__السعال عند الاطفال وكيفية التعامل معه____
السعال
هو عمل دفاعي يقوم به الجسم، وهو حركة دفع فجائية للهواء من الرئتين، تهدف
إلى تنظيف الطرق التنفسية من المواد المتراكمة فيها مثل المخاط والخلايا
والقاذورات المستنشقة مع الهواء، التي تشكل مع بعضها البعض ما يسمى القشع
أو البلغم (sputum - phlegm). فكيف يحدث السعال؟
يحدث السعال
نتيجة وجود نهايات عصبية تسمى المستقبلات في الطرق التنفسية (من الأنف
وحتى الرئة) وهذه المستقبلات تتنبه عند وجود الأجسام الغريبة أو الالتهاب،
وتنقل الحس إلى الدماغ الذي يصدر الأمر للعضلات للقيام بالسعال.
_أسباب السعال عند الأطفال
هناك الكثير من أسباب السعال عند الأطفال. ولحسن الحظ أن أكثرها عابر وسليم وأبرزها :
التهاب المجاري التنفسية الفيروسي أو الجرثومي (وهو السبب الأكثر مشاهدة).
الرشح والانفلونزا.
الحساسية في الطرق التنفسية.
التدخين والتعرض لدخان السجائر.
مفرزات الأنف التي تسيل نحو الخلف (كما يحدث عند النوم في حالات الرشح).
القلس المعدي المريئي gastroesophageal reflux بسبب صعود مفرزات المعدة نحو الأعلى وتخريشها للطرق التنفسية، خصوصاً في الليل.
بعض الأدوية، مثل بعض خافضات الضغط.
تشنج القصبات، كما في الربو وقصور القلب.
وجود جسم أجنبي في القصبات (أكثرها مشاهدةً في بلادنا هي المكسرات كالفستق والبزر...) ويكون السعال هنا مستمراً ويترافق مع الحرارة بسبب الإنتان حول الجسم الأجنبي.
أنواع السعال عند الأطفال
_يمكن من خلال معرفة أنواع السعال عند الأطفال تقدير أهمية السعال عند الطفل، وكيفية التصرف حياله وأبرز أنواع السعال عند الأطفال هي :
السعال
النباحي أو المبحوح: وأبرز سبب له هو التهاب الحنجرة، وعادةً ما يحدث
فجأةً في منتصف الليل وسببه تورم الحبال الصوتية في الحنجرة بسبب فيروسي،
أو بسبب التحسس. ويصدر الطفل سعالاً قوياً قد يسبب الذعر للوالدين، وقد
يترافق مع شهيق قوي يسمى الصرير. وهنا يجب الاتصال بالطبيب لمعرفة تدبير
الحالة. وقد يشاهد هذا النوع من السعال عند الأطفال المصابين بالتهاب لسان المزمار. ويترافق السعال هنا مع حرارة عالية وسيلان اللعاب وتدهور حالة الطفل، والتهاب لسان المزمار وهي حالة حرجة تتطلب مراجعة قسم الإسعاف فوراً.
السعال الديكي أو الاشتدادي: وهنا يقوم الطفل بالسعال لمرات كثيرة متتالية
تنتهي بالاقياء، أو بشهيق عميق يشبه صياح الديك. وأكثر سبب لهذا السعال هو السعال الديكي، وقد يشاهد في بعض حالات التهاب الشعيبات الهوائية. وفي حال حدوث هذا النوع من السعال عند الطفل يجب مراجعة طبيب الأطفال فوراً.
السعال المترافق مع الصفير (الأزيز): يترافق هذا النوع من السعال عند الأطفال مع صوت صفير خلال الزفير، وهو دليل على وجود عائق جزئي في طريق الهواء الذي يخرج من القصبات. ويشاهد هذا النوع من السعال عند الأطفال في حالات التهاب القصيبات الشعرية (الربو) ووجود جسم أجنبي في القصبات. وعند حدوث هذا النوع من السعال عند الأطفال يجب الاتصال بالطبيب لتقدير حالة الطفل.
السعال الفجائي: عندما يحدث السعال
فجأةً عند الأطفال بعد أن كان الطفل بحالة طبيعية تماماً، فقد يكون هذا
ناجماً عن دخول شيء غريب إلى داخل القصبات، خصوصاً الطعام أو الشراب أو جسم
غريب ما، مثل الأجسام الصغيرة (خرز، مكسرات، قطعة نقود..الخ)، وهنا لا
تحاول أن تستخرج الجسم الأجنبي من البلعوم إذا شككت بذلك، فقد يؤدي ذلك
لدفع الجسم الأجنبي إلى الداخل، وما عليك سوى الاتصال بالطبيب أو مراجعته
فوراً.
السعال الليلي: تكون أكثر حالات السعال
عند الأطفال أشد وأسوء خلال الليل، وسبب ذلك هو احتقان الأنف وسيلان
مفرزات الأنف والجيوب نحو الخلف باتجاه البلعوم، خلال وضع الاستلقاء، ما
يسبب تخريش البلعوم والطرق التنفسية وحدوث السعال، وذلك في حالات التهاب
الطرق التنفسية العلوية. كذلك يشتد السعال ليلاً عند الأطفال المصابين بالربو بسبب زيادة حساسية الطرق التنفسية خلال الليل. وقد يكون السعال الليلي المزمن هو العرض الوحيد للربو.
السعال خلال النهار: أهم أسباب السعال خلال النهار عند الأطفال هي: السعال
التحسسي (الربو)، الرشح، التهاب المجاري التنفسية. ويمكن للهواء البارد
والجهد أو الرياضة أن تجعل هذه الأعراض والسعال أشد وقد تخف خلال الليل.
السعال المرافق للرشح: تترافق أكثر حالات الرشح مع السعال عند الأطفال، وقد يستمر السعال لمدة أسبوع أو أكثر رغم زوال بقية أعراض الرشح.
السعال المرافق للحرارة: إذا كان الطفل لديه حرارة خفيفة وسيلان انف وسعال
بسيط، فهو مصاب بالتهاب مجاري تنفسية علوية أو رشح عادي. وهنا لا داعي
للقلق، أما إذا كانت الحرارة مرتفعة (39 درجة أو أكثر) فقد يكون السعال
ناجماً عن ذات الرئة أو التهاب الرئة، خصوصاً إذا كان الطفل يعاني من
الضجر والتنفس السريع. وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب فوراً.
السعال المرافق للإقياء: يمكن لأي سعال شديد أن يحرض الإقياء عند الأطفال، بسبب إثارة السعال لمنعكس الغثيان. لذا لا داعي للقلق إلا إذا استمر الإقياء. وقد يترافق الإقياء مع السعال عند مرضى السعال الديكي ومرضى الربو.
السعال المستمر: يمكن للسعال الناجم عن الرشح أن يستمر لمدة ثلاثة أسابيع،
خصوصاً إذا أصيب الطفل بحالات رشح متكررة. والأسباب الأخرى للسعال المستمر
عند الأطفال هي: الربو، السعال التحسسي، التهاب الجيوب المزمن وكل سعال يستمر لأكثر من شهر يتطلب تقييم حالة الطفل بدقة عند طبيب الأطفال.
السعال عند الأطفال الرضع: يجب أخذ الحيطة والحذر من السعال
عند الرضع الصغار دون ستة أشهر من العمر. ويكثر التهاب القصيبات الشعرية
والتهاب الرئة عند هؤلاء في فصل الشتاء، وتترافق هاتان الحالتان مع ضيق نفس
وتسرع تنفس، وقد يحتاج الطفل لمراجعة المشفى.
متى يجب الاتصال بالطبيب من أجل السعال عند الأطفال؟
_لحسن الحظ أن معظم حالات السعال عند الأطفال لا تستدعي القلق، ولكن يجب الاتصال أو مراجعة الطبيب، في الحالات التالية من السعال عند الأطفال :
إذا كان السعال يترافق مع صعوبة تنفس، أي أن الطفل يبذل جهداً عضلياً ليتنفس.
إذا كان السعال يترافق مع لون ازرق أو لون رمادي في الوجه والشفتين واللسان.
إذا كان السعال يترافق مع ارتفاع واضح في درجة الحرارة، خصوصاً عند الرضع دون ثلاثة أشهر من العمر.
إذا كان السعال عند طفل يبلغ عمره أقل من ثلاثة أشهر.
إذا كان السعال يترافق مع صوت شهيق يشبه صياح الديك.
إذا كان السعال يترافق مع صرير (صوت نباح خلال الشهيق).
إذا كان السعال يترافق مع خروج الدم مع البلغم.
إذا كان السعال يترافق مع الوزيز أو الصفير (عند طفل غير مصاب بالربو).
ماذا سيفعل الطبيب عند مراجعته من أجل السعال عند الطفل؟
_سيقوم الطبيب بالاستماع لما يحدث مع الطفل، وقد يسأل الأسئلة التالية :
كم مضى من الوقت على السعال؟
في أي وقت من اليوم يزداد سعال الطفل؟
ما هي الأمور التي تزيد من السعال: الهواء البارد؟ النوم؟ الكلام؟ الطعام؟ الشراب؟
هل يترافق السعال مع ألم الصدر؟ أو ضيق النفس؟ أو بحة الصوت؟ أو الصفير؟ أو التعب؟ أو الإقياء؟
هل يترافق السعال عند الطفل مع القشع أو الدم؟
ما هي أهمية القشع أو البلغم المرافق للسعال عند الأطفال أو الكبار؟
يمكن
لمواصفات القشع أو البلغم المرافق للسعال عند الأطفال أو الكبار، أن يساعد
الطبيب في وضع التشخيص والعلاج. فالقشع المائل للون الأصفر أو الأخضر أو
البني، قد يدل على إنتان جرثومي. ويكون القشع عند مرضى الربو رائق اللون،
ولكنه سميك ولزج، وقد يلجأ الطبيب لفحص القشع بالمجهر. فوجود كريات الدم
البيضاء والجراثيم يدل على الإنتان. وقد يترافق السعال
مع خروج الدم، وهذا الدم مع القشع يشير إلى وجود التهاب القصبات، وعند
الكبار قد يدل على الأورام، وقد يلجأ الطبيب لطلب صورة شعاعية للصدر في
حالات السعال المستمر والشديد دون تفسير واضح.
ومن
ثم سيقوم بفحص الطفل، وقد يطلب له بعض الاستقصاءات المخبرية أو الشعاعية،
ولكن أكثر الحالات لا تحتاج لذلك. وأخيراً سيصف العلاج حسب حالة كل طفل.
وأكثر حالات السعال
عند الطفل لا تحتاج للمضاد الحيوي، لأنها من منشئ فيروسي. وفي حال شك
الطبيب بوجود التهاب قصبات أو رئة جرثومي فقد يصف المضادات الحيوية للطفل
المصاب بالسعال.
___ما هو علاج السعال عند الأطفال___
بما أن السعال عمل دفاعي مهم للجسم ولجهاز التنفس ويساعد على التخلص من القشع والبلغم، فلا يجوز منع السعال وتثبيطه بالدواء، إلا إذا كان مزعجاً وسبب قلة النوم للطفل أو للشخص الكبير. ويجب التركيز في علاج السعال
عند الأطفال على علاج السبب الأساسي للسعال كالربو أو الإنتان التنفسي.
فالإنتان يعالج بالمضادات الحيوية وتعطى موسعات القصبات في حالات الربو .
ما هو دور الأدوية (مضادات السعال) في علاج السعال عند الأطفال؟
قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات، لإعطاء الطفل بعض مضادات السعال. فكل مشتقات الأفيون opioids هي مضادة للسعال. فالأفيون يثبط مركز السعال في الدماغ، ويعتبر الكودئين أكثر مضادات السعال
الافيونية استخداماً. وقد يسبب الكودئين الغثيان والإقياء والإمساك، وقد
يسبب الكودئين الإدمان أي أن مع الاستخدام المستمر للكودئين سيكون هناك
حاجة لزيادة جرعته.
ما هي التأثيرات الجانبية لمضادات السعال؟
قد تسبب مضادات السعال الافيونية واحداً أو أكثر من التأثيرات الجانبية التالية:
النعاس.
الغثيان.
الإقياء.
الإمساك.
ما هي موسعات القصبات؟ وما هو دورها في علاج السعال عند الأطفال؟
هي أدوية تعاكس تشنج القصبات وتزيد من قطر لمعة القصبات. وتفيد موسعات القصبات في علاج السعال الناجم عن الربو وهي تعطى بالانشاق أو عن طريق الفم. وأهم موسعات القصبات هي الفنتولين .
ما هي مضادات الاحتقان؟ وما هو دورها في علاج السعال عند الأطفال؟
مضادات الاحتقان مثل الفنيل افرين phenylephrine تقوم بفتح الأنف المحتقن وتخفف إفراز المخاط منه، وتفيد في نوع واحد من السعال عند الأطفال وهو السعال المرافق للرشح العادي، خصوصاً في الليل، عندما تسبب مفرزات الأنف التي تسيل نحو الخلف السعال ليلاً.
هل من الضروري دوماً إعطاء الطفل المصاب بالسعال الأدوية المضادة للسعال؟
لا فالسعال هو عمل دفاعي يقوم به الجسم ولا يجوز منع السعال إلا إذا كان شديداً ومزعجاً وسبب قلة النوم للطفل. وأكثر أدوية السعال تسبب تأثيرات جانبية مزعجة، وقد تكون هذه التأثيرات خطيرة خصوصاً عند الرضع الصغار. وإذا كان السعال بسيطاً والطفل يمارس حياته الطبيعية، فلا داعي لمضاد السعال، وسيزول المرض لوحده، إلا إذا رأى الطبيب غير ذلك.
ما هي حالات السعال عند الأطفال التي قد تحتاج للمشفى؟
حالات السعال
عند الأطفال التي قد تحتاج للمشفى يحددها الطبيب. وأكثر الحالات تكون من
أجل مراقبة الطفل وإعطائه الكثير من السوائل. وبعض الحالات يحتاج للأوكسجين
وبخار الماء والمضادات الحيوية. وأبرز هذه الحالات هي :
السعال بسبب ذات الرئة أو التهاب الرئة.
السعال بسبب السعال الديكي، خصوصاً الذي يصيب الرضع الصغار.
السعال بسبب التهاب القصيبات الشعرية، خصوصاً عند الرضع الصغار.
السعال المترافق مع صرير أو صوت نباح شديد.
ماذا يمكن فعله في المنزل من أجل السعال عند الأطفال؟
_لا
يجوز معالجة الطفل المصاب بالسعال من الحالات السابقة التي قد تحتاج
للمشفى من قبل الوالدين في المنزل، إلا بعد استشارة الطبيب. وما يمكن
تقديمه للطفل في المنزل هو :
إذا كان الطفل المصاب بالسعال مصاباً بالربو يمكن البدء بتطبيق العلاج المعتاد للربو.
إذا استيقظ ليلاً فجأةً مع صوت سعال يشبه النباح، يجب وضع الطفل في الحمام،
وإغلاق وترك الماء الحار ينساب لدقائق عدة. وبعد أن يمتلئ الحمام بالبخار
يجب على الأم أن تجلس مع الطفل في الحمام لمدة 20 دقيقة، وإشغاله خلال ذلك
بلعبة أو رواية قصة. وإذا لم يخف السعال أو النباح بعد 20 دقيقة يجب الاتصال بالطبيب.
إعطاء الطفل الكثير من السوائل، خصوصاً الشراب الدافئ مثل البابونج، وتجنب العصير.
عدم إعطاء الطفل (خصوصاً الرضع الصغار) أي شراب مضاد للسعال، دون وصفة طبيب، لأن الكثير من هذه الأدوية تخفف السعال ولكنها تزيد من تراكم القشع وقد تضر الطفل.
ما هو دور الطب البديل في علاج السعال عند الأطفال؟
تفيد
الكثير من الأعشاب والنباتات في تخفيف السعال، ومنها: اللبلاب، البابونج
(كاموميل)، الزعتر المليسة، وكذلك العسل.. وكلها لا تغني عن علاج السبب
الأساسي.
منقول