موضوع ليس لي ولكنه راقني
ويستحق عين وقلب وفكر
كل حواء
وماذا لو كان الحُب العربي الابن الشَّرعي للخوف؟
أول خوف هو خوفنا من الحُبّ نفسه نتبرأ من الحب، كما لوكان شُبهَة وانتماءً إلى حزب محظور
نتستّر على عواطفنا، بينما يباهي كباراللصوص بثرواتهم المسروقة من جيوبنا، ولا يستحي القَتَلة ومغتصبو الأوطان من العيش محترمين بيننا
نُخفي اسم مَن نحب بحذر مَن يتستّر على اسم فدائي، أومطلوب للعدالة ذلك أنَّ الحبّ العربي سيظل بالنسبة إلى الكثيرين مجازفة بالحياة وبالمستقبل وبالشرف، وضرباً من العمليات الانتحارية
لذا، لايزال السؤال جدير بالتأمُّل
كيف يمكننا تأسيس حضارة ونحنُ نستعمل المسدسات الكاتمةللحُبّ؟
لكن مأساتنا مع الحُبّ لا تنتهي عند أعدائه، بل تمتد إلى أتباعه فالمحبُّون هم أيضاً أعداء أنفسهم، وأعداء مَن يحبّون لذا، كما يقول الذين هلكوابأيدي الأخلّاء أضعاف مَن هلكوا بأيدي الأعداء»!
ذلك أنّ دوائر الخوف تُطوِّق العاشق العربي إلى ما لانهاية فنحنُ نخاف مَن نُحبّ، ونخاف عليه، ونخاف منه علينا لكننا نحبه لأننا نخاف العنوسة والشيخوخة والوحدة والمجهول والمرض والضَّجَر والموت موتنا الحَتْميّ،وموتنا لفرط موت الحب ونخاف على حبنا من الآخرين، ونخاف من الزمان على الحب، ونخاف الحب في كل زمان وفي كل الحالات، حتى ونحن في ذروة سعادتنا، ونذهب إليه على طريقة مرعوبين لفرط فرحتنا ممسكين بيدٍ يَدَ الحبيب، وبالأُخرى قلبنا
والخوف في عِزّ السعادة من السعادة، حالة لَعَمْري عربية، ننفرد بهاحصريّاً بين الأُمم، بحُكم ثقافة الخوف التي رضعناها، والتي تُحوِّل حتى مباهجناإلى مناسبة لتَوجُّس الكوارث وإيقاظ المخاوف، بهدر اللحظات النادرة للسعادة في التفكير في المصائب التي قد تَلِيها
ولأنّ مَن يتوجَّس المصائب يكاديَقلَق لعدم حدوثها، غالباً ما تُحقِّق لنا الحياة نبوءاتناالكارثية
وعندها، تَصدق كل أغاني الحب العربية التي تبارك الخيبات، ونبكي حظّنا
الحب العربي