قصيدتي ( خريف لا يعنون أوراقه )
حلَّ الخريفُ وَ دَبَّ اليأسُ وَ الطمعُ
وَ كلُّ صدْرٍ جديرٌ فيه ما يسعُ
ينالُ فاتِحُ فاهٍ منْ يدَيهِ يدًا
تجري بِـما يدُهُ الأخرى ستبْتلِعُ
و كلُّ ما في يدِي خيطٌ وَ أرملَةٌ
تخيطُ نسيانَها يتمِي فينقَطعُ
وَ تُخلِطُ الريحُ رملًا في ملامِحها
فـرُبـما رسَمَتْ وجهًا لِـما يقَعُ
وَ صبّرتنِي على الترقيعِ قائلةً
( بنَيّ ضُمَّ يدِي لا بدَّ نجتمعُ)
يا ابنَ أبيكَ الذي قدْ ماتَ منْ غرقٍ
في بحرِ عاشقةٍ وَ القعْرُ منصدِعُ
وُلِدْتَ مِنْ رغْوةِ الإفصاحِ في سحُبٍ
لمْ يدْعُها ظامِئٌ إلّا وَ تَنقشِعُ
صوفيّكَ الـكاشفُ الأسرارِ منْكفئٌ
يهذي بمسبَحةٍ مذْ خانَهُ الورَعُ
ما كنتَ تَضْحِكُ فِي اللّاقينَ مبتهجًا
أوْ كنتَ مِنْ حَزَنٍ تبْكي لـمنْ يدَعُ
أنتَ اختصارٌ عنِ الأوجاعِ مذْ خلقَتْ
وَ ليسَ مختصَرًا في عمْرِكَ الوجعُ
لوْ ضمّكَ الحاءُ في باءٍ حقيقَتُهُ
فَشبْهةُ الكافِ منْ عينيكَ تُنتَزَعُ
هلْ أطلبُ الـعابدِينَ النارَ في خلدي
وَ اللّاطمينَ علَى الأوضاعِ ما وضَعوا
وَ الراكعينَ على تحطيمِ منْكسِرٍ
وَ السّاجدِينَ إذا في شقّهِ وقعُوا
ما جئتُ يومًا إلى أجراسِ قافيَةٍ
إلّا وَ فيها دمٌ مِنْ جرْحِ مَنْ قرعوا
فأقتَدي دأبَ ذي القرنَينِ في سببٍ
لكنّما سببي يدنو و يرتفِعُ
وَ كلُّ راحِلةٍ ناخَتْ بأمنيتِي
كأنَّ دربِي بها يبغي و يمتنِعُ
بيني و بُعدِ سبيلي حَقُّ ضفتّهِ
وَ خطوتي في مدَى التقريبِ تصطنِعُ
إنْ كنتُ عنْ آبهٍ أمشِي بلا ثِقَلٍ
فكلُّ حاملَةٍ تدرِي بما تضعُ
عوني