دمعة على خد زوجة مظلومة
دمعة على خد زوجة مظلومة ,
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته .. سبحان من أمره بين الكاف والنون
سبحانك يا ناصر المظلومين .. سبحانك يا مرشد الحيارى والضائعين .. وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دمعة على خد زوجة مظلومة
أوجزت تلك الصرخات والآهات في دموع حارقة وكاوية
نزلت بعد تجرعها مرارة الظلم كطوفان لا يتوقف
هذه الدموع قد تكون في نظر الكثير ماهي إلا دمعات
تنزل حسب توقيت معين لوقت معين ليوم معين
ولم يدرك هذا الشخص خوافي تلك الدمعات التي رسمت لها طريقا ومسلكا
أنا لن أتكلم عن ظلم المرأة للرجل لأن هذا شي نادر
ولكن كلامي سيكون هو عن ظلم الرجل للمرأة لأنه هو الغالب
وقفة مع ذلك الزوج الظالم الذي قد خان الأمانة
وقفة مع ذلك الجاهل الذي جهل بحقوق زوجته
حتى وصل الأمر إلى ظلمها غير مباليا بعواقب ذلك الظلم على نفسه وأولاده
أخواتي اخواني عندما نقول الظلم فنحن بذلك يجب أن نقف بحزم وجد
ضد أولئك الظلمة الذين أهانوا تلك النساء العواني اللاتي وصى عليهن رسول الأمة المحمدية
صلى الله عليهم وسلم .. بقوله (( أستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم ))
من أنواع الظلم هو التهميش العاطفي
أحبتي أليست المرأة مخلوقا رقيقا يحمل في طياته قلبا حنونا
أليست المرأة تحمل بين أضلعها قلبا هو من لحم ودم
وهذا القلب بحاجة بأن يشبع بالحب وبالأمان
أليست هذه المرأة هي من ستكون أما لأطفالك
ومربية لأولادك وينبوعا متدفقا يفيض بالحنان
لك أنت بالذات أيها الزوج العاق ... أليست هذه المرأة هي من كانت يوما من الأيام
حلما يراودك طيفه صباح مساء أليست هذه المخلوقة الرقيقة هي مربية الأجيال
وصانعة الأمجاد والحضارات ... إذا فلم الظلم والقهر والعدوان
كم من زوجة كانت تحلم ك غيرها من الفتيات بزوج حنون يغرقها في طوفان من الحب
تود الغوص فيه وعدم النجاة منه فلما كتب لها الرزق والنصيب
وتمر الشهور الأولى فإذا بها أمام وحش كاسر وليس كما كانت تتوقع من ذي قبل
أغضت طرفها وأحتسبت أجرها عند رب الرحمة
وتمر الشهور والسنين فإذا بالبشير يبشرها بطفل جميل برئ
فأخذت تسبح في أفقها الخاص وتفكر وتفكر
وحدثت نفسها قائلة لعل الله يعظم لي أجر إحتسابي وصبري بعقوق زوجي
بطفل صالح يرعاني ويخفف مصيبتي ومرت الأيام
فإذا بالطفل يترعرع وسط حنان تفيض به الأم على وليدها
وتحت رعاية مركزة ومشددة ومحاطة بمشاعر الأمومة المختزنة والمكتنزة في صدرها
لهذا الملاك البرئ وهو طفلها وبعد ذلك بدأ الزوج يتهرب من مسؤلياته نحو رعاية وتربية إبنه
مبررا ذلك العقوق بكثرة أعماله وإنشغالاته
فكتمت غيضها كما كتمته من قبل وأخذت تردد في صدرها
(( حسبي الله ونعم الوكيل )) فأخذت من راحتها الشي الكثير
مقابل تنشئة الإبن وتربيته وتعليمه وتثقيفه في أمور دينه ودنياه
دارت الأيام وبدأ الزوج بمرحلة جديدة من العقوق فأصبح الآن
لا يصرف على زوجته وأم ولده وولده وبيته إلا الشئ القليل
الذي لا يذكر في مقابل إنه يصرف كل أمواله على شراء الدخان
أو الرحلات مع زملاء العمل أما الزوجة فلو طلبت منه مبلغا يسيرا
هو من أبسط حقوقها فإنه سيقيم الدنيا ولا يقعدها ويصفها بالتبذير
وبإنها سبب فقره ومعاناته مع الديون المتراكمة على ظهره ؟؟؟؟؟
ومع ذلك لم يكتف بعقوقه بل أستشرس أكثر مما قبل
فهو الآن يبحث عن زوجة أخرى بحجة واهية مع العلم بأن هذه الزوجة
لم تكن بيوم من الأيام مقصرة في حقوقه بل كانت تؤديها على أكمل وجه
فقالت كما قالت من قبل (( حسبي الله ونعم الوكيل ))
وكانت هذه الزوجة ترفض حجة الطلاق لأنها تخاف على أبنائها
من التشرد والضياع أو تجرع مرارة الظلم مع زوجة جديدة سيأتي بها
ذلك الوحش الكاسر وهو الزوج وبعد سنواااات طويلة كبر الأبن وأصبح رجلا يستطيع
بأن يعوض أمه عن كل آلامها وأوجاعها وحسراتها فإذا تفأجا بإن هذا الإبن عاق كأبيه
صعقت ذهلت جنت ... بكت وأجهشت في البكاء وحق لها ذلك
أخذت تحدثه وتخبره كيف كانت صابرة محتسبة من أجله
فإذا بك يا بني تبادلني بالإحسان بالإساءة أخذت ترجوه
وكأنها خادمة عنده تتوسل إليه بدأت تقبل يديه بأن يحسن إليها ولكن لا حياة لمن تنادي
هنا بدأت هذه الزوجة بالهذيان فقد أشتعلت النيران في داخلها وبدأت الدموع تنهمر على خديها
تبددت أحلامها .. ضاعت أمانيها .. تاهت وحارت من خلال وحش كاسر وإبن عاق
أصبحت بعد هذه السنين الطويلة والعشرة المديدة التي لم تذق فيها طعم السعادة ولم تهتني بها
حبيسة الجدران الأربعة وفي يدها كفنها معلنة بذلك قرب أجلها وموافاة منيتها
بعد أن أحرق الجميع قلبها وقطعوا نياطه غير مبالين بكونها إمرأة عظيمة
كافحت وصبرت وأحتسبت أصبحت تتطلع في كل يوم بإن يأتي إليها أحدهم
لكي يكفكف دموعها ويمسح أحزانها ويطمس من قلبها ماضيه المشين
وبعد هذه المقدمة الطويلة يبقى السؤال
إلى متى أيها الزوج العاق وأنت تواصل عقوقك وجحودك
لأفضال شريكة حياتك وأم أولادك وحضنك الدافئ ؟
وأنت أيها الإبن إلى متى وأنت مصر على جريمتك الشنيعة
ألم تعلم بأن هذا دين سيرده الله إليك ؟
إلى متى نرى تلك الدمعات ونسمع تلك التنهدات والصرخات
إلى متى سنعلن الوفاء لأم الوفاء وهي الزوجة ؟
أليست هي من تكون لنا ملجأ آمنا إذا حارت بنا الدنيا بعد الله
أليست هي ذلك الحضن الدافئ الذي يخفف عنا آلامنا ومصائبنا بأسلوبها المفعم بالتفاؤل
أليست هي من تبرعت وتكفلت بتنظيف بيوتنا وطبخ موائدنا وغسيل ملابسنا
ورعاية وإنجاب وتربية أبنائنا
**************************************** ********** ********************
إلى هنا يتوقف مداد قلمي ليس لإنحسار معانيه أو نفاذ أفكاره ومفرداته
وإنما إنبهارا بأفضالهن التي لن تستوفى بمجرد كلمات قليلة أو خطوط كبيرة
ولو كانت تلك الأفعال كريمة وكثيرة لما كان هذا هو لسان الحال
ولكن كل ما يستحق أن يقال في تلك الزوجات الصالحات الصابرات الصادقات مع الله
أصبروا وكافحوا ولا تنتظروا الجزاء إلا من الله
ثم آن الأوان لأزف لكن بشرى محمدية تبتهج بها القلوب
وتفرح بها الأفئدة وتنتطلق بها أسارير الوجه ألا وهي :
بشارته لحفيدات أمهات المؤمنين بأن من حفظت بيتها
وأدت واجباتها نحو زوجها وأرضت ربها فأن لها جنة عرضها
كعرض السموات والأرض تجري من تحتها الأنهار فيها رضوان رب السماء
وفي ختام مقالي أشكر كل من قرأ وأستفاد وأنتقد وأفاد فما كان فيه من صواب فمن الله
وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وأتمنى أن قد وفقت للسداد وبينت لكم الجواب
**************************************** ********** ************************
منقول