أنت تملك القوه في داخلك
كتابٌ صغير هو ، لكنه جليل القيمة وليس فينا من لا يحتاج لما فيه من معلومات عميقة قيمة غاية القيمة في سبيل إعادة بناء الذات من جديد على أسس من الإحترام الذاتي وحب الذات والثقة بها .
أتمنى أن تستمتع به ، فهو في المحصلة ترجمة متقنة لمعلومات رائعة ، لا تكلفك إلا الجلوس إلى شاشتك لتقرأها وتتلذذ بها وتستمتع
الفصل الأول
قوتنا الداخلية
______________
كلما تمكنت من الإيمان بتلك القوة التي بداخلك ، إزدادت حظوظك من
الحرية والسعادة والبهجة والثقة بالنفس
___________________
من أنت ؟
لماذا أنت هنا في هذا الكون وعلى هذه الأرض ؟
ما هي تصوراتك عن الحياة ؟
سنينٌ وسنينٌ عديدة والناس تقلب ذات الأسئلة هذه ... منذ الآف السنين وذات الأسئلة تضطرب في الصدور ... والسبيل للجواب دائما هو إن تهبط إلى الداخل ... أن تغوص في الداخل ... داخل ذاتك ..لأن هناك حسب تجد الجواب ... !
ما معنى هذا ؟
ما معنى أن نجد الجواب في الداخل ؟
معناه ... أنه هناك في الداخل حسب يوجد ذلك النبع العظيم الجميل الذي يحمل هويتنا الحقيقة ويمتلك الأجوبة على كل أسئلتنا الوجودية ... في مكان ما من الداخل ... في جوهرنا .. ذاتنا العليا أو ضميرنا أو الأنا العليا حسب ما يقول النفسانيون أو الروح بلغة الروحانيين .
في داخلنا عزيزي القاريء توجد قوة رهيبة عظيمة تعرف كل الأجوبة وتمتلك كل الحلول وتستطيع بسلاسة ونعومة ولطف أن تقودنا إلى طريق السعادة والخير والجمال .
فقط علينا أن نؤمن بذلك ..!
سلفا علينا أن نؤمن بذلك ، بتلك القوة التي فينا ، بكل الأحوال لن نخسر شيئا من ذكائنا إذا ما قاومنا إغراء عدم الإيمان ووهم أننا عقلانيون ومثقفون ولا ينبغي أن نؤمن بما لا نرى .
إن نجحنا في الإنتصار على إرادة اللاإيمان الموروثة من نمط حضارتنا الإنسانية ونمط تربيتنا المادية العقلانية بشكل مقرف والتي تقول أن لا حقيقة إلا ما موجود على أفواه الوعاظ والمعلمين الواقعيين ، إن نجحنا في هذا يمكن أن نفتح بابا عظيما للألق الداخلي والسعادة الخالصة والحرية الكبيرة التي نفتقدها بشكل مفجع في عالمنا المادي الفيزيائي الثقيل الجرم والجامد والبطيء الحركة .
أجل ... هناك قوة في الداخل ... قوة بلا حدود وأول الطريق لنيلها هو أن نؤمن بها وبوجودها .
الأمر الثاني هو أن نكون راغبين حقا وصدقا في أن نتخلص من أنماط تفكيرنا وعاداتنا وسلوكنا وأقوالنا السلبية التي خلقت لنا هذا الذي وصلنا إليه من عسر في الحياة وضيق في النفس وأزمات مادية وقلبية تتواتر علينا وتتدفق كالسيل العرم فلا تترك في القلب بهجة أو سعادة ولا تفتح في جدار الحاضر أو المستقبل ثغرة لنور الأمل .
تماما كما يجهد الفلاح في أن يستزرع الأرض ، يقوم أول الأمر بتنظيفها من الأشواك والأدران وقلبها رأسا على عقب وتركها برهة للشمس كي تعقمها ، ثم يقوم بعدئذ بتسويتها مجددا وتفصيلها ثم نثر البذور ودفنها برقة وسقيها ثم لا شيء إلا الإنتظار لموسم الحصاد ، كذلك نفعل نحن مع ذواتنا أن نؤمن بأن القوة في الداخل كما قوة الأرض في جوفها ، ثم نقوم بتنظيف هذا الداخل من شوائب التصورات والأفكار السلبية وأنماط العيش السلبي التي تعودنا عليها ثم نقوم عقب ذلك بزرع بذور الأفكار والرغبات والأمنيات السليمة النظيفة المحملة بالخير في داخل هذا الجوهروننتظر أوان الحصاد .
الفصل الثاني
عزيزي القاريء أن عقولنا ترتبط مع هذا العقل الكوني الأوحد الأعظم الذي يدير الكون .هذه القوة التي خلقتنا لم تكف يوما عن المحافظة على الإرتباط معنا ، عبر جوهرنا الداخلي المتمثل بذاتنا العليا أو ضميرنا الداخلي ، وهذه القوة الكونية تحب كل مخلوقاتها أو عناصرها التي هي جواهر المخلوقات ( جواهرنا الذاتية ) .
إنها لا تعرف الكراهية أو الخيانة أو البغضاء أو أن تعاقب عناصرها أو مخلوقاتها ، لا مطلقا بل إنها حرية مطلقة وحب نقي وفهم تام ولهذا فمن المهم بالنسبة لنا أن نستسلم لجواهرنا الداخلية ونتماهى معها ونتعشق بقوة في نسيجها لأنها هي سبيلنا للوصول إلى منابع القوة الكونية والإستسقاء منها والسباحة في بحارها العذبة الملئى بالدرر العظيمة القيمة .
ضروري أن نعرف عزيزي القاريء أن بمقدورنا أن نختار الكيفية التي نستعمل بها تلك الطاقة الداخلية العظيمة التي هي مبثوثة في جوهرنا الداخلي ، نعتمد هذه الطاقة في أن نعيش في الماضي ونقلب صفحات الكراهية والإنتقام والأسى واللوم الذاتي على هزائم الماضي وإنكساراته والإستمتاع بلعب دور الضحية العاجز البائس الذي لا حول له ، أم نعتمدها في أن نخلق حياة جديدة مفعمة بالأمل والتفاؤل والثقة والحب والرغبة بالنجاح والتقدم ، الخيار لنا ولا أظن من الذكاء أن نختار أن نستهلك قوتنا الداخلية الجبارة في تقليب الماضي ، بل في أن نطوي صفحاته ونفتح كتاب المستقبل بكل شجاعة وثقة .
نحن نجهد عزيزي القاريء غاية الجهد في سبيل خلق الأحوال السلبية أو الإيجابية لأنفسنا من خلال أفكارنا ومشاعرنا ، لا أحد يخلقها لنا إلا نحن ذواتنا ...!
تقول لي أفكاري أو مشاعري هي ردود أفعال طبيعية على ما يواجهني من الخارج من مآسي أو أفراح ، وأجيبك هذا صحيح ، لكن بمقدورك أن تخلق ردود أفعال مغايرة إن شئت ... !
أنت حر في أن تخلق الردود المناسبة إذا ما أمتلكت السيطرة الحرة جزئيا أو كليا على عقلك ... !
أجل عزيزي القاريء نحن وحدنا المسؤولون على ردود أفعالنا ومشاعرنا وأفكارنا وليس من قوة أخرى مسؤولة عن ذلك سوانا .
لا يعني هذا أنني ألوم نفسي أو ألومك لأنك تفكر هكذا أو ترد على الأفعال بهكذا نوع سلبي من الردود ، ولا أريدك أنت ذاتك أن تلوم نفسك ، بل يجب أن تؤمن بمسؤوليتك عن خلق ردود أفعالك دون أن تلوم نفسك بقسوة بل يجب أن تتحول من الإيمان بالمسؤولية إلى وعي ضرورة التغيير وتحويل السلب إلى إيجاب وأن تؤمن بأن هذا أيضا هو من صلب مسؤولياتك .
حين نلقي الذنب على الآخرين لما يحصل لنا من سلبيات في حياتنا فإننا بهذا نمنح الآخرين القوة التي هي أكبر من حجمهم الحقيقي والتي لا يستحقونها أو التي ربما هم لم يعووها أصلا ، من قبيل أن يوجه لنا شخص ما إساءة معينة لأي سبب كان ، ربما لأنه مريض أو متعب أو خائف ... ثم نقوم نحن بدورنا بالشعور المبالغ به بالأسى والكراهية لهذا الآخر وتنقلب حياتنا رأسا على عقب ليوم أو إسبوع أو سنة ، لماذا ...؟
لإننا نلوم الآخر على هذه الإساءة ولا نستطيع أن ننسى أنه هو من سببها لنا ، لكن لو إننا رفعنا اللوم عن الآخر وقلنا ، إننا نحن المسؤولين لأننا أوصلنا الآخر ربما إلى هذه الحالة من الغضب أو الحنق وإننا نحن الملومين ، ثم تحولنا من اللوم الذاتي إلى البحث عن سبيل للتخلص من هذه المشاعر السلبية التي غمرتنا والإنتقال إلى حالة إيجابية من التفاؤل والثقة والسعادة بدل من اللوم والكراهية وإنتظار الفرصة للإنتقام ، فإننا بهذه الحالة سنوفر على أنفسنا تعاسة كبيرة جدا وسنفتح للقوة الداخلية فينا نوافذ أغلقتها مشاعر الكراهية واللوم والحنق ، وبالنتيجة سيتدفق دم العافية في عقولنا وضمائرنا وستنفتح أمامنا فرص حياتية جديدة من خلال هذه التجربة التي تعلمناها ومن خلال نجاحنا في السيطرة على مشاعرنا وضبطها وتحويلها نحو الخير والحب والسعادة .
أن تلوم الآخر مهما فعله هذا الآخر بحقك من ظلم فإنك لا تفعل أكثر من أنك تصبح ضحية لهذا الآخر من خلال تفكيرك بالإنتقام منه أو من خلال تفكيرك الدائم بالرد عليه وبالتالي فإنك تعطل حياتك وتقدمك بدون أي فائدة من أي نوع كان .
لا ... بل من الخير أن تلوم نفسك قليلا على إنك ربما أنت وحدك من مهدت لهذا الآخر لأن يطيش سهمه فيصيبك في الصميم ثم بعد أن تلوم نفسك قليلا تنقتل صوب ما هو أنفع إلا وهو إعادة تقييم المسألة مجددا والإنتهاء منها بتصفية الموقف برمته لكي لا تتعطل حياتك اكثر مما يجب .
هناك الكثيرون منا عزيزي القاريء من ينمو ويكبر ويشيخ ولا ينسى أن أباه مثلا هو المسؤول عن ما وصل إليه من فقر أو سوء تربية أو فشل دراسي ، هذا شيء مرعب ... تخيل كم من السنين نظل نلعب دور الضحية لأب أو أم أو ظروف أو نظام سياسي أو جلاد أو سائق متهور أصابنا بعاهة جسمانية ..؟
متى نخرج يا ترى من هذه الحالة إلى حالة الفعل الشجاع لتغيير واقعنا بدلا من البقاء في خانة الضحية لجلاد قد لا يكون في واقع الحال واعيا إلى أنه كان جلادا ، وقد لا يكون حيا بعد بل ربما مات من زمنٍ طويل ولا يستحق منا الآن إلا الترحم عليه بدلا من لومه ... !
أخطر معوق لنهوض هذه القوة الذاتية الجبارة الموجودة في ضمائرنا أو في ذاتنا العليا الداخلية هو اللوم الذاتي أو لوم الآخرين والعيش الدائم في سجن الضحية أو لعب دور الضحية ، ومثل هذا ينبغي عزيزي القاريء أن تسارع للإفلات منه بأسرع ما يمكن من أجل أن تتحرر روحك من المشاعر السلبية التي تعيق تقدمك وفوزك بفرص حياة سعيدة جميلة .
في واقع الحال هناك قوة عظيمة تكمن في جوهر كل شر يمكن أن يصيبنا ... !
أجل ... حتى الحادث المؤسف الذي يمكن أن يعوق عضوا فينا يمكن أن يحمل بذرة خير لنا لو إننا نجحنا في أن نتحرر من مشاعر السخط واللوم وحولنا الفعل إلى حافز للنجاح والتقدم والنصر .
ما لا يقتلك عزيزي القاريء ، يمنحك القوة لتحمل ما هو أسوأ منه .
ما لا يقتلك يمكن أن يحمل في جوهره السعادة والمجد والتفوق لك ، وإلا إنظر كم من المعوقين في هذه الحياة من بلغوا القمة في الثراء والنجاح والسعادة والحب وإمتنان الآخرين لهم .
فقط عليك أن تتحرر بأسرع وقت من لعب دور الضحية البائس الذي لا حول ولا قوة له .
تحمل المسؤولية عن كل ما يحصل لنا من خير أو شر بدلا من إلقائها على الآخرين ، يمنحنا القدرة على الفعل الناشط لتغيير الحالة من السلب إلى الإيجاب ، مما يدفعنا قدما إلى الأمام بدلا من أن نبقى نراوح في ذات الموقع الذي أصبنا فيه بهذه الطعنة أو تلك .
تجربتي الشخصية وماذا علمتني ؟