[align=center]
شمشون .. هل انتحر أم استشهد في عملية فدائية ؟
[/align]


الذي يعود إلى سيرة شمشون الجبار كما روتها التوراة ، ويتأمل مولده وحياته وكيفية مماته ، خاصة
الواقعة التي مات بها ، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثة ألاف فلسطيني من الأطفال والرجال والسيدات ، سوف
يصاب بالحيرة عند محاولته لتصنيف هذه الشخصية ، هل مات شهيدا أم منتحرا ؟ ، هل ما قام به يعد عملا
فدائيا أم انه أحد الأشخاص الذين انتحروا لكي يخلص نفسه من مذلة الأسر والعذاب ؟ ، هل ما قام به
شمشون بلغة الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ال يوم يعد عملا إرهابيا ، أم أنه كما صورته النصوص
أحد الأبطال ؟
جاء في سفر القضاء أن والدة شمشون كانت عاقر ، وبعد سنوات مثل سائر أنبياء بني إسرائيل ، تجلى
لها ملاك الرب في هيئة رجل وبشرها بغلام ، حكت لزوجها ويدعى "منوح" الواقعة ، وأشارت إلى أن
الرجل اشترط لك ي تحب ل أن لا تشرب : " خمرا أو مسكرا أو تأكل شيئا محرما " ، كما حذرها بعد ولادة
الطفل من : " حلق شعر رأسه " ، وبشرها في ال مقابلة بأن هذا الطفل سوف : " يكون نذيرا لله " ، كما أنه
سيشرع في : " إنقاذ إسرائيل من تسلط الفلسطينيين " ، وظهر هذا الملاك مرة أخرى وحض ر زوجها
المقابلة ، وكرر عليهما البشارة والمطالب والتحذير ثم صعد إلى السماء ، بعد تسعة أشهر ولد الطفل
وأسمياه شمشون ( بالعبرية شمش : بمعنى شمس أو مثل الشمس ) ، وكبر وباركه الرب ، في شبابه
صادف فتاة فلسطينية من بلدة " تمنة " حركت مشاعره ، فأسرع لوالده وطلب منه أن يزوجها له ، رغم
معارضة والده لأنها فلسطينية وليست من بني إسرائيل ولا من بني عشيرته ( سبط دان بن يعقوب ) ،
ذهب وطلبها له ، وفى حفل الزفاف ألقى شمشون على ثلاثين فلسطيني كانوا ينادمونه في الحفل فزورة ،
إذا توصلوا لحله ا قبل انتهاء اليوم السابع منحهم ثلا ثين قميصا وثلاثين حلة ثياب ، وإذا فشلوا سلموه
مثلها ، و الفزورة هي : " من الأكل خرج أكل ، ومن القوى خرجت حلاوة " ، وحلها كان : العسل والأسد ،
وكانت هذه الأحجية هي بداية صراع شمشون مع الفلسطينيين ، حيث قام الرجال بالذهاب إلى زوجته
وهددوا بقتلها حرقا هي ووالد ها إذا لم تأت بحل الفزورة ، من خوفها ألحت على شمشون حتى اخبرها
بالحل وأخطرتهم به ، ولكي يفي شمشون بوعده في تسديد المكافأة ، نزل مدينة "أشقلون" وقتل ثلاثين
فلسطينيا ، وأخذ ثيابهم وأعطاها للرجال الذين قاموا بحل لغزه ، ثم ذهب إلى منزل والدته بسبب غضبه من
توصلهم للحل ، وبعد فترة عاد إلى منزل حماه وطلب زوجته ، رفض والدها وقال له : انك قلت لقد كرهتها
فزوجتها بأخر ، وكان هذا الزوج أحد أصدقاء شمشون ، وعرض عليه والده أن يزوجه بشقيقتها الصغرى
، فرفض وقال له : " لا لوم على هذه المرة إذا انتقمت من الفلسطينيين ، وبالفعل نفذ تهديده ، و قام
باصطياد ثلاثمائة تعلب وربط ذيل كل ثعلبين معا ، ووضع بينهما مشعلا وأشعله بالنار وأطلقها على مزارع
الفلسطينيين ، فأحرقت حقول القمح وأكداس الحبوب وأشجار الزيتون ، عندما علم الفلسطينيون إن
شمشون فعل ها بسبب زوجته ، ذهبوا إلى د ارها وأحرقوها هي و أبيها بالنار ، شمشون لم تخمد ثورته ولم
تبرد ناره بموت زوجته ووالدها ، وأعلن انه لن يكف حتى ينتقم من الفلسطينيين ، وقام بالهجوم على
مجموعة كبيرة وقتلهم ، وتسببت هذه الوقائع في استنفار الجيش الفلسطيني ، وقيامه باحتلال أرض يهوذا
، وهو ما أدهش رجال يهوذا ، ودفعهم للاستفسار من الفلسطينيين عن سبب هذا الهجوم ، وهذا الاحتلال
لأراضيهم ؟ ، فأخطروهم بما فعل شمشون وأنهم جاءوا للقبض عليه ، فقام ثلاثة ألاف رجل من سبط يهوذا
بالذهاب إلى المغارة التي يختبئ بها ، و ألقوا القبض عليه وسلموه للفلسطينيين ، وخلال تسليمه قام بفك
قيوده وامسك بفك حمار وهجم على الفلسطينيين وقتل منهم ، حسب الرواية التوراتية ، ألف رجل ولم
يستطيعوا القبض عليه بسبب قوته الخارقة ، وفر إلى أرض بني جنسه ، وبعد عشرين سنة عمل خلالها
شمشون قاضيا لبنى إسرائيل ، نزل إلى مدينة غزة لمعاشرة عاهرة هناك ، وعلم الفلسطينيون بوجوده في
أراضيهم وبلدتهم ، فكمنوا له أمام أبواب المدينة ، فقام شمشون بخلع البوابة وصعد بها وفشلوا في القبض
عليه ، بعد فترة تعرف شمشون على " دليلة " وهى ليست فلسطينية ، بل من بني إسرائيل ، وشغف قلبه
بحبها ، وعلم الفلسطينيون بهذه العلاقة ، فذهبوا إل يها وعرضوا عليها من كل رجل ألف ومائة شاقل ،
مقابل أن تكشف لهم عن سر قوته ، لكي يستطيعوا التغلب عليه والانتقام منه ، فتحايلت دليلة عليه حتى
كشف سر قوته وكانت في شعره ، انتهزت فرصة نومه وقامت باستدعاء ر جل فحلق له خصلات شعره
السبع ، ثم سلمته للفلسطينيين ، فقاموا بقلع عينه وحبسوه في سجن غزة ، وبعد فترة داخل السجن فكروا
في إعدامه بتقديمه كذبيحة للإله "داجون" ، وكان شعره قد نما وطال ..
المذبحة البشرية
في اليوم الموعود اجتمع أقطاب الفلسطينيين ( وعددهم خمسة ) ، ليحتفلوا بتقديم شمشون ذبيحة ، واكتظ
المعبد ، حسب الن ص التوراتي ، بالرجال والنساء ، وكان على السطح ( سطح المعبد ) نحو ثلاثة ألاف
رجل وامرأة يتفرجون على شمشون ، ولما جاءوا به من محبسه طلب شمشون وهو أعمى ( سبق وأقلعوا
عينه بعد القبض عليه ) من الغلام الذي يقوده ، أن يجعله يسند على الأعمدة التي يقام عليها المعبد ،
وصلى للرب قائلا : اذكرني وقوني هذه المرة فقط لأنتقم من الفلسطينيين عن قلع عيني بضربة واحدة ، ثم
قبض على العمودين المتوسطين اللذين يرتكز عليهما المعبد ، وضغط على أحداهما بيمينه ، وعلى الأخر
بيساره وهو يقول : " لأمت مع الفلسطينيين " ، ثم دفعهما بكل قوته فانهار المعبد على الأقطاب وعلى
الشعب الذي فيه ، فكان الذين قتلهم شمشون ( بصياغة النص التوراتي ) عند موته أكثر من الذين قتلهم
في حياته ، بعد وقوع الحادث وصل أخوته وأقاربه وانتشلوا جثته من تحت الأنقاض وحملوه إلى بلدتهم
ودفنوه هناك .
هذه سيرة شمشون كما ذكرتها التوراة دون حذف أو تأويل للنصوص ، تتضمن جميع مراحل حياته ، وكل
ما قام به ، وهى حافلة بالعديد من الوقائع ، قتل وسرقة وحرق وزنا بدون أية دوافع أو مبررات تجعلنا
نتقبل هذه الجرائم ، اللهم سوى الاستهتار والحماقة والتفكير العدواني والإجرامي ، في شبابه قام بقتل
ثلاثين رجلا وسرق ثيابهم وأعط اه لثلاثين آخرين لحلهم فزورته ، وهذه الواقعة لم يكن لها أية دوافع ، لا
بسبب الثأر ولا حتى أن الفلسطينيين كانوا يحاولون قتله أو سرقته أو غير ذلك ، بل عندما فوجئ بأنه يجب
أن يفي بوعده ويسلم ندمائه الثياب ، اكتشف إنه غير قادر ماديا على شرائها ، فهداه تفكيره الإجرامي إلى
سرقتها ، فانحدر إلى مدينة أشقلون وكمن للفلسطينيين ، وهجم عليهم مثل أي قاطع طريق وقتلهم وخلع
عنهم ثيابهم وسرقها ، والمدهش في الواقعة أن محرري التوراة أكدوا أن روح الرب كانت قد حلت عليه ،

فالرب الذي سبق وحذر النبي موسى بن عمران من القتل والسرقة والزنا وزواج المحارم ( الأخت والأم
والعمة والخالة وزوجة الأب ، والجمع بين أختين ) ، حل في شمشون لكي يسرق ويقتل ثلاثين رجلا من
المسالمين ، وبعد أن تزوجت زوجته بصديقه ونديمه ، تبنى سياسة القتل والانتقام من الفلسطينيين ككل ،
وليس ممن خدعوه ، زوجته وأسرتها أو صديقه الذي ألتف من خلفه وخطف امرأته ، وبالفعل حسب
النصوص التوراتية ، أشعل النار في الحقول ومخازن المحاصيل ، وهو ما يعنى انه دمر قوت الأسر
البسيطة والغنية ، قوت الأطفال والش يوخ والسيدات ، ولم يكتف بهذا بل قام بالهجوم على من انتقموا من
زوجته وصهره وقتل منهم الكثير ، ولأن عمله هذا كان إجراميا ولا يتفق والشريعة ولا حتى مع العرف ،
قام بني جنسه بتسليمه للفلسطينيين لكي يقتصوا منه على جرائمه المشينة ، وخلال عملية تسليمه فك
قيوده وقت ل ألف رجل لكي يفر من القصاص والعدالة ، وعندما ألقى القبض عليه وحاولوا القصاص منه
حسب العرف السائد آنذاك ، قتل نفسه وقتل معه تحت الأنقاض أكثر من ثلاثة ألاف من الأبرياء ، ثلاثة
ألاف من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ، ثلاثة ألاف من البسطاء من المدنيين ، وهذ ه الواقعة تحديدا
تدفعنا للتساؤل : هل انتحر ؟ ، هل مات شهيدا ؟ هل قام بعملية فدائية ؟ ، هل عمله هذا يعد من الأعمال
الإرهابية ؟ .
رغم كل ما سبق من قتل وسرقه ذكرت النصوص شمشون ضمن أبطال الإيمان ، ففي الإصحاح الحادي
عشر من الرسالة إلى العبرانيين تم تبرير جرائمه هذه بأنه كان يتكل على الله ، وان الله كان يساعده ، كما
أنه قبل موته أظهر إيمانه في صلاته ، وهو ما يعنى ضمنا أنه مات شهيدا ، وان عمليته الأخيرة لم تكن
انتحارا بل عملية فدائية ، وقد أكد هذا الدكتور القس منيس عبد النور في كتابه شُبهات وهمية حول الكتاب
المقدس ، حيث رأى أن شمشون مات تائباً إلى الله ، نادماً على خطاياه ، ولم يقصد الانتحار بل قصد
الانتقام من أعداء الرب. وهو على حد تأكيده يشبه الجندي الشجاع الذي يموت في المعركة ، لأنه أمات في
موته أكثر من الذين أماتهم في حياته " .
والسؤال الآن : ما هو هذا الإيمان الذي يدفعه إلى تنفيذ هذه الجرائم ؟ ، أغلب الظن إن موت شمشون كان
عملا انتحاريا ، كما كان أيضا عملا إرهابيا وليس فدائيا ، وما يقوى ظنونا هذه أن العلاقات بين الشعبين
الإسرائيلي والفلسطيني ، حسب ما ذكر في النصوص التوراتية ، كانت سلمية ، وكان هناك تعايش بينهما ،
ولم يكنا في حالة حرب أو حتى في فترة هدنة بين حربين ، وما يذكى هذا أن شمشون نفسه تزوج منهم ،
وان والده ذهب وطلب له العروس ، أضف إلى هذا إدانة بني جنسه له عندما حرق محاصيل ومخازن
حبوب الفلسطينيين ، وقيامهم بإلقاء القبض عليه وتسليمه إلى الفلسطينيين لكي يقتصوا منه على جرائمه ،
ولا يفوتنا هنا التنويه إلى الدهشة التي أبداها سبط يهوذا من هجوم الفلسطينيين على أراضيهم ،
واستفسارهم عن سببه ؟ ، وهو ما يعنى إنهم كانا في حال ة سلم منذ فترة كبيرة ، ولم يكون ا في فترة هدنة
واستعداد للحرب ، حتى أنه بعد هروبه ظل عشرين سنة مختفيا في بلاد بني جنسه ، وعملا قاضيا لبنى
إسرائيل ، وطوال هذه الفترة لم تشر النصوص التوراتية إلى وقوع مناوشات أو حروب أو هجمات متبادلة
بين الطرفين ، من هنا نستطيع أن نقوى فرضية انتحاره هربا من مذلة الأسر والتعذيب ، كما انه لجأ لقتل
الآخرين معه بعد تأكده من أنه ماءت لا محالة حقدا منه وانتقاما ، وليس فداءا لبنى جنسه أو لأرضه . فلو
كان شعبه في حالة حرب مع الفلسطينيين ، ولو كانت الوقائع التي قام بها ضمن العمليات المتبادلة بين
الطرفين ، كنا قبلنا جرائمه ، وكانت مذبحته الأخيرة دخلت ضمن عمليات المقاومة ، والعمليات

الاستشهادية ، لكن النصوص أكدت أنها كانت بسبب تفكيره الإجرامي ، وبسبب مصالح شخصية لا أكثر ولا
أقل ، كان فيها هو البادئ والمعتدى ، نخلص من كل هذا إلى الاطمئنان للقول بأن شمشون بن منوح من
سبط دان بن يعقوب ، مات منتحرا ومجرما ولم يكن أبدا بطلا أو شهيدا .

--------
[align=center]القصة ورد لها نص في فلم رعب على (2 mbc )[/align]

انا عندي شغله وحده مش فاهمها
يارت حد يشرحلي ايها
الفزوره باللون الاحمر,,, انا افهمت المقطع الاول اما الثاني ما افهمتو ياريت حد يشرحلي اياه