إن الأحدث الواقعة في بلاد المسلمين وضد المسلمين في شتي أنحاء المعمورة لهي في
حقيقتها محرك ودافع قوي وسريع من أجل أعادة التفكير العميق والمتأني بل وأحياناً
السريع من أجل إيجاد يقظة تحتاجها الأمة الإسلامية للخلاص من براثين السيطرة والتبعية
الغربية واستعادة الحقوق المسلوبة ونصرة الشعوب الضعيفة ومحاسبة كل من أعتدي وذلك وفق
الشريعة الإسلامية وحاش لله أن تكون هذه الشريعة ظالمة .
نحن أمام إرهاصات ومراجعات لدي كثير من الجماعات والأحزاب والأفراد وكثير من المؤسسات
حتى لدي كثير من الاشتراكيين والليبراليين وغيرهم بعدما سقطت الاشتراكية خاصة وانكشف
الستار عن قصورها والهوة بين ماهو مدون في لوائحها وما هو مطبق علي أرض الواقع وبدء
السقوط والتهاوي لبعض جوانب الرأسمالية وما تنادي به من ديمقراطية لهو خير دليل علي
انصراف كثير من البشر عنها والعودة إلي الأصل والجذور المتمثلة في المنهج الإسلامي
واعتناق الإسلام .
باتت حقيقة لا يوجد فيها أدني شك مفادها أن ما يعاني منه العالم يرجع إلي التخبط بين
النظم والمناهج البشرية الوضعية التي تثبت من حين لآخر عن فشلها على التوالي هذا
يتطلب من القائمين علي المنهج الإسلامي أن يجندوا كل الطاقات والإمكانات وعلي قدم وسلق
من أجل تقديم مثالية الإسلام لكثير من المحرومين والمتعطشين للعدل والراحة وذلك بإيجاد
رابطة تضم كل الجهود الإسلامية ليكون التحرك في كل اتجاه وجانب مع كل فرد وجماعة .
إن أحد المفكرين الغربيين وهو برنارد شو ، حيث قال "لو أن محمد بن عبد الله موجوداً
لحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجاناً من القهوة"
فلما لا نقول له إن نواب محمد صلي الله عليه وسلم موجودين ونبادر بحل قضايانا و مشاكل
العالم باسره وذلك من خلال المثالية الإسلامية .
إن العودة للحقيقة ألا وهي المثالية الإسلامية بات أمراً حتمياً و أقرب من أي وقت مضي
فليكن لنا الشرف في تقديم وتطبيق هذه المثالية التي تطوق إليها الأنفس من سنين بإذن
الله " وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ