الحركة الاسلامية في مجموعها كالجسد الانساني ، فأي عطب يصيب هذا الجسد يؤثر فيها ، ولذلك فهي في استقامتها كالإنسان المستقيم ، الذي جاهد ذاته ، ووطنها على سلوك طريق الصراط المستقيم ، مقيما ما افترض الله ، وملتزما بشريعته ، وهذا الجسد في كفاح م
ع نفسه من اجل ان لا يخرج عن الصراط المستقيم ، ويظل ثابتا عليه ، فحين يمرض يتعرض هذا الجسد في أفراده ومجموعه الى اختلال ، وحين يعجز عن مد أعضاءه المصابة بالخلل بالمناعة يستفحل الداء اكثر فأكثر فيفقده المناعة ، ومد اعضاءه بالمناعة يتمثل في إعانتهم على سلوك الصراط المستقيم ، ومدهم بأسباب الثبات على هذا الصراط المستقيم يتمثل في تربيتهم ، والترابط الكامل معهم ، وتلمس همومهم ، والعمل على انتاج بيئة صحية سليمة تحصنهم من مسالك الشيطان وأعوانه .
لذلك فالخسارة تشمل المجتمع الانساني الذي تغيب منه قيم الايمان وعمل الصالحات والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ، في ترابط يعمل دائما على تعزيز هذا الايمان وتقويته ، وبقاء الفرد والمجموع في حركة تماسك قوية متلاحمة ، إن المجتمع الذي يخسر إنسانا صالحا يخسر طاقة حيوية كانت تمده بأسباب القوة ، ولبنة في بنيانه تعمل على تلاحمه وقوته ، وضخ مفاهيم التماسك ، في مسيرته ، وإن الذي يستغني عن فرد صالح لا يدرك خطورة استغناءه ، وما يشكله من تحد يجعله قابلا لأن يتصدع بنيانه ، ولا يعي الهدف من قوله تعالى "عبسى وتولى " ، حين نكافح الشر في حياتنا وحياة الناس يتطلب منا معرفة كيف نكافحه ، وكيف نوفر المسلك السوي للناس لكي نحجم من تمدد الشر ومحاولات هيمنته على مستوى ذواتنا والواقع المعاش من حولنا ، لا يكفي ان نقول للناس آمنوا ، فقط ولكن اعملوا الصاحات وترابطوا واتحدوا وتآخوا وتواصوا وتواصلوا وتناصحوا ، وحولوا ايمانكم الى اعمال متكاملة تعزز من الخير وتجعله مسلكا لكل الناس ، إن تذكيرهم باليوم الاخر أساسي في جعلهم يتأكدون أن الحياة هذه لن تدوم ، وأن الايمان بها يستوجب العمل من اجلها ، وبالتالي تصبح حياتهم فيضا من التعاون والتكامل ، والتراحم ، والبناء والنهوض .
"إن أعظم وظيفة في هذا الزمن أن ينقذ الانسان إيمانه ، وأن يسعى إلى إمداد إيمان الاخرين بالقوة "