ربُّ كريم يحبنا قبل أن نحبه ..[b]أنْ نُحب الخالق أمر طبيعي مطلوب ؛ لأننا عِبَادُه ..
لكن.,أن يحبنا هو سبحانه شيء لم أجد له كلمة معبرة غير قولي "عَجَبٌ .. عَجَبْ ! "
· يقول ابن القيم: " ليس العجب من فقير مسكين يحب محسناً إليه ,
إنما العجب من محسن يحب فقيراً مسكيناً "
إن كنت أنا فرد واحد من البشر
الذين لا يحصون والبشر كلهم جزء من خلقه, والخلق كله من سماوات وأرض وكواكب
وملائكة وإنس وجن وما لا نعرف .. الخلق كله لا يساوي جناح بعوضه عنده جل
وعلا الغني عنّا.
ربُّ كريم يحبنا قبل أن نحبه ..!
** أتريد دلائلي على حب الله لعبادة ؟
· يقول الله تعالى في الحديث القدسي : "
يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي , يا
ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي , يا
ابن آدم إنكـ لو لقيتني بقراب الأرض خطايا , ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً
لأتيتك بقرابها مغفرة ".
ربُّ ودود رحيم بعبادة ..!· لذلك يقول سفيان الثوري :
(الذنوب التي بين العبد وبين الله أسهل من الذنوب بين العبد وبين العباد)
..
أحد الصحابة يقول : لو أتيت يوم الحساب وقيل لي أتريد أن يحاسبك والدَاك بدل ربك لرفضت ..!!
( لماذ؟؟! )يقول : لأني ربي أرحم بي منهما ..
صدق والله إنه صدق ..· ألا يقول الله تعالى : ((وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ))
· كذلك يقول عن نفسه تبارك وتعالى : ((وَالله يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ))
خالقنا الغني ذو الفضل يريد أن يتوب علينا .!! نحن عباده الفقراء .!!
نعم .. أليس من أسماءه الودود .. يتودد إلى عبيده ..
· ويصف نفسه سبحانه : ((غَافِرْ الذَّنبِ وَقَابِلْ التَّوْبِ))· كذلك يقول جل وعلا
(فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ))قدم الله محبته لهم على محبتهم له ..! ودودٌ .. ودود
· يقول الأستاذ عمرو خالد : العلاقة مع الله علاقة حب قبل كونها علاقة أوامر وتكليف .
إن الله يخص بالمحبة أصنافاً عدة والتمثل بصفاتهم أمر سهل للغاية.. :
· الصنف الأول والثاني
(إنَّ الله يُحِبُّ التَوّابينَ ويُحِبُّ المُتَطَهِرينَ))· الصنف الثالث
(إنَّ الله يُحِبُّ المُحْسِنِينَ))
· الصنف الرابع
(إنَّ الله يُحِبُّ المُتَّقِينَ))
· الصنف الخامس
(إنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِينَ))
فأما التقوى فهي أن يكون الغالب على حياتك البحث عن طاعة الله وتركـ معصيته..
وأما المقسطين فهم اللذين يعطون كل ذي حقٍ حقّه من دون زيادةٍ ولا نقصان.
· من دلائل حبه تعالى يقول في الحديث القدسي : "من تقرّب إلي شبراً تقربت غليه ذراعاً , ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً , ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"
· من دلائل محبته أيضاً أن يطلب منّا ويحثنا أن نقوم بدعائه ليقضي حوائجنا.., ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))· ومن دلائل حبه أن يطمئن عباده .. قال تعالى
(كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَة))
· وجاءَ في الحديث : "لمّا قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إنّ رحمتي سبقت غضبي"
· وتأمل هذه الآية
(وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ))· وتأمل قوله تعالى
(يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِفَ عَنْكُمْ))
ربٌّ ودود رؤوف محب لعباده الفقراء ..!
إذاً جدير بنا أن نحبه بل نصبَّ قلوبنا محبةً له وجوارحنا طاعة له ...
رغم كل هذا لا يعني أن نأمن مكر الله وعقوبته فحين قال سبحانه في سورة غافر
(غَافِرُ الذَّنبِ وَقَابِلِ التّوْبِ...)) أتبعها ((شَدِيدِ العِقَابْ)) فبعد أن وصف نفسه جلَّ وعلا بصفتين من الرحمة أتبعها بصفة واحدة من الشدة والقدرة.
اللّهُمَ إِنَّا نَسْأَلُكَ حُبّكْ , وَحُبّ مَنْ يُحِبُّكْ , وَحُبُّ كُلُّ عَمَلٍ يُقَرِبُنَا إِلَى حُبّكْ ,, اللهم اميين
أَخِيراً.. فَمَا كَانَ مِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسِي والشَّيْطَانْ
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكْـ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينْ