لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً!!!!!!
يروى عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا
يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه ، إنه إذا مات أحدكم انقطع
عمله ، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً" ، فهذه دعوة صريحة إلى
استغلال العمر والبعد عن تمني الموت لأنه آت لا محالة وما على الواحد منا
إلا أن يستغل وقته ويصرفه في طاعة ربه ونصرة أمته وإعلاء شأن دينه فالوقت
أغلى من الذهب وأثمن من كل شيء وإذا ذهب لا يرجع ، وكلما فقه المرء منا ذلك
علم أن طول العمر مع حسن العمل هو المطلوب وأنه لا يزيد المؤمن عمره إلا
خيراً كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولعل ذلك الأمر جعلنا نرى أناس
يستغلون أوقاتهم إلى أبعد مما يتصور حتى يكاد بعضنا أن يدعي أن هؤلاء الناس
قد بالغوا في استغلال الوقت أو أن تلك الوقائع والأحداث خيالية وغير
واقعية فانظر مثلا إلى ابن تيمية رحمه الله حينما كان يدخل الخلاء يقول
لجليسه : اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك حتى اسمع حرصا منه على استغلال
الوقت ، وانظر إلى الطبري رحمه الله يروى عنه أنه ما ضيع دقيقة إلا في
الإفادة أو الأستفادة ، وانظر إلى الأمام الرازي رحمه الله الذي كان يُقرأ
عليه في كل حال من أحواله عند الأكل ودخول الخلاء وغيرهما ، ولكن عجبنا
يزول حينما نعرف مقدار ما حققه هؤلاء فالطبري مثلا كتب ما يقارب خمسمائة
وأربع وثمانون ألف ورقة وابن تيمية ألف موسوعات في الفقه والفتاوى وغيرهما
وأبو بكر الرازي ألف في علم الرجال ما بلغ العشرات من المجلدات وكذا في
التفسير وغيرهما من فنون العلم .
(2)
عودة إلى تقوى حقيقية!!!!!!!!!
لقد صارت التقوى في حياة بعض الناس مجرد شعارات ترفع وأوهام يزينها
الشيطان ... فظنوا أنهم من الأتقياء وأنهم على أفضل ما يرام ... فصارت
تقواهم شكلية تهتم بالظاهر على حساب الباطن ؛ ولهذا فنحن في أمس الحاجة إلى
عودة إلى التقوى الحقيقية ... تلكم التقوى التي تحمل المسلم على أن يجعل
بينه وبين ما يخشاه من ربه من سخطه ونقمته وعذابه وقاية تقيه ذلك السخط
وتلكم النقمة وذلك بأن يأتمر بأمر الله وينتهي عما نهى عنه الله ... تلكم
التقوى التي تجعل المسلم يسعى إلى أن يراه ربه حيث أمره ولا يراه حيث نهاه
... تلكم التقوى التي تجعل المسلم يخاف من ربه ويرضى بالقليل ويعمل
بالتنزيل ويستعد ليوم الرحيل ... تلكم التقوى التي تجعل المسلم يقصر عن
الذنوب لأنها كالأشواك في طريقه ... تلكم التقوى التي تجعل المسلم يطيع ربه
حق طاعته ويشكره على نعمه ويصبر على بلائه ... تلكم التقوى التي تجعل
المسلم يؤدي حقوق العباد ويبتعد عن الظلم والفساد ... تلكم التقوى التي
تجعلنا نقول الحق ولا نخشى في الله لومة لائم ونأمر بالمعروف وننهى عن
المنكر ... تلكم التقوى التي تجعلنا نزهد في الدنيا ونجعلها قنطرة عبور إلى
الآخرة ... تلكم التقوى التي تدفعنا إلى حسن المعاملة مع غير المسلمين
بالبر والقسط ... تلكم التقوى التي تحقق الأمن والأمان في بلاد الأسلام
وتحقق السعادة والرخاء لأهله ؛ ولذا فإن التقوى حينما تغيب عن حياة الناس
فلا ينتظر أي خير ولا تتحقق أي مصلحة بل تضيع الحقوق وينتسر الفساد والظلم
وتسود المصالح الخاصة والتجمعات الفاسدة وحينها تضيع الأمة وتضعف شوكتها
بين الأمم فتتكالب عليها كما تتكالب الأكلة إلى قصعتها ... فلننتبه !!!!!! .
(3)
أسئلة حول وسطية الاسلام !!!!
- هل وسطية الاسلام تقتضي
التهاون في إظهار الحق وإقراره إرضاءاً للناس واستجابة لرغبات العوام أم
أنه يجب إظهار الحق وإقراره وإن خالف أهواءهم وعندها يكون ذلك إبرازاً
لوسطية الاسلام لا مخالفة لها؟!!!!!.
- لماذا أصبحنا نخجل من
إبراز الكثير من مظاهر ديننا بل وصرنا ننفر الناس منها وننكر على المحافظين
عليها ظانين أننا بذلك نحقق وسطية الاسلام وندافع عنه ؟!!!!!.
-
لماذا أصبحنا ننكر أموراً متفق عليها أو أحاديث صحيحة الثبوت أو وقائع
تاريخية موثقة ظانين أننا ندافع عن الاسلام ونحقق وسطيته ؟!!!!!!.
-
لماذا أصبحنا نُقبل على اختيار الآراء الشاذة المخالفة لآراء الجمهور
ونصدّرها للناس ظانين أننا بذلك نحقق وسطية الاسلام؟!!!!!.
-
لماذا أصبحنا لا نريد أن نعترف بإساءة الآخرين للاسلام بالرغم من وضوح ذلك
وظهوره علنا بل صرنا نبرر أقوالهم وأفعالهم ظانين أننا بذلك نحقق وسطية
الاسلام؟!!!!.
- لماذا أصبحت ألسنتنا تقطر عسلاً أمام تجرؤ الآخرين على ديننا بينما نأكل لحوم بعضنا لمجرد أننا اختلفنا في الرأي ؟!!!!.
-
لماذا نتهاون في الرد على اسئلة الناس في القضايا المعاصرة وتكون الأجابات
مميعة وغير مباشرة بحيث تُفسر وتُؤول حسب الأهواء وترتب حسب الرغبات؟!!!!.
-
لماذا أصبح بعضنا يريد من العلماء التساهل والتجاوب مع أهوائهم الشخصية
وإلا فالتشدد والتخلف والرجعية وأوصاف أخرى كثيرة يلصقونها بهم ؟!!!!!!.
(4)
أين نحن من إبلاغ رسالة الاسلام؟!!!!!
حينما تسمع
الدعاة إلى الله الذين يجوبون الأرض دعوة إلى الاسلام تستشعر بالتقصير بل
والتفريط في إبلاغ رسالة الاسلام والدعوة إليه ونشرها في شتى بقاع الأرض ،
فلا شك أن الكثير من الناس في هذه الأرض لا يعرفون شيئاً عن الاسلام ولم
تصل إليهم رسالته ودعوته بل إنها إذا وصلت قد تصل مشوهة من غير أهله تصد عن
الدين ولا تُرغب فيه ، فضلا عن أنها تصل في كثير من الأحيان متأخرة بشكل
يجعل الكثير يلومون من قاموا بالتبليغ على هذا التأخير واذكر هنا موقفين
يعبّران عن تلك الحقيقة المرّة ، أولهما : للشيخ أحمد القطان والذي حكاه في
درسه بعنوان " حوار في الطائرة " حيث ذكر أنه كان في ندوة للشباب في
أمريكا وبينما هو جالس مع إخوانه دخل عليهم رجل قائلاً : السلام عليكم أيها
الظلمة ، فقالوا : وعليكم السلام اجلس لما قلت الظلمة ؟!!! ، فقال الرجل
غاضباً : لقد مات أبي وأمي على الكفر وهما الآن في النار ولم يعرفوا شيئا
عن الاسلام ، ثانيهما : للشيخ عبد الرحمن السميط والذي حكاه في تسجيله
بعنوان " كيف اهتدوا " حيث ذكر أنه أعطى لرجل ترجمة لسورة الأخلاص فعاد
في الصباح مسلماً معاتباً عليهم تأخر دعوتهم للإسلام قائلاً : لما لا
تدخلون بهذه السورة كل بيت في إفريقيا فعقيدتكم سهلة ليست معقدة " ، ولا
شك أن هذين الموقفين وغيرهما الكثير يشعراني بالحزن والأسى على الحال الذي
وصلنا إليه نحن المسلمين حتى تأخرنا في أداء الواجب علينا تجاه ديننا
وانشغلنا بأنفسنا ودنيانا فمات أناس كثيرون دون أن يصل اليهم الاسلام أو
تأخر في وصوله من الأساس أو وصل إلى بعضهم مشوها ولا حول ولا قوة إلا بالله
!!! .
(5)
عودة صادقة !!!!
هاهي الأيام تثبت لنا
يوما بعد يوم أن اعدائنا إنما يتحركون عن عقيدة وأن مكائدهم لنا إنما تنم
عن حقد دفين في قلوبهم ؛ ولهذا لا تجدهم يتركون شيئا من دينناَ إلا وقد
أساءوا إليه وتعرضوا له بحملة شرسة وعلى كافة المستويات ؛ ولهذا فنحن نحتاج
إلى عودة صادقة ندافع من خلالها عن هذا الدين الذي أكرمنا الله به وأوجب
علينا نصرته والذود عنه بكل ما نملك وما نستطيع القيام به ، وبجانب ذلك
ندافع عن هذه الأمة الأسلامية التي نتشرف بأن نكون من أبنائها ولعل هذا لا
يحدث إلا بتمسكنا بالكتاب والسنة والدعوة اليهما بالحكمة والموعظة الحسنة ،
فيجب أن نعرض ديننا على الآخرين عرضاً عمليا لا نظرياً فحسب بأن نكون صورة
صادقة معبّرة عن الدين وتعاليمه فيجب أن تعبّر أخلاقنا وسلوكياتنا وجميع
أحوالنا عن عظمة الأسلام ورقي تعاليمه ؛ وإلا فكيف نريد لأسلامنا خيراً
ونحن نخالف أبسط تعاليمه ؟!!! بل كيف نريد أن يغير غيرنا نظرته للأسلام وهو
يرانا في أسوأ صورة وأقبح منظر؟!!!! لتكن عودة صادقة وسريعة قبل فوات
الآوان فحالنا يحتاج إلى عمل كثير وجهد عظيم وإخلاص نية وعزيمة لا تلين
وهمة تسمو فوق كل الهمم.