أثبتت الدراسات المختلفة، التى أجريت فى أكثر من دولة فى العالم عن تعدد الأسباب، التى تقف وراء إصابات وكسور الوجه والفكين،
حيث تؤكد البحوث الميدانية، أن المستشفيات تستقبل أعدادًا متزايدة ممن يشكون من إصابات وكسور بالوجه والفكين، وهذه النوعية من الإصابات تحتاج بالطبع إلى علاج متخصص وعناية مركزة، حيث إن التأخر فى العلاج قد يؤدى إلى إعاقات شديدة.
يقول الدكتور إسلام عامر، المدرس المساعد بجراحات الوجه والفكين وأورام الرقبة بطب سوهاج، إنه من الملاحظ فى دولة مثل مصر أن المعلومات والبيانات المتوافرة عن هذا الموضوع قليلة وهو الأمر، الذى دفعنا لإجراء دراسة حول مدى انتشار إصابات وكسور الوجه والفكين فى منطقة سوهاج، للوقاية منها وبحث مدى الحاجة للخدمات الطبية المتقدمة عن سبب إصابات وكسور الوجه والفكين وأنواعها وعلاجها وإعطاء بعض التوصيات فى النهاية.
ففى كينيا وجد أن إصابات الوجه والفكين كانت ناتجة عن الاعتداءات والمشاجرات الشخصية، وكذلك فى النرويج وجد أن الاعتداءات تمثل النسبة الأكبر من أسباب إصابات الوجه والفكين والتى كانت من نتائج شرب الكحول وارتفاع نسبة البطالة هناك .
فى الوقت نفسه أثبتت دراسات أخرى أجريت فى كل من نيجيريا وليبيا وأوروبا وأمريكا أن حوادث السيارات كانت هى السبب الرئيس فى كسور وإصابات الوجه والفكين فى الماضى، أى قبل أن يسن قانون ربط حزام الأمان.
وفى دراسة أخرى أجريت فى المملكة المتحدة وجد أن الاعتداءات والمشاجرات الشخصية هى السبب الرئيس فى إصابات الوجه والفكين يليها حوادث السيارات.. أما فى إيران فوجد أن إصابات الطلق النارى هى السبب الرئيسى يليها حوادث السيارات، إلا أن هذه الدراسة كانت خلال الحرب العراقية- الإيرانية.. وقد أوضحت دراسة أخرى للعالم براون أن السبب الرئيسى لإصابات الوجه والفكين فى الدول المتقدمة هو الاعتداءات والمشاجرات الشخصية، أما فى الدول النامية فلا تزال حوادث السيارات تمثل النسبة الأعلى.
أما الدراسات التى تناولت تأثير ربط حزام الأمان فى تقليل نسبة الإصابة بكسور الوجه والفكين، فقد أثبتت آخر دراسة فى أمريكا هو حدوث انخفاض بنسبة للحضور للمستشفيات وفى دخول المرضى فى المستشفى بعد فرض قانون ربط حزام الأمان.
وفى الدراسة، التى قمت بإجرائها عن 100 مريض، تم إدخالهم لقسم الإسعاف فى مستشفى سوهاج الجامعى يشكون من إصابات وكسور فى الوجه والفكين.
وكانت النتيجة أن السن الأكثر تعرضًا للإصابة هو العقد الأول من العمر، وكذلك الأطفال تحت عام يمثلون النسبة الأكبر من الإصابات.
وأوضحت الدراسة أن أسباب إصابات وكسور الوجه والفكين تعود غالبا إلى السقوط وحوادث السيارات وكان الأطفال يمثلون نسبة عالية من المرضى، الذين تعرضوا للسقوط، وهذا يثبت لنا عدم المتابعة وإهمال الوالدين لأولادهم.
أما بالنسبة لحوادث السيارات وارتفاع نسبتها فهذا لا يتوافق مع نتائج الدراسات الأخرى الحديثة، التى أجريت فى أوروبا وأمريكا وهذا يرجع إلى أن قائدى وراكبى السيارات لا يستخدمون حزام الأمان عند قيادة السيارات، مما أدى إلى ارتفاع نسبة إصابات وكسور الوجه والفكين فى حوادث السيارات،
وقد صنفت كسور العظام الوجهية بالنسبة لموقعها التشريحى: كسور الفك السفلى وكسور الجزء الأوسط من الوجه والجبهة.
كما أظهرت الدراسة أن الإصابات غير المتعلقة بالوجه والفكين التى رافقت هذه الحالات تضمنت كسور العظام الطويلة، وإصابات الرأس، وإصابات العينين، والنزيف الداخلى.
أما بالنسبة للمضاعفات التى حدثت بعد العمليات الجراحية لهذه الحالات فكانت، فقدان الإحساس العصبى وبخاصة العصب الذقنى وتحت الحجاج..