[ نَبضُ حُب ]



مزق الورقة ، و عيناه تفيض دمعاً ، نظر إليها .. كم هي مشتتة .. مبعثرة .. وريقات صغيرات .. في راحة يديه ، جمعها كلها في يدٍ واحدة .. و سار بها ناهضاً من السرير نحو سلة المهملات ! .



متخطياً زاوية سريرها التي دائماً ما جمعته بهذه الورقة ، حيث كان يجلس يقرأها ، و هي التي تحوي ما لا يزيد عن كلمتين .




متخطياً .. الرسومات التي غيّب ملامحها الزمن ، و الخطوات عليها .. عكرت ألونها ، على أرضية الغرفة .. عندما رسمها صغيراً لأجل عينيها .. و لعبا كثيراً عندها ! .




سار بها ، ضارباً بصورها التي تمر في مخيلته عرض حائط ذاكرته ، و تمتم .. بكلماتٍ لم تُفهم .. ذهبت نقاطها مع النسيم المار بنافذتها الصغيرة كـ هي ، و تلاشت أجساد الحروف .. كالسراب ! .



وقف أمام السلة ، مد يده نحوها ، و ظل قابضاً على الوريقات ، بينما دموعه تتحدر ، حتى يبتلعها قميصه المليء بالغبار ! .



و رأسه المنكس أرضاً ، يحاول أن يرتفع ؛ أن يواجه صورتها التي عُلقت على الجدار ، مباشرة أمامه ، صورتها التي أشعلت فتيل الحب للحياة في قلبه بوجودها ، و هي التي أطفأتها .. بغيابها !.



منذ كانت طفلة صغيرة ، تهوى اللعب معه ، و تجره دوماً نحو هذه الغرفة .. غرفتها ، كانت .. مميزة جداً .. رائعة .. بريئة .. تنسيه معنى أن يكون شاباً مسؤولاً من كل شيء ، يمسك القلم معها .. و يلون أي شيء تطلب منه أن يلونه ، يبعثر أي شيء تطلب بعثرته ، و يرفعها للحد الذي تريد .. عندما تطلب ذلك أيضاً ! .



لكنها .. بقيت صغيرة .. فوق الحد الذي يريد ! ..




و تركت له .. مع غرفتها ، عند حدها ذاك .. ، ورقة صغيرة .. كتبت عليها .. [ حبيبي .. أحبك ] ! ..





كاد أن يفلت الوريقات من يده ، لكن صدى ضحكتها الرائعة التي ارتسمت في تلك الصورة ، التي واجهته مباشرة ، و اخترقت مسامعه .. ، أعادته إلى السرير مرة أخرى ؛ ليجمع الوريقات .. حتى تكوّن [ حبيبي .. أحبك ] مرّة أخرى ! ..