اشجار الاثل
هو شجر من نوع الطرفاء يسمى عند الأفرنج باللسان النباتي تماريكس جاليكا وهذا النوع من الأشجار منتشر بالقطر المصري وصحاريه في المواطن التي تحوي المستنقعات والينابيع المالحة وقد تطول هذه الأشجار كثيراً وتضخم حتى يبلغ محيط جذعها نحواً من ثلاثة أمتار وتبقى دائمة الخضرة وهي طاعنة في السن.
يصنع المصريون من خشب الأثل السفن والقصاع ولذلك فهو مرغوب فيه وتكاثره يكون بالعُقَل وهي تنبت بسهولة ولكن يصعب نقلها ولذلك لا تزرع إلا حيث لا تنقل.
ويستعمل الحطب الأحمر من الأثل للوقود ويصنع منه فحم غير جيد لأنه يكون خفيفاً سريع الاحتراق ويكون رماده أسمر يحتوي على قليل من الكربون وكثير من الأملاح والجير وأما الفحم الجيد فيكون رماده أبيض ضاربا للسنجابية لأنه يكون محتوياً على كثير من الكربونات القلوية.
يزرع الأثل في الطرق والجسور والمنتزهات ولا سيما في الأرض السبخة التي لا تنبت فيها الأشجار الأخرى. وينصح النباتيون بتجنب زراعة هذه الأشجار حول البساتين لأن لها عصارة تنفرز منها تحتوي على كثير من الأملاح تسقط على الأرض فتملحها على بعد ثلاثة أمتار أو أربعة وزيادة على ذلك فيأوي إليها كثير من أنواع الزنابير وغيرها من الحشرات.
يتولد على الأثل نوع من العفص مختلف الحجم يسمى بالبقم يحتوي في باطنه على دودة وهي التي يتولد منها العفص ويباع للصباغين ليصبغوا به الأقمشة باللون الأسود وقد يحال إلى مسحوق ناعم فيستعمل دواء قابضاً للجروح ويستعمله الحلاقون في مداواة آثار الختان والأصل الفعال الموجود فيه هو التنين.
وللأثل غابات طبيعية في الفيوم جهة بركة قارون في الطرانة وبقرب السويس عند المستنقعات تأويها الضباع والذئاب والهررة البرية والحلاليف