حديث قدسي عن الانفاق
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله قال : ( قال الله : أَنْفِق يا ابن
آدم أُنْفِق عليك ) رواه البخاري و مسلم .
هذا الحديث يحث على الصدقة
والبذل والإنفاق في سبيل الله ، وأنها من أعظم أسباب البركة في
الرزق ومضاعفته ، وإخلاف الله على العبد ما أنفقه في سبيله .
و طريقة الانفاق هي :
المال هو في الحقيقة مال
الله ، استخلف عباده فيه لينظر كيف يعملون ، فليس للإنسان الحق
المطلق في أن يتصرف فيه كيف يشاء ، بل إن تصرفاته ينبغي أن تكون مضبوطة بضوابط
الشريعة ، محكومة بأوامرها ونواهيها ، فيُبْذَل حيث يُطْلب البذل ، ويُمْسك حيث يجب
الإمساك ، فالتقدير و الاسراف، كلاهما مذموم ، وبينهما الكرم والجود وهو محمود ،
وهو الذي أمر الله به نبيه عليه الصلاة والسلام بقوله :{ولا تجعل
يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا }( الإسراء 29)،
وامتدح به عباده المؤمنين بقوله :{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين
ذلك قواما }(الفرقان 67) ، قال ابن عباس : " في غير إسراف ولا تقتير " ، وسُئل ابن
مسعود عن التبذير فقال : " إنفاق المال في غير حقه " .
فالجود في ميزان
الشرع - كما قال ابن حجر - : " إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو أعم من الصدقة " ، وهو
وسط بين الإسراف والإقتار ، وبين البسط والقبض ، وله مجالاته المشروعة ، ولذا فإن
بذل المال في غير موضعه قد لا يكون كرماً .
منقول