ومحبي التنزه بهدوء والتمتع بتلاعب
الالوان وانعكاس أشعة الشمس عليها وبرائحة الفطر البري وبريق شاي ثمرة
الورد والايل الحمراء اللون.