بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعاني الكثير من الأزواج خصوصا الذكور منهم من انعدام الحوار خصوصا حينما يصل الزوجة إلى مرحلة يكون فيها هو المنفق فقط، وواجباته منحصرة في إحضار كل ما يستلزم البيت من نقود وطعام وشراب وملابس وقضاء معظم حاجات الأطفال..فإذا رافق ذلك شعور بالفقر العاطفي، هنا يشعر الزوج بانعدام قيمته كرجل ينتظر زوجته الكثير وتنتظر هي أيضا منه الكثير
اليوم نتحدث عن شكل آخر من المعاناة، والتي إن وجدت تسهم بشكل كبير في قتل روح الحوار وطرده خارج نطاق وجدران الأسرة، .. هذه المعاناة حسب مجلة فرحة بات يشعر بها الكثير من الأزواج الذكور، خصوصاً حينما يصل لمرحلة يكون فيها هو المنفق فقط، فينحصر واجبه في إحضار النقود والطعام والشراب والملابس وقضاء معظم حاجات الأطفال والمنزل، فإذا ترافق مع هذه الحالة شعور بالفقر العاطفي أحس الرجل بعدم قيمته، فواجبه ينحصر فقط في تنفيذ الطلبات والأوامر.. أما هو.. فمن يستمع له؟.. لمن يبوح؟.. لمن يبث شكواه؟.. أوليس هنالك حاجات خاصة به؟.. من يعطيه؟.. من يحمل عنه؟ لا أحد.. فالزوجة مشغولة بزينتها وملابسها وزياراتها وبتسوقها ومصاريفها المرتفعة، والأطفال كل يلح بطلب ما يريد.. والكل ينفق.. فيبدأ الرجل يشعر بأن هذه الأسرة تهدم حياته.. وتبذر طاقته وتعبه، ولا تعبأ بحاجاته أبداً.
وماذا عن معناة المرأة؟
وكذلك قد توجد هذه المعاناة عند المرأة حينما ينشغل عنها الزوج بعمله وتجارته وأعبائه ولا يلتفت إليها إلا نادراً، أو حينما يشعر بالإرهاق أو التعب، وكذلك الأولاد كلُ يطرح أمامها مشكلة ويطلب منها حلاً آنياً، والكل يأخذ ولا يعطي، فتصبح مجرد متلقٍ ومستقبل.. وهنا تتكدر الحياة وتتأزم، لتصبح حياتها أشبه بالروتين أو القيد، الذي لا فكاك منه، ويحير الزوج وتحير الزوجة وكل منهما يعتقد أنه على صواب والخطأ في الطرف الآخر
ماهي الحلقة المفرغة في الموضوع..؟
إن في الأمر حلقة مفرغة مفقودة.. فقدها كل من الزوجين وراح يبحث عنها خارج إطار ذاته، فالرجل لابد وأن يتفرغ لزوجته، وأن يمنحها بعضاً من الدفء والحنان الذي يعطيه لأصدقائه وللمقربين منه، وأن يستعيد تلك الحلاوة وذلك اللسان الجميل الذي يتحدث به مع الآخرين أو من خلال الهاتف. أما المرأة فإن بيدها سلاحاً فتاكاً، إن استخدمته صنعت من حياتها معجزة جميلة أسعدتها طوال الأيام، فالحوار ليس بين جمادين ولا ساكنين، بل بين روح وروح.. روح تعشق الجميل، وروح تعشق الكلام المعسول.
الأنوثة والجاذبية..سلاح أنثوي لا يخيب!
وهذا السلاح هو أن تترجم الجانب الأنثوي منها عنده، فهي لا تخاطب قريباً أو صديقاً، بل تخاطب روحها وحياتها وحبيبها وزوجها، وهذا الخطاب يحتاج إلى ترادفات من الجاذبية والأنس، مغموسة بقليل من النظرات الملفتة وغيرها من أساليب المرأة. والجاذبية تلك هي ما يُشعر الرجل بالانتعاش ويحيي داخله أحاسيسه ومشاعره، بل ويشعره بأنه إنسان وأن من يخاطبه هو إنسان، وهذه القدرة والموهبة هي ما يقود إلى فهم الطرف الآخر وفهم نفسيته، ومن ثم القدرة على التعامل معه.