موضوع: الخبراء ينصحون بتهيئة جو من الاستقرار في البيت 2012-09-21, 03:41
الخبراء ينصحون بتهيئة جو من الاستقرار في البيت والبعد عن التوتر والشد العصبي. للتغلب على حالة الطوارئ قبيل الامتحانات
القاهرة: نشوى الحوفي نادية حسين ما إن يهل موسم الامتحانات حتى تعلن حالة الطوارئ ليس في البيوت فقط، بل في عيادات الطب النفسي أيضاً التي يتوافد عليها الكثير من الطلاب في مراحل عمرية مختلفة شاكين من القلق والخوف والتوتر، وحالات البكاء الشديد والتبول اللاإرادي عند الأطفال. « هل يتصور أحد أن تأتي طفلة عمرها 9 سنوات بصحبة والديها إلى عيادة طبيب نفسي تشكو الخوف والفزع في الليل والتبول اللاإرادي؟» سؤال طرحه الدكتور ممتاز عبد الوهاب أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة مكملا حديثه قائلاً: «لقد جاءتني هذه الفتاه قبل بدء موسم الامتحانات العام الماضي وكان وجهها شاحباً بطريقة لا تتناسب مع عمرها، فطلبت من والديها تركها معي لدقائق في مكتبي، وعرفت منها أن والدها هو الذي يذاكر لها طيلة العام ويقسو عليها لأنه يريدها من المتفوقين. وللأسف تزداد هذه القسوة «النفسية» في موسم الامتحانات بشكل يصيبها بالأعراض التي ذكرتها في بدء حديثي، في الوقت الذي تحرم فيه من كل وسائل الترفيه حتى ممارسة هواية الرسم التي تحبها، وهي مأساة بحق. وعندما جلست مع الأب عرفت منه أنه يريد أن يزرع في ابنته مبدأ التفوق كي تلتحق بكلية الطب التي كان يحلم بها منذ صغره ولكنه لم يستطع بسبب مجموعه في الثانوية العامة». ويؤكد دكتور ممتاز عبد الوهاب أن كثيرا من الآباء يتناسون شيئاً مهماً جداً هو أننا نربي ونعلم إنسانا ولا نبرمج كومبيوترا، وأن نسبة 60% من الأطفال ينتمون لفئة متوسطي الذكاء، في حين أن 15% منهم يتميزون بذكاء أعلى من المتوسط، و5% فقط يتمتعون بذكاء شديد. وهذه حقيقة يتجاهلها كثير من الآباء فيضغطون على أبنائهم وبخاصة في فترة الامتحانات لحشو عقول الأبناء بمعلومات المواد التي يدرسونها متناسين قدراتهم. ويشير دكتور ممتاز عبد الوهاب إلى أن هناك نصائح يستطيع الأهل اتباعها أثناء مذاكرة أبنائهم وبخاصة وقت الامتحانات ومنها:
* وضع مواعيد محددة للمذاكرة أثناء اليوم ومواعيد للنوم وللترفيه بمعنى تنظيم جدول يجعل العقل لديه استعداد لاستقبال المواد العلمية. « تحديد مكان ثابت للاستذكار ويستحسن أن يكون بعيداً عن مكان النوم حتى لا يشعر الطالب بالكسل.
* ارضاء احتياجات الطالب قبل بدء المذاكرة، حتى لا يكون جائعاً أو حزيناً أو مشغولاً بمشاكل المنزل.
* ضرورة الحصول عن فترة راحة ذهنية بعد كل مدة يذاكر فيها حتى يريح ذهنه من خلال الحديث مع الطالب، أو تركه لممارسة بعض أنواع الرياضة الخفيفة في المنزل، يعاود بعدها المذاكرة.
* إجابة الطالب على أسئلة الامتحانات السابقة تساعده على اكتساب الثقة وتدربه على التهيؤ لجو الامتحانات كما تساعده على ادراك قيمة الوقت في الامتحان.
* من ناحية أخرى فإن بعض البيوت يكون بها طالب راسب من العام الماضي ويستعد لدخول الامتحان للمرة الثانية. هنا يؤكد دكتور ممتاز عبد الوهاب أن هذا النموذج يكون نجاحه بدعم ثقته بنفسه أكثر من غيره، لأنه يعاني الخوف الشديد الذي قد يصل إلى درجة الهلع من تكرار تجربة الفشل. ويتأتى ذلك من خلال توفير الجو المناسب له للاستذكار في آخر العام، وتنظيم وقته، ومساعدته على مراجعة المعلومات ومكافأته في حال تحقيق تقدم أثناء المراجعة النهائية، مع الابتعاد عن تذكيره بتجربته السابقة أو معايرته بها، فهو أكثر الناس تذكراً لها. ومن الممكن أيضاً تحفيزه كأن نعده بهدية كبيرة في حال اجتيازه الامتحان. ليس هذا فقط، بل علينا التحدث معه بصفة مستمرة والشرح له أن الفشل مرة لا يعني الفشل طيلة الحياة، بل على العكس فأحياناً يكون الفشل دافعاً للتقدم وتحقيق النجاح مع ضرب أمثلة من الواقع له سواء من المقربين له أو من أعلام الفكر والسياسة والأدب والعلماء والفنانين أيضاً.
وتوافقه الدكتورة منال عمر استشاري طب نفس الأطفال، الرأي بتأكيدها أن «القلق شعور معد ينتقل من إنسان لآخر من دون أي وساطة. إن كثيرا من الآباء ينقلون لأبنائهم مشاعر القلق والطفل يتوتر بسرعة وهذا يسبب له الارتباك. فالأم والأب يريدان من طفلهما النبوغ ويزداد قلقهم وقت الامتحانات ويجلسون معه لمراجعة كل كبيرة وصغيرة والويل إذا أخطأ، وهذا شيء يضر الطفل أكثر مما يفيده، ولهذا فجميع الأمراض التي تصيب الأطفال وقت الامتحان سببها القلق. ولهذا فنصيحتي لأي أم أو أب لا يستطيع التحكم في مشاعره أثناء مذاكرته لأولاده أن يترك هذه المهمة لمدرس أو مدرسة خاصة لديها المقدرة على التواصل مع الطفل، وبخاصة في مرحلة أو فترة الامتحانات التي يشعر فيها الطالب أن عليه مضاعفة جهده من دون تفريط في ساعات راحته ونومه وتغذيته التغذية السليمة». وهنا تشير الدكتورة رضا عبد اللطيف الخبيرة التربوية الى اهمية مصاحبة الابناء وخلق جسر من التفاهم لازالة الرهبة من الامتحان لانه في النهاية قياس القدرات التحصيلية على مدى العام الدراسي كله ومهما كان الطالب مستعدا لا ينبغي ان نغفل دور البيت في تدعيم هذا التحصيل لتحقيق النجاح ولا داعي للدخول في «خصومات وخلافات مع ابنائنا في هذه الفترة بغرض اجبارهم على تقبل انماط المذاكرة التي نراها نحن مناسبة من وجهة نظرنا بل لا بد من احترام ارائهم ومراعاة قدراتهم التي تختلف من ابن لاخر، وبالتالي فإن نجاح الام والأب في تهيئة الجو المناسب في البيت عامل مهم لمساعدة الابناء في فترة الامتحانات بالذات. ويشير الدكتور فكري عبد العزيز، استشاري الطب النفسي، ان قدرات الابناء هي التي تحدد الاوقات المناسبة للمذاكرة، وإن كانت الدراسات اثبتت ان الاستذكار في الثلث الاخير من الليل يصاحبه عدم قدرة على التركيز ويؤدي الى النسيان، كما ان النوم نهارا والاستذكار ليلا يجهد القشرة المخية ويؤدي الى خمول واضطراب في اجهزة الجسم، فضلا عن الاصابة بالدوار والشعور بالكسل واللامبالاة. أما افضل السبل فهي النوم الطبيعي الذي يعقبه راحة للجسم والعقل، بحيث يوفر الصفاء الذهني. واجب الآباء مراعاة جو الاستقرار النفسي والهدوء وتخصيص جزء من النوم، ولو ساعة واحدة، للابتعاد قليلا عن المذاكرة وممارسة الهواية المناسبة او سماع الموسيقى لتجديد قدرات الابن على الاستذكار والشعور بالامان والانتعاش ايضا، كما يجب ان نتحاشي القهر والكبت وتحويل البيت الى خلية عسكرية بحجة الدفاع عن قدرات الابناء العقلية كي لا يؤدي الى حدوث الخوف والرهبة من الامتحان. كما يحذر الدكتور فكري عبد العزيز من اسلوب التهديد والترهيب والمنافسة السيئة بان تقارن قدرات أحد الأبناء بقدرات أقرانه مثلا حتى لا يصابون بالاحباط وتتشتت افكارهم، والاهم هنا هو بث روح الثقة في الأبناء إلى جانب عناصر اخرى مثل: ـ الاهتمام بغذاء الابناء جيدا والاكثار من الفواكه والعصائر والبعد عن المنبهات مثل الشاي والقهوة. اما افطار يوم الامتحان فيجب ان يشمل كوب اللبن والعصائر الطازجة وقطعة من الكيك لمد الجسم بالطاقة اللازمة والبعد عن الوجبات الدسمة صعبة الهضم.
ـ عدم الاستذكار في وضع النوم على السرير او الاريكة حتى لا يغلب النعاس وترهق العين وعضلات الجسم والافضل الجلوس الصحي على المكتب مستقيم الظهر.
ـ البعد عن الادوية العشوائية بغرض زيادة نسبة التركيز او التغلب على الصداع بالاكثار من الاقراص المسكنة لانه في الغالب صداع نفسي يزول بمجرد الابتعاد قليلا عن المذاكرة والاسترخاء لدقائق معدودة.
ـ مراعاة ان تكون الاضاءة مناسبة وغير مباشرة كأن تكون مزروعة في الغرفة مع التهوية الجيدة. ـ بعض الابناء ينتابهم شعور مخيف بالنسيان، وهذا الشعور وهمي وطبيعي نتيجة الضغط النفسي ويزول بمجرد رؤية السؤال طالما ان المعلومات مخزنة بالذاكرة.
ـ على الطالب ان يقرأ ورقة الاسئلة جيدا ويبدأ بالسؤال الاحب الى نفسه ليطمئن ويزول عنه الشعور بالخوف والرهبة من الامتحان.