الطفولة ليست المسؤول الوحيد عن تسوس الأسنان
يقول الباحثون إنه لم يعد بمقدور الأشخاص الذين يعانون من تسوس الأسنان القاء اللوم على الافراط في تناول الحلوى أو انخفاض عدد مرات زيارة طبيب الأسنان كما يفعل الأطفال.
ويقول فريق من العلماء بجامعة نيوكاسل إن أسلوب الحياة غير الصحي للمراهقين هو الذي يسبب أمراض الفم في الأعوام اللاحقة.
وفحصت الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية أبحاث الأسنان (جورنال اوف دينتيست ريسيرش) البيانات التي تم جمعها من عينة من أكثر من 300 شخص.
ووجدت الدراسة أن العلاقة بين الخلفية العائلية ومشاكل الأسنان اختفت مع العمر.
واكتشفت الدراسة التي استخدمت بيانات دراسة أخرى هي (Thousand Families Study) والتي جمعت المعلومات من عينة من الأطفال ولدوا في نيوكاسل في عام 1947 أن العلاقة أصبحت في النهاية غير مهمه فعليا.
وقام فريق البحث بدراسة بيانات الطفولة التي أخذت من 337 متطوعا مع بيانات حديثة حول صحة المراهقين وأسلوب حياتهم تم جمعها في سن الخمسين.
ونظر الباحثون إلى عدد الأسنان التي فقدها الأشخاص على مدار الوقت حيث أن تسوس الأسنان وأمراض اللثة مرضان متراكمان ويسببان في النهاية فقدان الأسنان.
وكان قد اكتشف أن هناك علاقة طردية بين شرب السجائر وعدد الأسنان التي من المحتمل أن يفقدها الشخص.
وأوضحت دراسة سابقة أن التدخين يقيد تدفق الدم في اللثة مما يتسبب في الاصابة بالمرض وفقدان الأسنان.
وقال الباحثون إن الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها الشباب ترتبط هي الأخرى بعدم الانتظام في تنظيف الأسنان وزيارة طبيب الأسنان بشكل غير منتظم مما يزيد من فرص تسوس الأسنان. عادات سيئة
وينادي الباحثون ببذل المزيد لتحسين صحة الأسنان عند المراهقين والأطفال أيضا والتي من المحتمل أن تتضمن النصيحة بالتوقف عن التدخين كجزء من رعاية الأسنان.
ومن جهته قال الدكتور مارك بيرس قائد فريق البحث ومدير دراسة (Thousand Families Study) : "التلف الذي يلحق الأسنان واللثة يح'f ,دث على مدار فترة طويلة من الزمن ويتعذر تجنبه.
توضح هذه النتائج أن الاهتمام برعاية أسنان المراهقين لا تقل أهمية عن رعاية أسنان الأطفال كما أن عادات رعاية الفم الصحية الجيدة يجب ألا تتوقف عندما يغادر الأشخاص منازل أسرهم".
وأضاف: "حتى لو لم يكن الأشخاص اعتادوا على السير على نظام لرعاية الأسنان فانه لايزال أمامهم فرصة للبدء في مثل هذه الأنظمة".
واستطرد بيرس قائلا: "ليس بامكانهم الرجوع بالزمن إلى الوراء لكن بامكانهم زيادة فرص الحفاظ على عدد جيد من الأسنان عندما يكبرون في السن - وهو شيء هام للغاية".
وقال البروفيسور جيمي ستيلي من كلية علوم الأسنان بجامعة نيوكاسل والذي شارك في الدراسة: "حتى هؤلاء الأشخاص الذين يعتنون بأسنانهم في طفولتهم ربما ينزلقون في عادات سيئة عندما يتركون منازلهم وينخرطون في أسلوب حياتي غير صحي كشباب".
وأضاف: "من الشائع بالنسبة للشيكولاته أن تحل محل الوجبات أو أن يحدث ايقاف لتنظيف الأسنان بانتظام. وتوضح الدراسات في الحقيقة أن الأشخاص في الفترة العمرية من 20 إلى 30 عاما هم أقل فترة عمرية تعتني بصحتها فمها". التدخين
وقال متحدث باسم اتحاد الأسنان البريطاني: "الاعتناء بالأسنان مهم بصرف النظر عن السن. وبامكان تنظيف الأسنان بنظام روتيني مرتين في اليوم بالفلورايد بما يمكن أن يحافظ على صحة الفم لكن لا يجب أن نتجاهل العوامل الأخرى التي قد يكون لها تأثير على صحة الفم".
وأضاف المتحدث: "بعض الأطعمة والمشروبات يمكن أن تتلف الأسنان ومن ثم حاول تجنب هذه الأشياء أو قلل منها على الأقل ومنها أشياء مثل القهوة والنبيذ الأحمر".
واستطرد المتحدث قائلا: "التدخين لا يؤثر فقط على منظر الأسنان لكنه يسبب أيضا أمراض اللثة حتى سرطان الفم. وربما يكون الاقلاع عن التدخين صعبا لكنه بالتأكيد مفيد على المدى البعيد".