بغداد هى عاصمة العراق وتعد اكبر مدنه وايضا من كبرى مدن الشرق الاوسط
وهى مدينه عريقة يعود انشائها الى عهد ابي جعفر المنصور ثانى خليفة عباسى
145 هـ 762 م وتمثل بغداد حاليًّا حالة من حالات التتابع المدني في إطار
موقع واحد ففي إطار موقع الرافدين تتابعت العواصم من بابل القديمة إلى
سلوقية الإغريقية وقطيسنون الفارسية التي كانت تعرف بمدائن كسرى ثم بغداد
العربية الحالية , لا تزال نواة بغداد القديمة موجودة حتى الآن تنتشر حولها
الأجزاء الحديثة حول البوابات الشمالية والجنوبية القديمة على الجانب
الغربي لنهر دجلة على بعد 540كم تقريبًا إلى الشمال الغربي من الخليج
العربي .
وصلت مدينة بغداد لذروتها فى عصر الخليفة العباسى الثالث هارون الرشيد
الرشيد سنة 184هـ، 800 م بلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة وصارت مركزًا
مهمًّا للتعليم و فقدت هذه المكانة عندما غزاها المغول والتتار ثم الفرس
والأتراك منذ عام 257هـ، 1358م وتعرضت لكثير من الحروب والحرائق والفيضانات
المتكررة و أصبحت رسميا" عاصمة دولة العراق الحديثة عام 1339هـ، 1921م
وقد تعرضت للتدمير خلال حرب الخليج العربي1991م وخلال الحرب الأميركية
الأخيرة 2003 وما تبعها من عمليات مسلحة وأعمال عنف.
الموقع
تحتل بغداد موقعا" جغرافيا" يقع بين خطي طول 33 درجة شمالا و 44 درجة
شرقا"..وبمساحة تقدر بحوالي (1000) كم مربع ..وهي تشغل موقعا قريبا من
الموقع الذي كانت تشغله من قبل مدينة بابل الآشورية التي كانت تقع بالقرب
من نهر الفرات على بعد 90 كم من مدينة بغداد ثم حلت محلها مدينة تسبنون
التي كانت تقع على بعد بضعة كيلومترات من موضع بغداد الحالية واستمرت قائمة
مركزًا رئيسيًّا للبلاد حتى حلت محلها بغداد في أوائل العصر العباسي و
تكمن أهمية موقع بغداد في توافر المياه وتناقص أخطار الفيضانات مما أدى
بدوره إلى اتساع رقعة المدينة وزيادة نفوذها إلى جانب سهولة اتصالها عبر
دجلة بواسطة الجسور التي تربطها بالجانب الأيسر من النهر , و يوجد بها متحف
تعرض فيه الآثار المختلفة من جواهر وعملات وهياكل بشرية وتماثيل من عصور
ما قبل التاريخ حتى القرن السابع عشر الميلادي (وهذا المتحف تعرض لأعمال
سرقة وسلب منظمة عند الحرب الأخيرة).. ومن شواهدها الابديه الآثار
الإسلامية التي تتمثل في بقايا سور بغداد ودار الخلافة والمدرسة المستنصرية
ومقر المعتصم ومسجده الشهير وتحتوي على مسجدين تاريخيين هما مسجد الإمام
موسى الكاظم ومسجد الإمام الأعظم و القصر العباسي والمشهد الكاظمى وجامع
المنصور وجامع المهدى و جامع الرصافة والمدرسة الشرفية بجوار قبر أبي حنيفة
النعمان والمدرسة السلجوقية والمدرسة المستنصرية.
اما من الناحية الاقتصادية فتعد بغداد مركزًا للعديد من المصانع والورش،
والمركز الرئيسي للصناعة فى العراق كما تعد مركزًا تجاريًّا رئيسيًّا وحلقة
وصل بين تركيا وسوريا والهند وجنوب شرق آسيا والسوق التجاري الرئيسي فى
الدوله وايضا تعد أيضًا مركزًا سياحيًّا هامًّا يزوره أكثر من مليون سائح
في السنة قبل الحصار حيث كان المطار الدولى يعمل وتعد ايضا بغداد من
المناطق الزراعية حيث ان كثير من توابعها تعتمد على زراعة كثير من الغلات .
ويقدر عدد سكان بغداد بأكثر من ستة ملايين نسمة يتكون معظمهم من العرب
المسلمين ، ويشكل النصارى والصابئة في مدينة بغداد أقليات دينية ، كما
يشكل الإيرانيون والتركمان والاكراد أقليات قومية و تعتبر في الوقت الحاضر
رابعة كبريات العواصم الإسلامية من حيث حجمها السكاني و تتميز بغداد
بالشوارع العريضة المتقاطعة بخطوط مستقيمة تطل عليها العمارات حديثة
الطراز.ينقسم مركز العاصمة إلى جزأين هما الكرخ على الجانب الغربي لنهر
دجلة ، والرصافة على الجانب الشرقي للنهر وفي كلا الجزأين نجد المباني
الحديثة وعلى جانب آخر الشوارع الضيقة المتربة والمحلات القديمة، أما
المناطق الصناعية فتمتد من مركز بغداد إلى خارجها وضواحيها .
الشوارع والجسور
يرتبط شطرا المدينة (الكرخ والرصافة) بإثني عشر جسرا،من اهمها جسر الأئمة
والجمهورية والشهداء السنك والمعلق والأحرار وباب المعظم وغيرها..اضافة
للجسور والطرق السريعة التي تربط كافة المناطق كجسر الطابقين وجسر 14 رمضان
وشارع محمد القاسم وشارع القناة السريع وجسر بغداد الكبير وشارع مطار
بغداد وشارع 14 تموز..ويخترق كل شطر منها عدة شوارع مهمة ورئيسية ،أهمها في
الرصافة شارع الرشيد والخلفاء والجمهورية وغازي والأمام الأعظم وعدن وأبي
طالب وشارع فلسطين، وفي الكرخ شارع حيفا و 14 رمضان /المنصور والامام موسى
الكاظم والمحيط والربيع والعمل الشعبي وشارع عشرين وغيرها..وترتبط بغداد
بشبكة طرق خارجية حديثة بالمحافظات الأخرى برا" على التماس مع محافظات
ديالى والأنبار وبابل وصلاح الدين وواسط، وعبر مطار بغداد الدولي ومطار
المثنى(المعطل حاليا!) جوا"،وعبر المحطة العالمية للسكك الحديد..
من المعالم
تجمع بغداد بين روعة الحديث ومهابة القديم ،ففي البناء تجد العمارات
الشاهقة ذات الأدوار المتعددة بجانب الأسواق البغدادية المعروفة بطراز
بنائها وسقوفها وتنوع بضائعها وغرائب محتوياتها، وأسواق من بقايا ماض حافل
بالأمجاد يضفي عليها فتنة وسحرا دائمين..ومن الأسواق العريقة : سوق النهر
الذي يمتد بين جسري الشهدار والأحرار جنوبا في جانب الرصافة ، وسوق
الصفافير حيث نشاهد فيه الحرف اليدوية في طرق النحاس وصناعته ويقع في شارع
الرشيد ،وسوق الشورجة والسوق العربي الذان يعدان مركزا تجاريا مهما وهما
يقعان بين شارعي الرشيد والخلفاء..ومن الأسواق الأخرى سوق الكاظمية وسوق
الأعظمية الذان يجمعان سوية القديم والحديث،وسوق المنصور الحديث،وسوق جميلة
في بداية مدينة الصدر الذي يمثل مع سوق الشورجة اكبر سوقين للجملة..وهنالك
سوق السراي الذي يعتبر من اعرق اسواق الكتب والقرطاسية وهو يمثل امتدادا
لشارع المتنبي ذي السمعة الثقافية والأدبية العريقة..ويعتبر معرض بغداد
الدولي من المعالم الحديثة المهمة من حيث المساحة والتنظيم والمشاركة
والأهمية التجارية والأقتصادية.
ويوجد في بغداد العديد من النصب والتماثيل التي تمثل معالم فنية وحضارية
مهمة ومنها: نصب الجندي المجهول،ونصب المقاتل العراقي،ونصب الشهيد، ونصب
الحرية، ونصب الملك فيصل الأول، ونصب الرصافي ،ونصب الكاظمي،ونصب
السعدون،ونصب شهرزادوشهريار،وغيرها.
ويوجد الكثير من الجامعات والمعاهد التي تعتبر صروحا عظيمة للعلم والأبداع
،حيث تعتبر جامعة بغداد الجامعة الأم في القطر وهي من أقدم الجامعات في
الشرق الأوسط والوطن العربي عموما وتأسست في بداية تأسيس الدولة العراقية
الحديثة في عشرينات القرن الماضي..وهنالك ايضا جامعات عدة كالنهرين
والمستنصرية والتكنولوجية والأسلامية،والأهلية كالرافدين والتراث والمنصور
ومدينة العلم ،وكليات خاصة كثيرة جدا..
مناطق ذات أهمية تاريخية
تضم بغداد آثارا ومناطق مهمة تاريخيا عديدة،منها: المدرسة المستنصرية وهي
من الأبنية العباسية الشاخصة حتى اليوم(1226م) وتعد اول جامعة في العالم من
حيث تنوع مواضيع الدراسة فيها..والقصر العباسي الذي يقع بين شارع الرشيد
ونهر دجلة وينسب الى العباسي الناصر لدين الله(1179م) ويضم نماذج من
الزخارف العربية والأسلامية وآثارا فخارية وزجاجية ومحاريب حجرية
كبيرة..وبوابة بغداد التي تقع في مدخل المدينة عند الطريق الصاعد
شمالا..وتل حرمل الذي يبعد زهاء 9 كم عن المركز شرقا في بغداد الجديدة وهو
مستوطن حضاري يرجع الى العهد الأكدي واور الثالثة..وتوجد جوامع كثيرة تعتبر
كذلك مهمة تاريخيا كالمشهد الكاظمي الذي يضم مرقدي الأمامين موسى الكاظم
ومحمد الجواد (ع) وأنشئ عام 1515م..والمدرسة المرجانية في شارع الرشيد
بناها امين الدين مرجان في عهد السلطان أوسى الجلائري سنة 1357م قرب خان
مرجان..والباب الوسطاني في منطقة الشيخ عمر السهروردي ويعد الأثر الشاخص
الوحيد من بقايا ابواب سور بغداد القديمة الشرقية المشيد في عهد المستظهر
العباسي(1100م)ومؤلف من برج عال محزم بنطاق من الكتابة بالخط النسخي..وجامع
الأمام الأعظم الذي يضم مرقد الأمام أبي حنيفة النعمان(رض)الذي دفن فيه
عام 105هـ،ثم اصبح مدرسة فكرية ودينية كبيرة..وجامع الشيخ عبد القادر
الكيلاني الذي يقع بمنطقة باب الشيخ،قد شيد سليمان القانوني العثماني قبة
شاهقة فوق المرقد..وجامع الخلفاء ويقع في شارع الجمهورية عند رأس الشورجة
وكانت مئذنته تابعة لجامع القصر الذي شيده الكتفي بالله العباسي(902م)ومرقد
الشيخ عمر السهروردي ومرقد الشيخ معروف الكرخي ،وغيرها.