غرباء في زمان يطول
فيه البكاء على مَن يُعذَّب في أصقاع الأرض، جراح مِن شتى بقاع الأرض
تُطلُّ لتُدمي القلب الحزين، نسمات غربية تُرافقها أطيافُ عزيمة الصادقين
لهذا الدين.
مَن يوقف تدفُّق حبر قلمي وأنينه المتناثر في سماء ربوع
الديار، والقلب في لوعة تَكاد تُمزِّق الأيادي، والسعادة تبحث عن ركنٍ لها
في قلوب المسلمين؛ فهي حائرة لما حلَّ بأهل الشام.
يا مهاجرًا في دروب
العزة، لا تحزن إن الله معنا، كنْ نِبراسًا يُضيء للأمة طريقها، كنْ سراجًا
يَهتدي به جيل الكرامة في نهضة مجْدنا الذي تتغنَّى به الطيور المُهاجِرة
في كل زمان ومكان.
الكلمات في ثورة، والهمَّة ثائرة بين جنبات النفس
تُنادي في رحاب المعمورة، تَهمس في المساء: هيا يا رجال، في خلَجات الليل
لكم وقفة بين يدي الرَّحمن، نَطلُب عودة عزَّتنا.
كل ما في الكون في شوقٍ لإشراقَة شمس حريتنا، عدالة دينِنا الحنيف؛ ليَغمر بعدله أنحاء البسيطة.
تبقى الحروف مُتناثِرة في قلب النهار وأطرافه، وفي رحلة الليل وابتهالاته.
ربنا انصرْ كل مُهاجِر نهَض لهذا الدين، كنْ مُعينًا لكل مُناصِر نصر الدعوة المحمَّدية.
ربنا كنْ في نصرتنا، واقبل دعوتنا وعبادتنا، ولا ترفع لمَن خذَل الدِّين رايةً ولا تحقِّق له غايةً.
إلهنا، اهدِنا واهدِ بنا، واجعلْنا سببًا لمن اهتدى، والصلاة والسلام على نبيِّ الهُدى محمد - صلى الله عليه وسلم.