السلام عليكم إخوتي أخواتي الكرام
بسم الله الرحمن الرحيم
** وصية امامة بنت الحارث لإبنتها أم أياس
*
*
أي بنية!
إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركتُ لذلك منكِ ، لكنها تذكرة للعاقل ، وتوعية للغافل
ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنتِ أغنى الناس عنه،
ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خُلق الرجال.
أي بنية!
إنك فارقت الجو الذي منة خرجت ,
وخلفت العش الذي فيه درجت,
إلي وكر لم تعرفيه,
وقرين لم تألفيه,
فاحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا
أما الأولى والثانية:
فالصحبة بالقناعة،
والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة:
فالتعهد لمواضع عينيه والتفقد لموقع أنفه،
فلا تقع عينُه منكِ على قبيحٍ
ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
أما الخامسة والسادسة:
فالتعهدُ لوقت طعامه،
والهدوء عند منامه،
فإن حرارة الجوع ملهبةٌ، وتنقيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة:
فالاحتراس علي بيته وماله،
والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله.
وأما التاسعة والعاشرة:
فلا تعصي له أمراً،
ولا تفشي له سراً،
فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدرة، وإن افشيت سره لم تأمني غدره.
ثم اتقي مع ذلك الفرح بين يديه إن كان ترحاً،
والكآبة عنده إن كان قرحاً،
فإن الخصلة الأولى من التقصير،والثانية من التكدير، وكوني
أشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما تكونين له مرافقة،
وأعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهتِ،
والله يَخيرُ لك