اعزائى اوفياء الوطن سلام السفر --الارتحال --تغيير المكان --كلها تعنى ترك المكان والناس والارض وبعضا من تقاليد الجهه . سوف اتناول موضوع السفر فى حقبة معينه ومن مكان معين --دون الخوض فى المعاناة فى الوسيله والوقت وسهولة الوسائل وقصر الوقت الان فهذه نتيجة تطور طبيعى عمت كل الدنياء ونحن فى الدنيا . كان للسفر طعم وطقوس تسبق السفر وتلى السفر --فمسافر مرتحل ومسافر واصل للبلد الزمان نهاية ستينيات القرن الماضى وحتى منتصف التسعينيات --السفر من ارض الشمال الى حيث المركز --الكهرباء والمويه بالمواسير وسينما وتلفزيون وكوره بالليل والثلج واشياء اخرى من ضمنها العلاج . تجهيزات للزواده بكل انواعها من لحوم ودجاج وبعضا من خميريه التمر والتى ينتظر الاهل فى البندر او ما تبقى منها ومن عجب ان تلك الخميريه كانت تصلح للاكل حتى بعد مرور اسبوع بدون ثلاجه او تبريد او حفظ مقنن . ليلة السفر مناسبه تجمع الاهل ومن يحضر يعرض نفسه لللوم والتانيب --صباح السفر الكل حضور للوداع بالمحطه --ليست هنالك محطه بالمعنى المعروف لاحقا --بل هو مكان غالبا ما يكون سبيل ماء او راكوبه مقيل على درب الميرى --وغالبا ما حملت تلك المحطات اسماء رجال او نساء اشتهرت بهم تلك الجهات . بالمحطه تختلط الدموع بقبلات الوداع الحاره من العمات والخالات والاخوات والاهل والجيران وهى نفس الطقوس عند الحضور من السفر فمن يلحق بالمسافر القادم بالمحطه عليه الاسراع الى حيث الدار . فكما للمسافر الى العاصمه مناسبات استقبال وحفاوه تمتد لايام وليالى وتكون مناسبة لاجتماع الاهل من كل نواحى العاصمه المثلثه او عطبره او مدنى فان الاستقبال للمسافر القادم الى حيث البلد والاهل تستمر لايام تتخللها بعض الولائم والهبات .وجواب الوصول عند القدوم والمغادره --وسلام الاهل بدون فرز --ولا ينقصنا سوى عدم رؤياكم (والصحيح ينقصنا رؤياكم الغاليه ) او كما قال الاستاذ عبد الماجد --عليه رحمة الله تعالى ولاننى من المحرومين من السفر قدوما للبلد وحيث امتدت غيبتى عن تلك الربوع لاكثر من عشرون عام --افيدونا ان بقيت من تلك الطقوس ما يذكر الناس بالسفر مغادرة او قدوما . دمتم ذخرا للوطن
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته كل الشكر والتقدير لك على مشاركتك الرائعه والمميزه وعلى هذا الموضوع الذي قمت بطرحه علينا ومتمنياتي لك بالتوفيق ومواصلة التميز معنا وفي انتظار جديدك إن شاء الله لا تحرمنا من ما تقدمه تقبلـ مروري تحياتي