كنت جالسًا خلف صفحات التاريخ، أستحضِر أجزاءً من الوجود، إذ يكسوها الحُزن لِما ألمَّ بالحال.
جدار
فنجاني يتشقَّق من صدى صُراخ، من ظُلْم ترامت أجزاؤه على صفحات العمر،
لتَتناثر قهوته لترسُم لوحة تبدأ من الشرق حمراء ارتوت من دماء أبناء
الأمة، تنتهي في الغرب تَعِجُّ بحرب أفكار تنتقِص من مقدار وشأن ميراث ومجد
الأمة.
يا أصابعي، ضمِّدي جِراح إخواني، يا نجوم الليل، بلِّغيهم
أنَّنا في شوق لنَجود بكل ما نَملِك من أجلهم، قلوبنا في تمزُّق، عيوننا
ساهرة، حيث غادَر النوم شواطئ بحر الليالي التي تحمِل شدة كلما سمع خبرًا
عن أحوالهم.
مُرِّي يا طيور الديار على ديار مَن يبكي مِن وَحدته بين
يدَي الجلاد، انثُري بشائر النصر، فالليل يرحل حين يتجلَّى طيف الفجر، ونحن
أهل الحق، والحق لا محال سيسحَق الباطل من جذوره عاجلاً أم آجلاً بحق.
الدنيا رحلة سفَر، ووقتنا جزء منها، والفوز حقًّا لمن صبَر.
يا من خلَقت الألم والسعادة وقَسمتَهما بين البشر، نصرُك لنا فنحن عبيدك، لا تَخذُلنا بما فعَل السفهاء منا.
إلهنا، لا تجعل لعدوِّنا علينا سبيلاً، واجعل المصطفى قدوتنا إذا مُكِّن لنا في الأرض يا حبيبنا.