بعد سلسلة من التقارير المتضاربة بشأن ما إذا كانت حبوب الفيتامينات يمكن أن تدرأ الأمراض المزمنة أعلن الباحثون أمس أن تجربة سريرية كبيرة أجريت على نحو 15 ألف طبيب مسن استمرت لأكثر من عشر سنوات كشفت أن أولئك الذين كانوا يتناولون الفيتامينات المتعددة يوميا انخفضت لديهم السرطانات بنسبة 8% أقل من أولئك الذين كانوا يتناولون حبوبا وهمية.
وفي حين أن كثيرا من الدراسات ركزت على تأثيرات الجرعات الكبيرة من فيتامينات أو معادن معينة، مثل الكالسيوم وفيتامين دي، فإن هذه التجربة تقصت ما إذا كان للفيتامينات المتعددة الشائعة يوميا أثر على خطر السرطان عموما.
وقال الدكتور جي مايكل غازيانو -معد الدراسة وعالم بأمراض القلب بمستشفى بريغهام للنساء ونظام الرعاية الصحية في بوسطن بولاية فرجينيا الأميركية- إن الانخفاض في إجمالي حالات السرطانات كان صغيرا لكنه كان مهما من الناحية الإحصائية. وأضاف أنه في حين أن السبب الرئيسي لتناول الفيتامينات المتعددة هو منع اضطرابات التغذية إلا أنه "يبدو من المؤكد أن هناك انخفاضا طفيفا في خطر السرطان من الفيتامينات المتعددة النموذجية". وأشار إلى أن إجراءات أخرى من المحتمل أن تقي من السرطان بفعالية أكثر من الاستخدام اليومي للفيتامينات المتعددة.
وقال غازيانو "سيكون خطأ كبير أن يخرج الناس ويتناولوا الفيتامينات المتعددة بدلا من الإقلاع عن التدخين أو القيام بأشياء أخرى، لدينا شك أكبر أنها تلعب دورا أكبر، مثل تناول وجبة جيدة وممارسة الرياضة. ويجب على المرء أن يحافظ على ارتداء واقيات الشمس".
"
نحو نصف الأميركيين يتناولون شكلا من مكملات الفيتامينات، وما لا يقل عن الثلث يتناولون الفيتامينات المتعددة
"
نيويورك تايمز
ويشار إلى أن نحو نصف الأميركيين يتناولون شكلا من مكملات الفيتامينات، وما لا يقل عن الثلث يتناولون الفيتامينات المتعددة. لكن كثيرا من دراسات الفيتامينات الأخيرة كانت مخيبة للآمال، فالنتائج لم تفتقر فقط للفائدة لكن حتى بعض الضرر المرتبط بجرعات كبيرة من مكملات معينة. والتوجيهات الغذائية للأميركيين لعام 2010 توضح أنه ليس هناك دليل يدعم تناول مكملات الفيتامينات المتعددة أو المعادن لمنع مرض مزمن.
وقد أوصت جمعية السرطان الأميركية بأن يتناول الناس وجبات متوازنة، لكن بالنسبة لأولئك الذين يتناولون المكملات عليهم أن يختاروا فيتامينات متعددة متوازنة تحتوي على ما لا يقل عن 100% من القيمة اليومية لمعظم المواد المغذية.
وقد عبر بعض الباحثين عن تفاجئهم بالنتائج واعتبرها آخرون مشجعة. وقال الدكتور روبرت غرينبرغ من مركز أبحاث فرد هتيشنسون بمدينة سياتل إن "التأثير الكلي بسيط لكن من وجهة نظر الصحة العامة يمكن أن يكون ذا أهمية كبيرة".
يشار إلى أن استخدام الفيتامينات المتعددة لم يكن له تأثير على حالة سرطان البروستاتا التي كانت أكثر حالات السرطان شيوعا بين المشاركين في الدراسة. وعندما تقصى الباحثون أثر استخدام الفيتامين على سرطانات أخرى وجدوا انخفاضا في الحدوث بنسبة 12%. ووفيات السرطان بشكل عام انخفضت بين مستخدمي الفيتامينات، لكن الاختلاف لم يكن كبيرا من الناحية الإحصائية.