راحلون ... راحلون أخذوا زادهم الوفير من أرضهم أعمال صالحة
وخيرات متتابعة اجتهدوا في هذه الدنيا اجتهاد المخلصين وأنابوا إنابة المخبتين
وسرعان ما طوى الزمن صحائفه
وفجأة
لم يجدوا أنفسهم إلا في معسكر الأموات ووضعت الحرب أوزارها وفي لمح البصر
إذا هم موقوفون في عرصات الحساب وعرضت لهم أعمالهم فإذا هي
كالجبال الشاهقة إخلاصا ولمعانا وبياضا وإتقانا فاطمأنت نفوسهم
وانشرحت صدورهم ورأوا ثمار ما قدموا يانعة
أصبحوا محل غبطة الأولين والآخرين
وفي نفس المشوار عرضت أعمالهم وصحائفهم مشرقة بكل خير
ولكنهم كانوا يؤذون خلق الله بألسنتهم فقط
سبوا هذا ... وشتموا هذا ... وعابوا هذا ... واغتابوا هذا
تتراقص ألسنتهم في أعراض عباد الله
أصدروا كلمات على الخلق يحسبونها هينة وهي عند الله عظيمة
فأخذوا من حسناتهم ووضعت للمطالبين بمظالمهم
حتى فنيت حسناتهم وما زال الناس يطالبون بحقوقهم
فأخذ من سيئات المظلومين ووضعت على ظهورهم
فذهب ما قدموا من خير هباء منثورا
وكبوا على وجوههم في النار
وقد قال معاذ (( يا رسول الله اوإنا مؤاخذون بما نقول ؟؟))
قال صلى الله عليه وسلم (( ثكلتك أمك يا معاذ .. وهل يكب الناس على وجوههم
أو على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ))
إخواني أوجز نصيحتي لكم في قوله صلى الله عليه وسلم
(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ))
مما انسكب من قلمي وجال في خاطري اللحظة
استنادا إلى الأحاديث النبوية الدالة على ما ذكرت
منقوول