لمَ أرى دموع
الأحزان تنساب من بين الجفون الباكية التي تَحتضِن الأنين منذ زمان، التي
تتمنَّى غيابه الذي سرَق السعادة مِن ربوع الصدر المجروح؟
انطق يا لسان.. اجعل بَوحَك يتدفَّق؛ لعلَّ قلمي يَرسُم معالم حُزنِك على أوراقي لتَنتهِيَ آلام قلبي الذي أسَرَه أَلَمُ قَلبِك.
تضع
جراحُك خلْفَ السحاب خُطاكَ أسيرةً بين الأشجار على جنَبات الجبال، وصرخات
حبات الرمال في علوٍّ منذ أن وقَع صدى الشُّجون في ربوع جزر البحر
النائية؛ حيث وَحْدة، وألم، ودمع غمَر رحابها.. ما عادت الفراشات تطلُّ،
والورود في غرقٍ ضاعَ جمالها.
هاجِرْ إلى شواطئ بحر الذكريات مع أسراب الطُّيور المُهاجِرة، تكن في سعادة العيش.
كن
في بحر الطاعات، وإن غاب أنيسك وخليلك؛ فإن المولى خير أنيس، لا تَستوْحِش
الليالي؛ فهي - وربِّي - جنة المؤمن؛ حيث الخلوةُ مع ملك الملوك خالق
الحبِّ والجَمال.
لا تُناظِر وحوش الزمان.. لا تَستمِع لكلمات مَن لم
يَعرِف قرب الرحمن.. كنْ لهم ناصحًا بأن يذوقوا حلاوة الإيمان، وتوكَّل على
الحيِّ الذي لا ينام.
إلهَنا، ثبِّت قلوبنا ولا تُزِغْها بعد إذ هديتنا.
مولانا، الرحمة والمغفرة.. سترك وحبّك ما نتمنَّى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم.